3 أيام هزت أوروبا.. ترامب يخنق الحلفاء

خلال ثلاثة أيام فقط فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوروبا وخنقها وأذلها، مما ترك أقرب حليف قاري للولايات المتحدة في حالة من الصدمة.
وبحسب موقع أكسيوس الأمريكي، تسبب ترامب في حالة من الصدمة لحلف الناتو وأوكرانيا بعد إعلانه بدء محادثات سلام مباشرة مع روسيا، دون إطلاع أوكرانيا بالكامل أو إشراك القادة الأوروبيين في المفاوضات.
وقد شكل هذا القرار صدمة لحلف الناتو، حيث شعرت الدول الأوروبية باستبعادها من قرارات مصيرية تتعلق بأمنها القومي، مؤكدة أن تجاهل أوكرانيا وأوروبا يعني أن الاتفاق المحتمل قد يكون على حساب المصالح الأوكرانية.
وأن هذا الاستبعاد يُضعف موقف الناتو ويجعل الولايات المتحدة تبدو كحليف غير موثوق به، كما يزيد من النفوذ الروسي في أوروبا، مما قد يؤدي إلى انقسام داخل الاتحاد الأوروبي.
في الوقت ذاته، أثار وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث حيرة الحلفاء خلال زيارته الأولى للناتو، حيث بدا وكأنه أزال بعض أوراق التفاوض الخاصة بأوكرانيا قبل بدء المحادثات. كما طالب أوروبا بتحمل مسؤولية دفاعها الخاص حتى تتمكن الولايات المتحدة من التركيز على التهديد الأكثر إلحاحًا من الصين.
ومن شأن هذا الطلب أن يؤدي إلى إجبار الدول الأوروبية على زيادة إنفاقها الدفاعي، مما يضغط على اقتصاداتها، وأن يُضعف التماسك داخل الناتو، حيث يعتمد الحلف بشكل كبير على القدرات العسكرية الأمريكية. كما يمنح روسيا فرصة لاستغلال الانقسامات داخل الحلف الأطلسي
ففي الداخل الأمريكي، أعلن ترامب عن تعريفات جمركية "متبادلة" على كل دولة تفرض رسومًا على الواردات الأمريكية، مما قد يؤثر على بضائع بقيمة 600 مليار دولار قادمة من الاتحاد الأوروبي.
وفي قمة عالمية للذكاء الاصطناعي في باريس يوم الثلاثاء الماضي، انتقد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، ما وصفه بـ"التنظيم المفرط لقطاع الذكاء الاصطناعي" في الاتحاد الأوروبي و"القلق المبالغ فيه بشأن السلامة"، وغادر المؤتمر دون التوقيع على الإعلان المشترك الذي صدر في نهاية المؤتمر.
لكن الأمور أصبحت شخصية للغاية خلال خطاب فانس في مؤتمر ميونيخ الأمني يوم الجمعة الماضي.
بدأ فانس خطابه بالقول إن: "التهديد الذي يقلقني أكثر فيما يتعلق بأوروبا ليس روسيا، وليس الصين، وليس أي جهة خارجية أخرى. ما يقلقني هو التهديد الداخلي والمتمثل في تراجع أوروبا عن بعض من قيمها الأساسية، القيم التي تتشاركها مع الولايات المتحدة الأمريكية".
ما جاء بعد ذلك أصاب المشاركين في المؤتمر بحالة من الصدمة والذهول والغضب العارم، إذ وصف مسؤولي الاتحاد الأوروبي بـ"المفوضين السوفيات"، متهمًا إياهم بفرض رقابة على المواطنين.
كما انتقد رومانيا لإلغائها نتائج انتخاباتها في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تصدر الانتخابات مرشح يميني متطرف غير معروف بعد حملة على تيك توك، ربطتها وكالات الاستخبارات بروسيا.
وقال إن أكبر التحديات التي تواجه أوروبا حاليًا هو "الهجرة الجماعية"، رابطًا الهجوم الإرهابي الذي وقع في ميونخ يوم الخميس الماضي بـ"سلسلة من القرارات" التي اتخذها السياسيون الأوروبيون.
وقد تسبب هذا الخطاب في توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأعطى دفعًا لأحزاب أقصى اليمين في أوروبا التي تشارك مخاوف فانس. وأحدث انقسامًا بين القادة الأوروبيين حول كيفية التعامل مع الموقف الأمريكي الجديد.
ومع اقتراب الانتخابات المبكرة في ألمانيا في 23 فبراير/شباط الجاري، دعا فانس إلى إنهاء "الحواجز السياسية" التي تمنع تشكيل الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب "البديل من أجل ألمانيا حكومات.
ثم التقى فانس لاحقًا بزعيم حزب البديل من أجل ألمانيا، ليصبح أعلى مسؤول أمريكي على الإطلاق يجتمع مع هذا الحزب، بينما تجاهل المستشار الألماني من الحزب اليساري الوسطي أولاف شولتز.
وشكلت تصرفات فانس تدخلًا غير مسبوق في السياسة الأوروبية، ما أثار إدانات سريعة من كبار المسؤولين، بمن فيهم زعيم الحزب المحافظ الألماني والمرشح الأوفر حظًا ليكون المستشار القادم فريدريش ميرتس.
ولم يكن ترامب يومًا داعمًا كبيرًا لأوروبا، حيث قال ذات مرة إن "أوروبا تعاملنا أسوأ من الصين".
ويتوقع الكثيرون أن الولاية الثانية لترامب قد تعني نهاية العلاقة بين جانبي الأطلسي.
كان القادة الأوروبيون يستعدون لعودة ترامب منذ أكثر من عام، ولكن كما هو الحال مع الديمقراطيين الذين أصيبوا بالشلل جراء الفوضى الداخلية، فإن الأيام الثلاثة الأخيرة تجاوزت أسوأ كوابيسهم.
aXA6IDE4LjE5MS45My4yMDEg
جزيرة ام اند امز