قصر «برج البكوش» في تونس.. «جوهرة» تنتظر الترميم (خاص)
قصر برج البكوش بمحافظة أريانة (شمال شرقي تونس) يعد من أروع المعالم التاريخية التي تنتظر الترميم.
ويعود بناء قصر برج البكوش إلى القرن الثامن عشر، ويعكس تأثّراً بالطابع الأندلسي في تصميمه وشكل حدائقه وزخارفه الداخلية والخارجية وأعمدته بتيجانها ونقوشها، نتيجة موجات هجرة الأندلسيين إلى المدينة واستقرارهم فيها.
ويمتد المعلم على مساحة أربعة آلاف متر مربع وهو يعتبر جوهرة معماريّة وتاريخيّة نفيسة لا تقدّر بثمن.
ويعد قصر برج البكوش أثرا تاريخيا يحمل اسم الجنرال في عهد البايات الحسينيين، محمد البكوش المولود في بني خيار سنة 1833، وقد عيّنه أحمد باي جنرالا ثم السكرتير الأول للوزير الأكبر مصطفى خزندار، ثمّ عيّن مستشارا ومديرا بوزارة الشؤون الخارجية برتبة وزير.
بني القصر على قطعة من "ضيعة البكوش" تمسح 6 هكتارات، واحتوت قصرا وأشجار برتقال وأرضا بيضاء. وبُني تحت القصر "صهريج كبير تتصل به قناة عمودية مربعة الشكل تمتد إلى حدود سطح الطابق الأول حيث تنتهي بفوهة كبيرة تفتح وتقفل كلما اقتضت الحاجة لملء الصهريج أو استخراج الماء منه".
وأعلنت الثلاثاء وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط عن إشرافها على جلسة عمل خصّصت للنظر في خطّة إنقاذ عاجلة لمعلم برج البكوش الأثري بمدينة أريانة.
وشدّدت الوزيرة على أهمية التسريع في إيجاد خطّة إنقاذ ناجعة لتدارك تداعيات التعطيل الإداري والترتيبي الذي لحق بتنفيذ الاتفاقية الموقعة في 28 أغسطس/آب بين المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وبلدية المكان، بقصد ترميم معلم برج البكوش وتثمينه وإعادة تأهيله، والمحافظة على مكوّناته وحمايته من كلّ أشكال الإتلاف.
وأكدت على ضرورة التوصّل إلى حلول قانونية وتشريعية ملائمة بالتعاون بين المحافظة والبلدية ومختلف الوزارات المتدخّلة في هذا الظّرف الخاص الذي يمرّ به المعلم.
وقال الحبيب عبيد الباحث في التراث التونسي إن هذا المعلم التاريخي يعد من أجمل المعالم التاريخية التي تعود إلى زمن الدولة الحسينية (حكمت بين 1705-1957) وهو يتربع وسط مدينة أريانة بالقرب من مجموعة أخرى من القصور التي بنيت في الفترة نفسها.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن القصر محاذ لأجمل القصور الأخرى من بينها قصر "رافو" وقصر بن عياد (مقر بلدية أريانة حاليا) وقصر بن سعيدان وقصر شمامة، وقد كانت ضمن أرض جنان (ضيعة) أبي فهر زمن الدولة الحفصية (حكمت 1228 – 1574).
ودعا إلى ضروة ترميم هذا المعلم الذي عرف إهمالا كبيرا من قبل عدد من التونسيين الذين أرادوا الاستحواذ عليه بعد سنة 2011.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة التونسية أبرمت اتفاقية بتاريخ 28 أغسطس/آب 2020 تهدف إلى ترميم وتهيئة وإعادة توظيف معلم برج بكوش لاستغلاله كفضاء ثقافي وتراثي متعدد الاختصاصات تحت مسمى "قصر الثقافة والتراث برج بكوش"، وذلك نظرا لشساعة مساحته وجمال المكان.