لماذا تشكل جولة ترامب أخبارا سارة للشركات الأمريكية؟

قال محللون إن الجولة التي بدأها اليوم الثلاثاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتوقع أن تعمق من التحالف الاقتصادي بين أمريكا والخليج.
ناقش تحليل نشره معهد الشرق الأوسط الفوائد المشتركة بين أمريكا ودول الخليج، مشيرًا إلى أن الاستثمارات الخليجية ستعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي في ظل التحديات التي يواجهها نتيجة تداعيات الحرب التجارية.
من جانبها، تسعى دول الخليج للحصول على عوائد ملموسة على المستوى المحلي، حيث تركز السعودية على زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة بعد تراجعها للعام الثالث على التوالي في 2024. وفي المقابل، تمكنت الإمارات من جذب مديري الأصول، حيث ضاعفت حجم الأصول المدارة في المنطقة الحرة المالية في أبوظبي بأكثر من ثلاث مرات العام الماضي.
كما تعمل دول الخليج الأخرى على جذب الشركات الخاصة ورأس المال لدعم الشركات الناشئة. بينما تشارك الشركات الأمريكية في خطط التحول الاجتماعي والاقتصادي الطموحة في المنطقة، تتطلع الحكومات الخليجية إلى مزيد من الالتزام من الشركات الأمريكية والمستثمرين الدوليين.
واعتبر التحليل إنه لا يزال المستثمرون الخليجيون يرون الولايات المتحدة مكانًا آمنًا لنقل رأس المال، خاصة في أوقات عدم اليقين. وعملية مراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (CFIUS) تحمي بحق الأمن الوطني والبنية التحتية الحيوية، ولكن يمكن جعلها أكثر كفاءة وقابلية للتنبؤ وملاءمة في الوقت المناسب.
ووصل الرئيس الأمريكي اليوم الثلاثاء، إلى السعودية، في مستهل جولة خليجية تقوده إلى دولة الإمارات وقطر، وتلك الجولة هي الأولى للرئيس الأمريكي خارجيا منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأشار التحليل إلى أنه هناك أيضًا إمكانات للاستثمارات المشتركة في دول استراتيجية مثل الهند أو في قطاعات مثل المعادن الحيوية والبنية التحتية. تواجه الجهود الكبيرة لدمج الاقتصادات من الهند إلى أوروبا عبر الشرق الأوسط رياحًا سياسية معاكسة، ولكن لا تزال هناك فرص للحكومات والجهات الفاعلة في القطاع الخاص لتعزيز الاتصال بين هذه المناطق.
محورية الذكاء الاصطناعي
وقال التحليل إن الذكاء الاصطناعي هو نقطة محورية أخرى. الحكومات الخليجية والشركات حريصة على الشراكة مع شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية ومستعدة للامتثال للمعايير الأمنية الصارمة للبقاء في نظام التكنولوجيا الأمريكي. واستثماراتهم الضخمة في مراكز البيانات الأمريكية والشركات التقنية يمكن أن تساعد أمريكا على توسيع بنيتها التحتية المحلية بينما تحدث اقتصاداتهم الخاصة — من مراكز البيانات في الإمارات التي تديرها شركات أمريكية إلى استكشاف النفط باستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل أرامكو.
أخبار سارة للشركات الأمريكية
وفي وقت سابق، قال تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج، تحمل أخبارا جيدة للشركات الأمريكية، وذلك بما يتوقع أن تتضمنه من صفقات اقتصادية محتملة. ووفقا لتقرير الصحيفة، تأتي زيارة ترامب بعد إعلان كل من السعودية والإمارات عن التزامهما بضخ استثمارات تصل قيمتها إلى تريليوني دولار في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول كيفية توجيه هذه الأموال والقطاعات التي ستستفيد منها.
واعتبرت الصحيفة أن الجو العام في الخليج حالياً يبدو مواتياً للأعمال الأمريكية. وفي الإمارات، فإن هناك حماساً متزايداً للشراكات مع الشركات الأمريكية. على سبيل المثال، أبرمت ديزني اتفاقاً لإنشاء مدينة ملاهٍ ومنتجع في أبوظبي، وهو استثمار ثقافي وتجاري كبير. كذلك أعلنت شركة بلاك روك، أكبر مدير أصول في العالم، عن شراكة مع شركة "آي إتش سي" الإماراتية لإنشاء شركة جديدة في مجال إعادة التأمين، رغم عدم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن.
مناخ تجاري إيجابي
وهذا المناخ التجاري الإيجابي يصب في مصلحة ترامب، الذي لا يزال يقدم نفسه كصانع صفقات وسياسي داعم للنمو الاقتصادي. وتسعى دول الخليج، في إطار استراتيجياتها لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، إلى تعزيز شراكاتها مع الشركات الأمريكية.
وفي حين تأتي الجولة في ظل وضع جيوسياسي معقد، فستمثل مزيجاً من الفرص الاقتصادية. واختتم التقرير بالتأكيد على أن زيارة ترامب إلى الخليج تسلط الضوء على استمرارية الشراكات الاقتصادية الأمريكية الخليجية، لكنها تكشف أيضاً عن تغييرات عميقة في المشهد السياسي الإقليمي، مما يجعل المرحلة المقبلة أكثر حذراً وتعقيداً.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNDYg جزيرة ام اند امز