رئيس شورى إخوان تونس قيد الإقامة الجبرية.. تهديد للأمن وخرق للقوانين
"تمرد على قرارات الدولة ثم استعطاف".. هذا هو أسلوب إخوان تونس الذين يعمدون في كل مرة لخرق القوانين وعند ردعهم يظهرون أنفسهم ضحايا لكسب التعاطف الدولي من أجل العودة إلى الحكم من جديد.
فرغم قرار السلطات التونسية بغلق جميع مقار حركة النهضة الإخوانية وحظر جميع اجتماعاتها منذ اعتقال راشد الغنوشي زعيم إخوان تونس، في 17 أبريل/نيسان الماضي، فإن إخوان تونس يتمردون على تلك القرارات بمحاولتهم عقد اجتماع مجلس الشورى برئاسة عبد الكريم الهاروني.
- ضربة لإخوان تونس.. رئيس "شورى النهضة" تحت الإقامة الجبرية
- أموال تونس المنهوبة.. عقارب الإخوان تهدد آمال العودة
هذه التحركات المتسارعة لإخوان تونس، أدت لتطبيق قانون الطوارئ، بوضع القيادي الإخواني ورئيس شورى حركة النهضة التونسية، عبد الكريم الهاروني قيد الإقامة الجبرية.
قرار مدته 40 يومًا جاء تطبيقًا لأوامر أصدرها وزير الداخلية التونسي كمال الفقي، أمس السبت، عملا بقانون الطوارئ.
دلالات القرار
ويرى زياد القاسمي، أستاذ القانون والمحلل السياسي التونسي، أن "الإقامة الجبرية هي إجراء تتمكن من خلاله السلطة التنفيذية أي وزير الداخلية، من الحد من حرية أي شخص يمثل خطرا على الأمن العام والسلم الاجتماعي بوضعه قيد الإقامة الجبرية بنفس المكان أو المنطقة المشمولة بحالة الطوارئ".
وتوقع القاسمي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "وضع الهاروني رهن الإقامة الجبرية جاء بعد توصل وزارة الداخلية لمعلومات خطيرة مفادها أن مجلس الشورى الذي كان سيترأسه الهاروني ستنبثق عنه قرارات من شأنها إرباك الأمن التونسي عن طريق العودة إلى منهج العنف الذي يعد وليد الفكر الإخواني".
وتابع القاسمي أن "النهضة كانت تعلم جيدا أن مؤتمراتها لن تنظم بسبب غلق مقارها ومنع جميع اجتماعاتها لكنها تناور من أجل كسب التعاطف الدولي والشعبي".
وأشار إلى أن حركة النهضة كانت سترشح في مؤتمر الإخوان الذي تستعد لعقده في أكتوبر/تشرين الأول المقبل مرشحين اثنين وهما رئيس مجلس شورى الحركة عبد الكريم الهاروني رغم وضعه الصحي بعد تعرضه لحروق بليغة في ديسمبر/كانون الأول 2021 من قبل قيادي إخواني أضرم النار في المقر بعد مطالبته بتعويضات مالية على خدمات قدمها للتنظيم، أما المرشح الثاني، هو منذر الونيسي الذي عينه راشد الغنوشي رئيسا لحركة النهضة بالنيابة، إبان اعتقاله يوم 17 أبريل/نيسان الماضي.
وكانت جبهة الخلاص الموالية للإخوان أفادت أن "هذا القرار يأتي قبل سويعات من انعقاد مجلس الشورى، الأحد، للنظر في مسألة مؤتمر الحركة لهذا الخريف".
وقد سبق أن أعلن منذر الونيسي رئيس حركة النهضة الإخوانية المؤقت أنه سيتم انعقاد مؤتمر حزبه، المؤجل من 4 سنوات، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مما طرح تساؤلات حول الأسباب وسر التوقيت خاصة في ظل قرار حظر جميع اجتماعات الإخوان.
