رسوم ترامب تُعطّل الابتكار.. هجرة الشركات الأمريكية تلوح في الأفق

في خضم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تقدم شركة في كولورادو قصة مغايرة للنموذج التقليدي للصناعات الأمريكية المتعثرة.
وروى تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قصة شركة "كوكـونا لابز" (Cocona Labs). فبينما تكافح بعض مصانع النسيج لمنافسة المنتجات الصينية، نمت كوكـونا من خلال تصدير تقنياتها المتقدمة إلى الصين، لكنها الآن تواجه ضغوطًا تهدد وجودها.
وتنتج كوكـونا مركّبات تستخدم لتحسين أداء الأقمشة، مثل تسريع الجفاف وسحب الرطوبة، وتُصدر ثلثي إنتاجها إلى الصين لتحويله إلى خيوط تُستخدم في صناعة الملابس والمفروشات، التي تُباع لاحقًا في الأسواق الأمريكية والعالمية.
لكن بعد عودة دونالد ترامب إلى الحكم في يناير/كانون الثاني، وقراراته بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية، أصبحت الشركة مهددة بفقدان أسواقها الأساسية. وردّت بكين برسوم على المنتجات الأمريكية، ومنها منتجات كوكـونا، ما دفع الشركة للتفكير جديًا في نقل بعض مراحل الإنتاج إلى الخارج.
والمدير التنفيذي جيف بومان، البالغ من العمر 72 عامًا، يرى أن هذه الخطوة قد تكون ضرورية. ويقول: "نحن بالفعل بصدد تنفيذ هذه الخطوة". ويرى بومان أن الرسوم الجمركية تدفع الشركات نحو الخارج، بعكس ما تدّعيه الإدارة الأمريكية من دعم التصنيع المحلي.
وبينما تهدف إدارة ترامب إلى إعادة التصنيع إلى أمريكا، يؤكد بومان أن هذه الرؤية غير واقعية دون استعداد المستهلك الأمريكي لدفع أسعار أعلى بكثير. ويقول: "لا يمكنك أن تتمنى عودة المصانع، يجب أن يكون لديك خطة واقعية".
الماستر باتش
وتبدأ عملية الإنتاج لدى كوكـونا باستخراج المعادن من الجنوب الغربي الأمريكي، ثم تُحوَّل إلى جزيئات في ولايات الوسط، وبعدها إلى ما يُعرف بـ"الماستر باتش"، الذي يتم تصديره إلى الصين ودول أخرى. ومع أن الشركة بدأت منذ سنوات بالتوسع إلى أسواق مثل الهند، تظل الصين شريكًا لا يمكن استبداله بسهولة بسبب بنيتها التحتية الصناعية المتقدمة.
وفي أبريل/نيسان، ارتفعت الرسوم الجمركية إلى 145% من الجانب الأمريكي و125% من الجانب الصيني، لكن الشركة تمكنت من الصمود مؤقتًا بفضل مخزونها في شنغهاي. ولاحقًا، خُفضت الرسوم إلى 30% و10%، لكن الضبابية لا تزال تؤرق بومان، إذ أصبح العملاء والموردون مترددين في تقديم طلبات جديدة.
بسبب هذا الغموض، أوقفت الشركة مشروعات بحث وتطوير، وأجلت خطط التوسع. ويُفكر بومان في نقل تصنيع الماستر باتش إلى آسيا، لتفادي الرسوم الجمركية، رغم أنه يعني سحب الأعمال من موردين أمريكيين — وهو ما يتعارض مع أهداف السياسة التجارية الأمريكية.
ويختم بومان قائلًا: "لقد عملنا بجد لبناء هذا العمل، ولن نضيعه بسبب سياسات سيئة. لكن الأمل ليس استراتيجية."