مسؤولون أمريكيون: ترامب لن يصدق على الاتفاق النووي مع إيران
قبل الموعد النهائي المحدد في الـ13 من الشهر الجاري
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يصدق على الاتفاق النووي مع إيران للمرة الثانية على التوالي، ما يلقي بظلال من الشك حول مستقبل الاتفاقية التي أصبحت ضعيفة، وفقا لمسؤولين أمريكيين؛ لا سيما في ظل الاحتجاجات التي تشهدها إيران وتطالب بإسقاط ديكتاتورية الملالي.
وفي تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية على موقعها الإلكتروني، نقلت عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، قوله "إنه من غير المحتمل إلى حد كبير" أن يصدق ترامب على الاتفاق للكونجرس قبل الموعد النهائي المحدد في الـ13 من الشهر الجاري.
- واشنطن تدرس معاقبة "الحرس الثوري" على قمع المتظاهرين
- رسامو كاريكاتير يسخرون من الملالي.. عمامة أثقلها القمع والفساد
وأضاف المسؤول أن الرئيس لم يقرر بعد ما إذا كان سيواصل التنازل عن العقوبات النووية التي تقع على عاتقها هذه الصفقة غير المستقرة، التي يحين موعدها أيضا، الأسبوع المقبل.
وفي 13 أكتوبر/تشرين أول الماضي، رفض ترامب التصديق على الاتفاق ووضع مستقبله أمام الكونجرس، ما أثار موجة ضغط من الحلفاء الأوروبيين الذين يؤيدون الاتفاق الذي جرى توقيعه عام 2015 بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكن ترامب وصفه بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال رفض ترامب التنازل عن العقوبات هذا الشهر، سيجعل الولايات المتحدة في وضع مخالف للاتفاق ومن المحتمل أن يؤدي إلى انهياره.
ولا يزال الأمر غامضا بالنسبة لمحامي البيت الأبيض بشأن ما إذا كان عدم التصديق، وفقا لشرط دوري كل 90 يوما، سيؤدي إلى مهلة ثانية مدتها 60 يوما للمشرّعين، لإقرار تشريع جديد في إطار إجراءات عاجلة يمكن أن تعطل الاتفاق، وهو ما فشلوا في القيام به حتى الآن.
وتابع المسؤول: "لم نقرر ما الذي سنفعله بشأن اتفاق إيران"، لافتا إلى أن الإدارة تعد خيارات للرئيس قبل الموعد النهائي للتنازل عن العقوبات والذي يتراوح بين 12 و17 يناير/كانون ثان الجاري، وتدرس عقوبات إضافية منفصلة على الأفراد والمنظمات في إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح كيف ستؤثر سلسلة الاحتجاجات المطولة والمنتشرة على نطاق واسع في إيران، التي تحولت من التعبير عن المظالم الاقتصادية إلى مطالب بتغيير النظام، على حسابات ترامب.
من جانبه، قال مايكل سينج، خبير شؤون إيران في معهد واشنطن، والمدير السابق بالبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش: "مهما كانوا يخططون للقيام به، أعتقد أنهم يعودون الآن إلى مرحلة التخطيط بسبب ما يحدث".
وكان ترامب قد سلط الأضواء الدولية على الاحتجاجات من خلال تغريدات داعمة، وذلك منذ أن بدأت في أواخر ديسمبر/ كانون أول الماضي، على الرغم من أن مساعديه يقولون إنه يتعمد التوقف عن المطالبة بتغيير النظام.
وفي تعليقه الأكثر قوة، كتب ترامب على حسابه بموقع "تويتر"، الإثنين، "آن الأوان للتغيير"، لكن سرعان ما أوضح المسؤولون أنه يعني ذلك فقط في سياق دعم صرخات المتظاهرين من أجل ظروف أفضل، مثل دعوات الطعام والحرية.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى أن تخطو بخطوات دقيقة لتأييد الاحتجاجات، التي يقول المسؤولون إن الولايات المتحدة لم تتوقعها، دون أن تغذي مشاعر مناهضة قوية ضد واشنطن ربما تقوض أهداف المحتجين.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية "نحن مهتمون فقط بجعل النظام الإيراني يغير سلوكه".
وعن دعم الولايات المتحدة الاحتجاجات بحماس أكبر من نظرائها الأوروبيين الصامتين الذين يؤيدون الاتفاق النووي، قال سينج، إن الإدارة "لعبت حتى الآن على الأوتار الصحيحة"، وساعدت في الضغط على الحلفاء للاستجابة أيضا وكانت "ذكية" بتقليل أي فكرة مفادها أن الولايات المتحدة لديها سياسة تغيير النظام.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن المرشد الإيراني (على خامنئي) البالغ من العمر 78 عاما صنع "ديكتاتورية شخصية" خلال الـ29 عاما الماضية ينبغي أن تنتهي في نهاية المطاف.
ومضى قائلا: الشعب الإيراني يحتاج إلى التفكير فيما ستكون عليه بلاده بعد مرحلة المرشد علي خامنئي... لأنه ستكون هناك بارقة أمل.. لا أحد يعيش إلى الأبد، إنه نظام شخصي للغاية"، لافتا إلى أن هذا يعكس تفكير الرئيس ترامب.
واختتم بالقول: "لنقل إن الرجل سيعيش حتى سن الـ88... وهذا أمر غير مرجح، صحيح؛ من المرجح أنه في غضون العقد المقبل، أو خلال السنوات السبع المقبلة، أيا كان، سيحظى الإيرانيون بتلك اللحظة التاريخية لتقرير مستقبلهم... ربما أقرب من أن يعرف أحد ذلك؛ الموت غير متوقع".