وكان رئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي قال في تصريحات إعلامية، إن "التحضيرات لمؤتمر حركة النهضة جارية على قدم وساق، مضيفًا: "لم نحدد بعد موعد المؤتمر بدقة وكذلك مكانه، حيث ننتظر استعادة مقراتنا، وإذا تم منعنا سيتم عقد المؤتمر عن بعد".
وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت حركة النهضة في تونس تولي القيادي في الحركة منذر الونيسي تسيير شؤون الحركة، في غياب رئيسها راشد الغنوشي المعتقل بالسجن.
ماذا نعرف عن الهاروني؟
- ولد الهاروني في 17 ديسمبر/كانون الأول 1960 في المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية.
- اعتقل الهاروني على خلفية نشاطه السياسي والطلابي سنوات 1981 و1986 و1987 و1990.
- يعد أحد مؤسسي الاتحاد العام التونسي للطلبة وأمينه العام في أواخر الثمانينات.
- كانت آخر مرة اعتقل فيها، عام 1991 ليحاكم أمام محكمة عسكرية قضت بسجنه مدى الحياة لجرائم إرهابية.
- أطلق سراحه عام 2007 بعفو رئاسي بعد قضائه قرابة 15 عاما في الحبس الانفرادي.
- بعد 2011، تقلد منصب وزير النقل في حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريض بين 2011 و2014.
- انتخب عبد الكريم الهاروني في 11 يونيو/حزيران 2016 رئيسا لمجلس شورى حركة النهضة خلفا لفتحي العيادي، إثر المؤتمر العاشر.
- تعرض في 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، لحروق بليغة على خلفية الحريق الذي نشب بالمقرّ الرئيسي لحركة النهضة، والذي نتج عنه وفاة أحد عناصر الإخوان.
وفي 10 يوليو/تموز 2021، وتحديدا قبل أيام من الإجراءات الاستثنائية للرئيس قيس سعيد بتعليق عمل برلمان الإخوان، دعا الهاروني، رئيس الحكومة هشام المشيشي -آنذاك- إلى ضرورة تفعيل ما يسمى بـ"صندوق الكرامة" لتعويض سجناء الإخوان قبل 25 يوليو/تموز 2021.
وأثارت دعوته حفيظة التونسيين، الذين قاموا في 25 يوليو/تموز 2021 بحرق مقار حركة النهضة بمختلف أنحاء البلاد، ونفذوا مظاهرات شعبية عارمة، ما دفع الرئيس قيس سعيد إلى إقالة حكومة المشيشي وغلق البرلمان ورفع الحصانة عن النواب.
ويتيح هذا الصندوق لمؤيدي حركة النهضة وأتباعها الحصول على مبلغ يساوي واحد مليار دولار من خزينة الدولة؛ كتعويض على سنوات السجن في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وقد سبق أن قال كريم عبد السلام القيادي الإخواني المنشق إن النهضة قامت ببعث الجهاز السري في 1991 حيث أشرفت الحركة على تدريب الشباب، وتم الانطلاق في "الخطة الاستثنائية" التي أشرف عليها رأسا عبد الكريم الهاروني وتتضمن هذه الخطة التسليح أي تجميع العتاد البشري والأسلحة للاستعداد لعمليات نوعية.
وتابع أن الخطة الاستثنائية تم خلالها استباحة كل شيء وكل الخطوط الحمراء وانطلق الحزب الإسلامي في التسلح عبر مجموعة من الخطوات.
وأشار إلى أن "هذه الخطة تنص على تسليح المجموعات ثم تحولت الى ما يشبه التنظيم الخاص وليس الجهاز السري، وبعدها تحولت إلى مجموعات مرابطة داخل المنازل تجمع الأسلحة بعضها مصنّع محليا أو التي تم تجميعها في الجنوب وتعود لفترة الحرب العالمية الثانية وكان المسؤول عن هذه المرحلة الحبيب اللوز والعجمي الوريمي وعبد الحميد الجلاصي وعبد الكريم الهاروني والصحبي عتيق.