مسؤول أمني تونسي سابق لـ"العين الإخبارية": فترة حكم النهضة إجرام سياسي
وصف مسؤول أمني تونسي سابق فترة حكم النهضة الإخوانية بـ"الإجرام السياسي"، معتبرا أن القرارات الرئاسية الأخيرة تترجم مطالب التونسيين.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية" بالعاصمة التونسية، قال العميد السابق بالداخلية خليفة الشيباني، إن فترة حكم النهضة طيلة العشرية الأخيرة كانت "إجراما سياسيا".
وأضاف أن "الإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس التونسي قيس سعيد كانت ترجمة سياسية لمطالب الشارع التونسي بإزاحة حكم أفسد النسل والزرع".
وفي 25 يوليو/ تموز الماضي، جمد سعيد عمل البرلمان وعلق الحصانة عن نوابه، وأقال رئيس الحكومة هشام المشيشي، استنادا إلى الدستور، وتلبية لمطالب المحتجين.
وفي تصريحاته، أكد الشيباني أنه من الضروري الانتظار عقب الخطوات التي سيتخذها قيس سعيد، مشددا على أن "عملية الإصلاح تتطلب وقتًا لتنظيف البلاد من سياسات الحركة" التي يعتبرها "خطرًا على تونس نظرا لتحالفها مع الفساد وارتباطها بملفات خطيرة".
خليفة الشيباني الذي تقلد منصب المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية العام 2018، لفت إلى أن نظرية الانقلاب التي أرادت حركة النهضة تسويقها "فشلت فشلا ذريعا"، من خلال المواقف الأوروبية والأمريكية الداعمة بشكل غير مباشر لقرارات قيس سعيد.
وحذر من أن الحركة تحاول إرباك اجراءات الرئيس من خلال عملها على تشويه التدابير التي "استندت إلى نص دستوري ولا يجب بالتالي العودة فيها إلى الوراء"، وفق قوله.
الداخلية تحت حكم الإخوان
أكد الشيباني، من خلال شهادته لـ"العين الإخبارية، أن حركة النهضة منذ وصولها للحكم قامت بإقصاء كل الكفاءات الأمنية الشريفة على حد قوله.
وأكد أن وزيرين فقط أفلتا من سيطرة الإخوان وهما العميد لطفي براهم (وزير الداخلية سنة 2018 الذي أقاله يوسف الشاهد في ظروف غامضة)، وتوفيق شرف الدين الذي تمت إقالته من قبل هشام المشيشي.
وأضاف أن حركة النهضة حكمت الداخلية التونسية عبر ثقافة الولاء والطاعة طيلة السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي خلق حالة من التجاذبات الحادة داخل الوزارة.
وبخصوص الملف الأمني في البلاد، حث الشيباني الرئيس التونسي على ضرورة فتح ملف الاغتيالات السياسية، قائلا إنه "لا يمكن البناء دون معرفة كاملة للحقائق ولا يمكن أن يكون هناك حوار مع من أفسدوا البلاد".
وأكد أن هذه الفترة التي تعيشها تونس هي فترة تقييم للعشر سنوات الخطيرة التي عاشتها البلاد، مطالبا بـ"ضرورة محاسبة من أوصل تونس إلى دولة متسولة وتعيسة".
من جانب آخر، اتهم الشيباني حركة النهضة بتوفير الأرضية لتسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، معتبرًا أن أرقام الإرهابيين التونسيين الذين توجهوا لسوريا للقتال مع داعش تجاوز 3000 شاب .
وأشار إلى أن النهضة دعت الشباب إلى "الجهاد" في الزمن القريب، و"لا يمكن الحديث عن تونس الجديدة إلا بفتح كل جرائم هذا الحزب وسياساته التي أضرت بالدولة التونسية وعلاقاتها الخارجية" .
ويواجه زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي اتهامات من أكثر من جهة حقوقية بالتورط في عمليات الاغتيال السياسي في عام 2013 وراح ضحيتها الزعيم اليساري شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA=
جزيرة ام اند امز