محكمة تونسية تقرر إعادة النظر في قضية بن قردان
محكمة الاستئناف التونسية تقضي بإعادة النظر في أحداث ملحمة بن قردان مع حفظ التهم في حق بعض المتهمين
قررت دائرة الاتهام في محكمة الاستئناف التونسية إحالة ملف قضية (أحداث بن قردان) إلى الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا التطرف في محكمة تونس الابتدائية، وحفظ التهم في حق أربعة متهمين لعدم كفاية الأدلة، كما قررت رفض مطلبي الإفراج المقدمين من متهمين اثنين.
- بالصور.. عام على ملحمة بن قردان.. منعطف تونس في التصدي للإرهاب
- تونس تشدد إجراءاتها الأمنية على الحدود بعد سرقة مئات الجوازات
كان قاضي التحقيق قد أصدر قرارا بإنهاء التحقيقات في القضية المتعلقة بأحداث بن قردان، وأحال ملف القضية إلى محكمة الاستئناف، والتي كانت تشمل 77 متهما، منهم 42 موقوفا، و26 آخرون في حالة سراح، وتسعة متهمين هاربون.
ووجهت إلى المتهمين تهما تتعلق بارتكاب جرائم قتل وإحداث عنف، والإضرار بالممتلكات العامة والموارد الحيوية والبنية الأساسية ووسائل النقل والاتصالات والمرافق العمومية، إضافة إلى القبض على شخص وحجزه بدون إذن قانوني، والتهديد بقتله وإيذائه واستمرار احتجازه، كما تضمنت التهم كذلك ارتكاب اعتداءات ضد أمن الدولة الداخلي.
يشار إلى أن السلطات التونسية تسلّمت عنصرين مصنفين ضمن العناصر المتطرفة الخطيرة جدا، إثر ترحيلهما من ليبيا بموجب بطاقات جلب وطنية ودولية.
وأذنت النيابة العامة آنذاك بفتح بحث تحقيقي بشأنهما، في حين أصدر قاضي التحقيق بطاقتي إيداع في السجن في حقهما، وتبين أن أحد المرحلين متورط في أحداث بن قردان، وله علاقة بحادثتي "باردو"، في مارس/آذار 2015، وسوسة، في يونيو/حزيران 2015، من خلال تقديم وتوفير الدعم اللوجستي لمنفذي العمليتين.
وخلال أحداث بن قردان، حاولت مجموعة من العناصر المسلحة استهداف مواقع حساسة في بن قردان، في محاولة للسيطرة عليها، بهدف إقامة إمارة تابعة لتنظيم "داعش".
ووصفت أحداث بن قردان بالملحمة، نظرا لتضافر جهود وحدات الأمن والجيش الوطنيين، وبمشاركة ومساعدة المواطنين، من أجل حماية الوطن، وبفضل تلك الملحمة نجحوا في تحقيق انتصار على العناصر المتطرفة، وإلقاء القبض على عدد منهم، فضلاً عن القضاء على أكثر من 50 عنصرًا مسلحًا، وحجز كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة.
كانت مجموعات مسلحة إرهابية قد هاجمت في 7 آذار/مارس 2016 منشآت أمنية في مدينة بن قردان القريبة من الحدود مع ليبيا بهدف إقامة "إمارة داعشية"، بحسب السلطات التونسية.
وخلفت المعركة 55 قتيلاً في صفوف الإرهابيين، في مقابل 13 قتيلاً من قوات الأمن و7 مدنيين، ومنذ تلك الواقعة لم تشهد تونس اعتداءات كبيرة من هذا النوع.
وأعقب هذه الاعتداءات تعزيز للتعاون الأمني لتونس مع الحلفاء الغربيين، خصوصاً في مجال المعدات والمراقبة لحدود يبلغ طولها 500 كلم مع ليبيا الغارقة في الفوضى.
وتعيش مدينة بن قردان (نحو 70 ألف نسمة) على التجارة، خصوصاً التهريب مع الغرب الليبي.. وتشهد توتراً بسبب الفوضى السياسية والأمنية السائدة في ليبيا والتي كثيراً ما أدت في الأشهر الأخيرة إلى توقف الحركة عبر معبر راس جدير الحدودي بين البلدين.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA=
جزيرة ام اند امز