باريس ماكرون ولندن تراس.. مؤشرات عداء لا تنبئ بتعاون
مزيد من المؤشرات تنبئ بتدهور العلاقات بين بريطانيا وفرنسا فى حال انتخبت غدا ليز تراس لرئاسة حكومة المملكة المتحدة.
فقد نشرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية تقريرا جاء فيه أن بريطانيا تبدو مستعدة لإطلاق خطة عالمية لإبرام صفقات مع عدد من الدول، باستثناء فرنسا.
ويأتى توجه لندن بعد أن منعها الاتحاد الأوروبي من الانضمام إلى خطته "Horizon Europe" البالغ تمويلها 80 مليار جنيه إسترليني، والتى كانت تؤمن وصول الباحثين البريطانيين إلى منح الاتحاد الأوروبي المرموقة للعمل في مشاريع مهمة - كما تم التفاوض في عام 2019 بموجب اتفاقية التجارة والتعاون (TCA).
وكانت بروكسل قد أبلغت لندن أنها لا تستطيع المشاركة حتى يتم حل نزاع بروتوكول أيرلندا الشمالية.
ترك هذا مجتمع الأبحاث البريطاني في حالة من عدم اليقين حيث جرهم الاتحاد الأوروبي بلا داع إلى نزاع بريكست، مع استمرار التأجيل لأكثر من 18 شهرًا.
نظرًا لعدم ظهور أي بوادر على الانتهاء من المأزق، فإن المملكة المتحدة تبدو مستعدة للتخلي عن البرنامج تمامًا واختيار خطة عالمية جديدة لا يزال من الممكن أن تتضمن العمل مع شركاء أوروبيين، وكذلك النظر إلى خارج أوروبا أيضًا.
وقال وزير العلوم السابق جورج فريمان لـموقع "إكسبريس" إن البلدان المتحمسة للمشاركة تتراوح من سويسرا إلى ألمانيا.
لكن إيمانويل ماكرون، الذي لعب دورًا كبيرًا وفقًا لفريمان في جر علماء المملكة المتحدة إلى نزاع بروتوكول أيرلندا الشمالية، لن تستفيد بلاده في الأمر.
وقال فريمان إن المملكة المتحدة خصصت حوالي 15 مليار جنيه إسترليني للمشروع الذى وعد فيه باحثو المملكة المتحدة بأنهم سيحصلون على منح من الحكومة بدلاً من ذلك.
حكومة عدائية؟
العداء مع فرنسا، حسب مراقبين، يبدو أنه سيزداد حدة بشكل خاص إذا ما تولت تراس الحكم فى بريطانيا. ففضلا عن أنها مهندسة السياسة الخارجية فى الفترة الماضية إبان حكومة سلفها بوريس جونسون، وهي سياسة تميزت بالعداء الصريح تجاه فرنسا، أطلقت تراس نفسها عدة تصريحات كشفت عن عمق الخلافات مع باريس.
وفى أواخر يونيو/حزيران الماضي، ألمحت تراس إلى "كذب" الإليزيه مستبعدة احتمال أن تكون المملكة المتحدة جزءًا من "المجتمع السياسي الأوروبي" الذي اقترحه ماكرون بعدما أشار الإليزيه فى وقت سابق إلى اهتمام جونسون بالانضمام.
وتتمحور خلافات البلدين حول عدد من الملفات، وهي: حقوق الصيد في مياههما، مرورًا بانتقال المهاجرين بين البلدين، وإفساد بريطانيا لصفقة غواصات فرنسية أسترالية عبر اتفاق مع الولايات المتحدة وأستراليا أهدر مليارات الدولارات على باريس، إلى الخلاف الأخير بين لندن وبروكسل على خلفية ما يعرف بـ"بروتوكول أيرلندا الشمالية". هذا كله بالإضافة إلى الموقف من أوكرانيا.
وفي حين يدعو ماكرون إلى التفاوض مع موسكو، بحسب تصريحات سابقة له أكد فيها أنه لن يكون هناك حل في أوكرانيا عبر "إذلال روسيا"، حذر جونسون من أن أي محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام مع الرئيس فلاديمير بوتين ستكون لها تداعيات مؤلمة على المدى الطويل.
وخلال حملتها الانتخابية، سئلت تراس هل ماكرون عدو أم صديق؟ وبدت إجباتها مترددة. فقد امتنعت عن الإجابة مكتفية بالقول إنّها ستحكم على سيّد الإليزيه "بناء على أفعاله".