قرارات تنموية في بنقردان التونسية بعد عام من أحداثها الإرهابية
رئيس الحكومة التونسية يعلن عن جملة من القرارات التي ستعود بالفائدة على أهالي المنطقة، وتساعد على إقامة التنمية الشاملة
أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، خلال زيارته إلى مدينة بنقردان، جنوب شرقي تونس، عن جملة من القرارات التي ستعود بالفائدة على أهالي المنطقة، وتساعد على إقامة التنمية الشاملة، وتغيير وجه المدينة، إذا تمّ تنفيذها في الآجال المحددة لها.
وجاءت زيارة الشاهد إحياء للذكرى السنوية الأولى للهجمات الإرهابية التي شهدته المدينة في مارس/آذار عام 2016 حينما هاجمت جماعات مسلحة منشآت أمنية في بنقردان بهدف إقامة "إمارة داعشية"، وقتل في المعركة 55 مسلحا على أيدي قوات الجيش والأمن التونسيين، كما سقط في المواجهات 13 من قوات الأمن وسبعة مدنيين.
ومن بين القرارات التي أعلنها رئيس الحكومة التونسية، انتداب فرد عن عائلة كل قتيل وتوفير الدعم المادي للجرحى، الذين سقطوا في ملحمة بنقردان، اعترافًا لهم بالجميل.
وعلى مستوى الاهتمام بالشباب، أعلن رئيس الحكومة عن إنشاء قاعة رياضية متعددة الاختصاصات، وإعادة تهيئة المركب الرياضي والثقافي في بنقردان، إلى جانب إنجاز مضمار للخيل، تابع لشركة سباق الخيل.
وقرّر الشاهد الإعلان عن ربط مدينة بنقردان بشبكة تطهير، وبناء مسلخ جديد بمواصفات عصرية، وبتكاليف بلغت 1.5 مليون دينار (750 ألف دولار)، وبناء مركز بالصندوق الوطني للتأمين عن المرض ومركز للفحص الفني، مع موفّى السنة الجارية 2017، وإسناد أرض مقامة عليها السوق المغاربية بالدينار الرمزي لفائدة بلدية بنقردان.
ومن خلال ردود الأفعال الفورية على هذه الإجراءات والقرارات، أكد عدد من شباب مدينة بنقردان أنّ رئيس الحكومة لم يأت بجديد، في الوقت الذي كان فيه أهالي بنقردان ينتظرون حلولًا جذرية للمشاكل العالقة، والتي تقف حائلًا دونهم وتنمية المنطقة.
وقال عماد الدائمي، النائب في البرلمان، إنّ الشباب في مدينة بنقردان مصاب بالإحباط، وكان ينتظر من رئيس الحكومة مشاريع استثمارية حقيقية تبعث الأمل في النفوس، وتطمئن سكانها الذين يمثلون الدرع الأول لحماية تونس من الإرهابيين الذين يحاولون التسلّل إلى تونس عبر الحدود التونسية الليبية.
وشدّد الدائمي في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، على ضرورة ردّ الجميل لأهالي بنقردان وذلك بإقامة التنمية في المنطقة لتشجيعهم على الاستثمار.
من جانبه، أفاد الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير بأنّ رئيس الحكومة لم يحمل معه في قراراته ما يثلج قلوب أهالي بنقردان، فهو لم يعلن عن مشاريع قادرة على توفير فرص عمل قارة لفائدة الشباب، خاصة أنّ المنطقة في موقع ستراتيجي مهمّ جدًّا.
بدوره، أكد كريم الهلالي، القيادي في حزب آفاق تونس، أنّ منطقة بنقردان حساسة، وذات أهمية وخطورة كبيرة، خاصة وهي منطقة حدودية، قريبة من الحدود التونسية الليبية، ويعتمد أهلها في غالبيتهم على التجارة الموازية، وبالتالي لا بد من الإسراع في تنفيذ مشروع السوق المغاربية الحرة، والذي بدأ التفكير فيه منذ حكومة الحبيب الصيد، لأنه الحلّ الأمثل لإدماج الاقتصاد الموازي في الاقتصاد المهيكل، ما يعود بالنفع على الاقتصاد التونسي المهيكل، ويوفر فرص عمل لشباب بنقردان.
وأكد أحد شباب مدينة بنقردان، رضا مارس، أنّه لا ينتظر شيئًا من القرارات التي أعلنها رئيس الحكومة، خاصة وقد تعوّد لساكني المنطقة على عدم تنفيذ ما يعلن عنه.
وأضاف في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، أنّ عديد المشاريع، ومن بينها إنجاز طريق سيّارة وصولًا إلى بنقردان، وتصليح الطرقات وترميمها، وتشييد مستشفى جديد ومركز لتحلية المياه، ومنطقة تجارية حرة، وغيرها، التي تمّ الإعلان عنها، سابقًا، لم تر النور، وبقيت حبرًا على ورق، وهو ما أفقد ساكني المنطقة الثقة بالمسؤولين.
ودعا الحقوقي مصطفى عبد الكبير الدولة إلى وضع خطة وطنية واضحة لجميع المناطق الحدودية، والتي لا تزال تعاني من التهميش وفقدان التنمية، مشيرًا إلى أنّ "عدم الاهتمام بالتنمية في المناطق الحدودية يمثل خطرًا كبيرًا على حماية تونس من الإرهاب، وما على الدولة إلّا وضع استراتيجية واضحة تهتمّ بهذه المناطق ذات الأولوية".
وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قام أمس، بزيارة إلى مدينة بنقردان الحدودية، على بعد 30 كيلومترًا من معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا، مرفوقًا بوفد وزاري يتكوّن من عشرة وزراء.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز