ذكرى ملحمة بن قردان.. تونس تعري "إرهاب داعش والإخوان"
مثّل فجر السابع من مارس/آذار 2016 يوما فارقا في تاريخ تونس حينما سطرت قوات الجيش والشرطة والمدنيون ملحمة كبرى بإحباط مخطّط تنظيم داعش الإرهابي بتركيز إمارة داعشية جنوب البلاد.
ماذا حدث؟
ففي 7 مارس/آذار 2016، استفاق أهالي بن قردان من محافظة مدنين الجنوبية الواقعة على الحدود الليبية في ساعة مبكرة من الصباح على أصوات وابل من الرصاص أطلقته مجموعات مسلحة من كتيبة "البتار" التابعة لتنظيم داعش للهجوم على المدينة في محاولة للسيطرة عليها.
وبعد ذلك، بدأ أفراد من المسلحين بجولات وسط المدينة، معلنين بمكبرات الصوت أنهم تابعون لتنظيم داعش ويطلبون من السكان مساندتهم.
وبحسب شهادات مواطنين، فان أغلب المسلحين هم من أبناء المنطقة، وكان من بينهم ليبيون وجنسيات عربية أخرى، حيث أكدوا أن اللهجة كانت تدل على ذلك.
لكن قوات الأمن والجيش والحرس (الدرك) التونسيين اعترضت هذه المجموعات المسلحة وبدأ الجنود والعسكريون بالتجول في شوارع المدينة، وسط مطالبات من السكان للبقاء في منازلهم وتوخي الحذر، وجرى إغلاق المدارس والمؤسسات التربوية والإدارية وتم الإعلان عن حظر تجول ليلي.
وانتهت الاشتباكات في منتصف النهار تقريبًا، فيما تواصلت عمليات المطاردة في المناطق المجاورة بقية اليوم.
وفي حصيلة نهائية أعلنتها رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع الوطني يوم 7 مارس بلغ عدد القتلى 55 قتيلًا، منهم 36 مسلحًا، و12 من الجيش والقوات الأمنية، و7 مدنيين، وبلغ عدد الجرحى 27 فردا، إضافة إلى توقيف 7 إرهابيين.
قبل أن تتجدد الاشتباكات في بن قردان يوم 8 مارس/آذار مساء، واستطاعت قوات الجيش والأمن القضاء على 6 إرهابيين متحصنين في أحد المنازل بضواحي المدينة.
كما تواصلت عمليات المطاردة والاشتباكات المتقطعة لأيام متعددة حيث أمكن لقوات الأمن في 9 مارس تصفية 4 إرهابيين في حين قتل جندي وجرح مواطن آخر، وفي 10 مارس، قتل 4 ‘رهابيين وتم توقيف آخر.
وتمكنت التشكيلات العسكرية والأمنية من حجز شاحنة تحتوي على أسلحة متنوعة ومتطورة، وكذلك تم إيجاد ستة مخابئ للأسلحة في بن قردان تحتوى في مجملها على 220 مسدس رشاش من نوع كلاشنكوف، 25 سلاحا جماعيا، 10 مسدسات، 15 سلاحا من نوع بيريتا، 70 لغما مضادا للدبابات، 80 رمانة يدوية، 15 قاذفة آر بي جي، 60 صاروخا آر بي جي، 300 صاعق، كمية كبيرة من الفتيل الصاعق.
ما دور الإخوان؟
غير أن أكثر ما أثار انتباه التونسيين في تلك الفترة كان وجود أحمد العماري وهو برلماني تونسي ينتمي لحركة النهضة الإخوانية في تلك المواجهات أمام ثكنة بن قردان وفي يده الهاتف اللاسلكي ذاته الذي كان يستعمله الدواعش لكن سرعان ما تم تغطية الأمر وتم تهريبه وإدخاله داخل الثكنة.
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية" أنه بإذن من النيابة العامة بقطب الإرهاب تم توقيف القيادي بالنهضة أحمد العماري، يوم الأحد، في قضايا تتعلق باغتيالات الأمنيين.
وأشارت ذات المصادر إلى أن العماري قد ضبط في ملحمة بن قردان أمام الثكنة وهو يتخابر مع إرهابيين بهاتف يسمى "ثريا".
إمارة داعشية
واحتفت، اليوم الثلاثاء، مدينة بن قردان بالذكرى السابعة لملحمة بن قردان بحضور وزيري الداخلية والدفاع.
وفي كلمة ألقاها اليوم، اعتبر وزير الدفاع التونسي، عماد مميش، أن ملحمة بن قردان مثلت نقطة تحول مفصلية في الحرب على الإرهاب وجنّبت البلاد والمنطقة بأسرها خطرا داهما كان يُمكن أن يكون له تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها.
وقال مميش إن العدو كان يعتزم إقامة إمارة داعشية مستخدما أسلحة ثقيلة وحيل جبانة لكن جوبه بمعركة بطولية امتزجت فيها دماء العسكريين والأمنيين بدماء المدنيين.
وشدد الوزير على أن يوم 7 مارس 2016 هو يوم تاريخي في تونس واجهت فيه القوات المسلحة عشرات الإرهابيين وتصدت للأعمال الغادرة خلال مواجهات جرت يوم 7 مارس والأيام التالية.
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg جزيرة ام اند امز