على طريق البيت الأبيض.. «برميل بارود» ينتظر الأمريكيين
ربما يكون السؤال حول اسم الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية مهما لكن الأهم ما الذي يمكن أن تشهده الولايات المتحدة وصولا لتلك النقطة.
وتشير سلسلة من العلامات إلى الخطر القادم الذي يجعل سباق البيت الأبيض "برميل بارود" وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
- انتخابات أمريكا.. ماذا يحدث حال موت مرشح أو انسحابه؟
- انتخابات أمريكا.. هل يهزم ترامب بـ«مشهد اغتصاب»؟
وواحدة من هذه العلامات المشؤومة، هي محاولة اغتيال الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب والتي تعد الثانية خلال نحو شهرين.
وتزداد الأمور تعقيدا في ظل العنف والتهديدات بالعنف والفظاظة الحزبية ونظريات المؤامرة واسعة النطاق والترويج الوقح وغير المتسامح للمعلومات المضللة والآراء المتعصبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكثيرًا ما يكون اليمين هو من يرفع درجة الحرارة مثلما تكشف ردود فعل الجمهوريين على محاولة اغتيال ترامب في ناديه للغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا والتي كانت تنذر بالسوء.
ومثلما ألقى باللوم على اليسار السياسي في محاولة اغتياله الأولى في بتلر بولاية بنسلفانيا في يوليو/تموز الماضي أعاد ترامب الكرة فوجه لوما سريعا مماثلا فيما يتعلق بالتهديد الأخير.
وفي تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، قال ترامب "لقد صدق خطاب بايدن وهاريس، وتصرف بناءً عليه" في إشارة للرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لسباق البيت الأبيض.
ويربط ترامب والجمهوريين محاولات اغتياله بوصف الديمقراطيين له بأنه "تهديد للديمقراطية" وخطر على البلاد لكن الرئيس السابق قال إن الديمقراطيين، في الواقع، "هم الذين يدمرون البلاد من الداخل والخارج" وأضاف "يُطلق عليهم العدو من الداخل. إنهم التهديد الحقيقي".
لا يوجد دليل على أن المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب الأخيرة رايان ويسلي روث، كان مدفوعًا بخطاب الديمقراطيين، لكن المرشح الجمهوري يشير إلى أنصاره بأن الديمقراطيين لعبوا دورًا فعالًا في محاولة قتله مرتين وذلك بعدما زعم سابقًا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) سعى لاغتياله.
ويستمر ترامب في استخدام هذا النوع من الخطاب الذي يعتبره هو نفسه محرضًا وهو الخطاب الذي يتبناه أنصاره مثل الملياردير إيلون ماسك الذي كتب في منشور على منصته عقب محاولة الاغتيال "لا أحد يحاول اغتيال بايدن أو كامالا"، قبل أن يحذف المنشور.
وسارع العديد من حلفاء ترامب البارزين والجمهوريين في الكونغرس أيضا إلى ربط محاولة الاغتيال بخطاب الديمقراطيين.
هذا النقاش السياسي المتوتر يأتي في ظل الكثير من العلامات الأخرى التي تكشف عن برميل بارود سياسي يهدد الولايات المتحدة.
فقبل أيام، سخر ترامب مجددا من الهجوم الذي وقع في أواخر 2022 على منزل رئيسة مجلس النواب السابقة النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي وأدى إلى إلى إصابة زوجها بول بيلوسي بجروح خطيرة.
كان الهجوم قد أثار موجة واسعة من النكات ونظريات المؤامرة السخيفة ضد بيلوسي وزوجها ليس فقط بين النشطاء المتطرفين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إنما أيضا بين السياسيين الجمهوريين البارزين وبعضهم من شاغلي المناصب.
ومن بين نظريات المؤامرة التي انتشرت بصورة كبيرة خلال الأيام الماضية، كان هناك الشائعات حول تزوير المناظرة التي جمعت بين ترامب وهاريس.
هذه المزاعم جاءت في الوقت الذي ركز فيه ترامب وأنصاره على نظرية مؤامرة غير إنسانية تتهم مهاجرين من هايتي بسرقة وأكل الحيوانات الأليفة في سبرينغفيلد بولاية أوهايو وهو ما فجر تهديدات ضمن المجتمع الهايتي بالولاية.
وفي الوقت نفسه، يحذر مسؤولو الانتخابات من العنف المحتمل في حال أثار ترامب سلسلة أخرى من مزاعم سرقة الانتخابات إذا خسر السباق الرئاسي مثلما حدث في 6 يناير/كانون الثاني 2021، حين استند أنصار الرئيس السابق على هذه المزاعم في اقتحام الكابيتول ويعتبر ترامب أنصاره الذين ألقي القبض عليهم في ذلك اليوم بتهمة ارتكاب جرائم "سجناء سياسيين".
وتكشف استطلاعات الرأي عن درجة ملحوظة من التسامح مع العنف السياسي المحتمل، وخاصة في أوساك اليمين وأظهر استطلاع رأي أجراه معهد أبحاث الدين العام أن ما يقرب من 3 من كل 10 جمهوريين وواحد من كل 10 ديمقراطيين يتفقون على أن خروج الأمور عن مسارها، قد يجبر "الوطنيون الأمريكيون الحقيقيون على اللجوء إلى العنف من أجل إنقاذ بلدنا".
وأظهر الاستطلاع أن حوالي ربع الجمهوريين يتفقون على أنه إذا لم يتم إعلان فوز ترامب في الانتخابات فيتعين عليه "فعل كل ما يلزم لتولي مكانه الصحيح كرئيس".