«عملية احتيال».. ترامب يحاول الخروج من ورطة كوهين
وضعت شهادة مايكل كوهين، محامي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في المحكمة، الأخير في ورطة.
ففي جلسة المحاكمة التي عقدت الخميس للنظر في قضية اتهام ترامب بدفع أموال لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز، سعى محامو دونالد ترامب مرة أخرى إلى التشكيك بأقوال مايكل كوهين الذي انقلب على صديقه وموكله السابق، بينما وصف ترامب المحاكمة بأنها "عملية احتيال".
وكان محامو ترامب الثلاثاء هاجموا كوهين، صديق الرئيس السابق الذي أصبح عدوه حاليا، محاولين تصويره على أنه متعطش للمال وغير جدير بالثقة.
وبدأ محامي الدفاع تود بلانش الجولة الثانية من الاستجواب عبر التشديد على تاريخ من الأكاذيب التي سردها كوهين، في مسعى لإقناع هيئة المحلفين بعدم تصديق أنه خرق القانون بطلب من ترامب.
وردد الدفاع أكاذيب كوهين السابقة، وقام أيضا بعرض مقاطع من حلقات لبودكاست يقدمه كوهين وناقش فيه مرارا مواضيع تخص الرئيس السابق، وقال في إحدى حلقاته "الأفضل أن تصدقوا أنني أريد أن يسقط هذا الرجل".
وأكد كوهين مرارا خلال استجواب الدفاع والادعاء أنه يتحمل "المسؤولية" عن أعماله وواجه العواقب.
واعتبر ترامب، أول رئيس سابق تتم محاكمته جنائيا، أن مساعيه للعودة الى البيت الأبيض تعرقلها الإجراءات القانونية التي يواجهها.
وتأتي محاكمة ترامب بالتزامن مع حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض من خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي سيخوضها أمام الرئيس الحالي الديموقراطي جو بايدن الذي هزمه في الانتخابات السابقة عام 2020.
وفي إطار هذه المحاكمة التاريخية، دعا ترامب مشرّعين جمهوريين إلى حضور بعض الجلسات بهدف إحضار الحملة الانتخابية إلى قاعة المحكمة وتصوير القضية بشكل متزايد على أنها سياسية.
والخميس حضر النائبان مات غايتز ولورين بوبيرت.
وخارج المحكمة، احتج ترامب مرة أخرى قائلا "يا لها من عملية احتيال".
وأضاف "أنا هنا منذ قرابة أربعة أسابيع، وما زال أمامنا طريق طويل لنجتازه".
ويحاكم ترامب بتهمة تزوير 34 مستندا محاسبيا يُفترض أنّها استُخدمت لإخفاء مبلغ مالي دُفع للتستّر على فضيحة جنسية خلال حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2016.
ويواجه ترامب في إطار هذه المحاكمة خطر صدور إدانة جنائية هي الأولى بحقّ رئيس أمريكي سابق، كما يواجه نظريا عقوبة السجن.
شهادة مايكل كوهين في القضية توافقت بشكل عام مع الشاهدين الآخرين ستورمي دانيلز وديفيد بيكر، الناشر السابق لصحيفة ناشونال إنكوايرر الذي قال إنه عمل مع كوهين وترامب على طمس قصص محرجة محتملة عن الرئيس السابق.
وكوهين هو الشاهد الرئيسي للادعاء في المحاكمة الجنائية التي يخضع لها الرئيس السابق بتهمة دفع مبلغ من المال لنجمة الأفلام الإباحية السابقة.
ومع سخونة أحداث القضية لم يتضح بعد إذا كان ترامب سيعتلي منصة الشهود ليدلي بأقواله أم لا.
وبينما يعتبر ترامب أنه أفضل مدافع عن نفسه، يؤكد المحللون أنه قد يشكل عبئا قانونيا كبيرا.
وكشف كوهين أنّ ترامب طمأنه بعدما دهم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي غرفته في الفندق ومكتبه في أبريل/نيسان 2018 بحثاً عن أدلّة على الاحتيال المصرفي ودفع أموال مقابل شراء صمت دانيلز.
وعلى حدّ تعبير كوهين، قال ترامب له في حينها "لا تقلق، كلّ شيء سيكون على ما يرام، أنا رئيس الولايات المتحدة".
وكان كوهين اعترف بالذنب عام 2018 بتهمة التهرّب الضريبي والإدلاء ببيانات كاذبة أمام الكونغرس وانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية. وترتبط الجريمة الأخيرة ارتباطاً مباشراً بدفع المبلغ لستورمي دانيلز.
وفي هذا الإطار، أمضى قرابة 13 شهراً في السجن وعاماً ونصف عام قيد الإقامة الجبرية، بعدما حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الكذب على الكونغرس وارتكاب جرائم مالية.