"نماء تونس".. الإنتربول يدرج قياديا إخوانيا على قوائم التفتيش
أكد مصدر قضائي تونسي، اليوم الخميس، إدراج الإخواني وعضو جمعية "نماء تونس" ناجح الحاج اللطيف في التفتيش من الانتربول.
إدراج القيادي الإخواني "ناجح" جاء لاتهامه بغسل أموال والإثراء غير المشروع، وتلقي تمويلات ماليّة مشبوهة من الخارج.
وقال المصدر لـ"العين الإخبارية"، إنه تم منع القيادي الإخواني من التصرف في أمواله وعقاراته، وذلك بعد التحقيقات في القضية المعروفة باسم "نماء تونس" ذات الصبغة الإرهابية.
وتابع المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن التحقيقات أثبتت تلقي ناجح الحاج لطيف، تدفقات مالية مهمة من الخارج، وتجميد انتقال ملكية شركة طباعة تقع بمحافظة منوبة (شمال شرق) برأس مال قدره 10 ملايين دينار (3 ملايين دولار) مع آلات طباعة قيمتها حوالي مليوني دينار (800 ألف دولار).
كما تم تجميد الحساب البنكي للشركة ومضمن به مبلغ مالي يفوق 390 ألف دينار (120 ألف دولار).
وأذنت النيابة العامة التونسية بتجميد انتقال ملكية 39 عقارا تعود ملكيّتها إلى الحاج اللطيف وأفراد من عائلته بدأ في تملكها بداية من سنة 2014 وتقدر قيمتها المالية المبدئية بحوالي 3.2 مليون دينار (مليون دولار) عند تواريخ اقتنائها.
وفي مطلع فبراير/ شباط الماضي، كشفت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي (اغتيال سنة 2013)، في ندوة صحفية بالوثائق تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء السياسيين وفي مقدمتهم بلعيد في عشرية الإخوان.
وكشفت التحقيقات تورط الغنوشي ونجله وآخرين في جرائم غسيل الأموال والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف من الخارج لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش، فضلاً عن الاعتداء على أمن الدولة الداخلي والتجسس على التونسيين.
خيانة الوطن
وقال رئيس الهيئة رضا الرداوي حينها، إن "مسيرة زعيم الإخوان راشد الغنوشي في خيانة هذا الوطن بدأت قبل 2011"، مشيرا إلى أنه خلال عام 2011 "تأسست جمعية تحت اسم نماء تونس، وكان هدفها تشجيع الاستثمارات الأجنبية".
وأضاف: "تورطت هذه الجمعية في جرائم التسفير (تسفير شباب تونسي للقتال بمناطق النزاع والحروب)، وتم فتح أبحاث جزائية أولية سرعان ما لاحقتها يد النهضة عبر ذراعها في القضاء، القاضي بشير العكرمي، وتم وقف المسار".
وأضاف أن الجمعية كانت تتخذ من "تشجيع الاستثمار" غطاء لها، فيما "كان دورها الباطني إدارة معركة التسفير إلى بؤر الإرهاب عبر مبالغ مالية تضخ في حسابها".
وأشار إلى أن "أحد الأطراف التي ستقدم معلومات حوله هو شخص يدعى ناجح الحاج لطيف الذي يدير أعمال الغنوشي وهو أحد أذرعه الخفية، وكان وكيلا لشركة تنشط في مجال النسيج بتونس العاصمة، وهذه الشركة بريطانية في الأصل وتم طرده منها، لكنه خلال إدارته لشركة النسيج، كان يستعمل الحساب الإلكتروني للشركة الثانية في إدارة الأعمال الإدارية والمالية المشبوهة مع حركة النهضة".
وتابع: "عندما تم طرده استمرت الرسائل تصل إلى الحساب وسريعا ما قامت الشركة بتغيير صفة الشخص وأصبحت هذه الإيميلات ترد على المدير الجديد، عندها اطلعنا صدفة على الحسابات واكتشفنا أنه يستعمل حسابين بنكيين من الخارج، وتتحول إليهما الأموال مباشرة والمبالغ التي تودع لا مقابل لها".
وأكد أن "المبالغ المالية التي جرى ضخها تباعا تقدر بـ15 مليون دولار، و20 مليون دولار، و360 ألف يورو، وكانت حركة النهضة المسيطرة على المطار حينها وتنقل الأموال ويتم سحبها نقدا".
ولفت إلى أن "ناجح الحاج لطيف متورط، موضحا أنه "في الإيميلات المذكورة يوجد التقرير الختامي لرحلة عبد الفتاح مورو، الأمين العام المساعد الأسبق لحركة النهضة، إلى الولايات المتحدة".
وكانت السلطات التونسية أعلنت أنّ قضاء مكافحة الإرهاب أمر بتجميد الأرصدة المالية والحسابات المصرفية لـ10 شخصيات، بينها الغنوشي ورئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي في قضية "نماء".
واستُدعي الغنوشي في 19 يوليو/تموز الماضي للتحقيق معه في قضية نماء تتعلق بتبييض أموال وفساد وتآمر على أمن الدولة.
وكان القضاء التونسي أصدر في 27 يونيو/حزيران قرارا بمنع سفر الغنوشي في إطار التحقيق معه في قضية اغتيالات سياسية حدثت في 2013.