تقديم لقاح السل عبر الوريد يعزز فاعليته
لقاح BCG موجود منذ 100 عام وهو من بين اللقاحات الأكثر استخدامًا في العالم، لكن فعاليته تختلف على نطاق واسع.
كشفت دراسة حديثة، أن مجرد تغيير الطريقة التي يتم بها إعطاء لقاح مرض السل، يمكن أن يعزز قدرته الوقائية بشكل كبير وينقذ أرواح الملايين.
وأوضح الباحثون في كلية الطب بجامعة بيتسبيرج والمعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أن عدد من يموتون بسبب مرض السل أكثر من أي مرض معدي آخر حول العالم، على الرغم من تلقيح الغالبية العظمى منهم ضد المرض.
وأجرى الفريق، في دراستهم المنشورة في دورية " نيتشر"، للنظر في الطريقة التي يتم بها منح الأشخاص اللقاح، في محاولة للبحث عن طرق لزيادة فاعلية اللقاح.
واختبر الفريق عدة طرق وجرعات مختلفة من لقاح السل البشري المتوفر تجاريًا ويطلق عليه BCG، وهو مصنوع من نسخة حية ضعيفة من بكتيريا السل الموجودة في الماشية.
وتابع الباحثون أن لقاح BCG موجود منذ 100 عام، وهو من بين اللقاحات الأكثر استخدامًا في العالم، لكن فعاليته تختلف على نطاق واسع.
وبعد ستة أشهر من إعطاء اللقاح، كشف الباحثون عن مرض السل لدى الحيوانات وراقبوها بحثًا عن علامات العدوى.
واكتشف الباحثون أن طريقة التطعيم عبر حقن اللقاح مباشرة في الوريد تبين أنها شديدة الحماية من المرض في تجارب أجريت على القرود، وذلك مقارنةً بالطريقة التقليدية القياسية التي يحقن بها اللقاح حاليًا، وذلك عن طريق إعطائه مباشرة في الجلد، وهذه الطريقة وفرت حماية أقل.
وقال الدكتور جوان فلين، قائد فريق البحث: "كانت آثار حقن اللقاح في الوريد مذهلة، عندما قارنا رئات الحيوانات التي أعطيت اللقاح عن طريق الوريد مقابل المسار المعتاد، لاحظنا انخفاضًا قدره 100 ألف ضعف في العبء الجرثومي، 9 من كل 10 حيوانات لم تظهر عليها أي التهاب في رئتيها نتيجة الطريقة الجديدة".
وأضاف أن "السبب في أن الطريق الوريدي فعال للغاية، وهو أن اللقاح ينتقل بسرعة عبر مجرى الدم إلى الرئتين، والغدد الليمفاوية والطحال، ويؤهب الخلايا التائية في الجهاز المناعي لمواجهة المرض قبل أن تنتقل العدوى".
وأشار "فلين" إلى أنه قبل تطبيق هذه الطريقة على البشر يحتاج الباحثون إلى معرفة أنها ليست آمنة فحسب، بل عملية أيضًا، لأن اللقاح الوريدي يتطلب مزيدًا من المهارة، لذلك نتطلع لاختبار هذه الطريقة على البشر قبل تطبيقها.