هل تراجعت حدة الجفاف في تونس مع هطول أمطار الشتاء؟.. خبير يجيب
تعاني تونس من نقص حاد في المياه جراء حالة الجفاف التي تضرب البلاد في السنوات الأخيرة، والتي ألقت بظلال وخيمة على مجريات الحياة.
ويقول الخبير المتخصص في التغيرات المناخية والموارد المائية التونسي حسين الرحيلي لـ"العين الإخبارية" إن التغيرات المناخية وتداعياتها تؤثر على التونسيين إضافة للجفاف الحاصل في البلاد.
- الاستثمار في الهواء النظيف ينقذ ملايين البشر.. تعهدات COP28 رسمت خريطة النجاة
- الحواجز التجارية عقبة في طريق الطاقة النظيفة
وأكد أن "الأمطار الأخيرة التي شهدتها البلاد كانت إيجابية على الحياة والزراعات الكبرى، وحسنت في منسوب إيرادات السدود مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول الماضي 2023، لكن مازال هناك نقص بـ210 ملايين متر مكعب في السدود ".
وأشار إلى أنه رغم الأمطار التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة لكنها مازالت تحت ضغط الشحّ المائي.
وعبر عن أمله في تواصل هطول الأمطار خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري من أجل تجاوز هذه الخسائر.
وأوضح أن السلطات التونسية مازالت تواصل عملية اقتطاع المياه اليومية على التونسيين ما يعني أن إمدادات المياه مازالت ضعيفة، داعيا إلى إعادة النظر في منظومة الوضع المائي في تونس.
ووصف الرحيلي طبيعة المناخ التونسي بأنه "شبه جاف"، موضحاً أن تونس تمر تاريخياً بالدورة الثلاثية المناخية، ما يعني أنها تمر بثلاث سنوات جفاف وثلاث سنوات متوسطة وثلاث سنوات ممطرة.
وتابع: "وإلى حدود سنة 2010، كان الوضع بتلك الطريقة لكن منذ سنة 2011 تغير الوضع ودخلت تونس في حالة جفاف ما عدا سنتين ممطرتين هما 2012 و2018 والبقية سنوات جفاف".
وأوضح أن تونس أصبحت تشهد ظواهر قاسية، فالأمطار لم تعد تهطل في الأماكن التقليدية التي توجد بها السدود الكبرى، وأصبحت تهطل في المناطق الساحلية، وهذا ما حصل في الأيام الأخيرة حيث نزلت الأمطار في مناطق المنستير وبن قردان وجرجيس، مضيفا أن هذه الأمطار لا تستفيد بها تونس حيث تذهب أغلب هذه الكميات إلى البحر وليس للسدود".
ودعا الخبير التونسي إلى إعادة النظر في خارطة الإنتاج الزراعي برمتها وإعطاء الأولوية للزراعات الكبرى والأعلاف وإنقاذ المنظومات الحياتية للبلاد، على غرار منظومة الألبان واللحوم البيضاء والحمراء والحبوب.
من جهة أخرى، أوضح حسين الرحيلي أنّ تعبئة الموارد المائيّة في تونس تقوم على الأشكال التقليدية المتمثّلة أساساً في السدود العادية، وهو يُفقد البلاد نسبة كبيرة من المياه، قائلا: "على سبيل المثال تبخّرت قرابة المليون متر مكعّب من المياه، في يوم واحد".
وتابع"نخسر أموالنا لتجميع المياه في السدود، ونهاية الأمر تتبخّر بسبب شدّة الحرّ"، داعياً، إلى التوقف عن الطرق التقليدية لتجميع المياه في السدود، والعمل على السدود الجوفيّة في المناطق التي تسمح جيولوجيتها بذلك مثل قفصة والقيروان وسيدي بوزيد (وسط).
الهجرة المناخية
من جهة أخرى، قال حسين الرحيلي إن التغيرات المناخية أثرت على الهجرة الداخلية بسبب فقدان المياه والجفاف ما جعل الكثير من التونسيين منذ سنة 2015 يميلون للتراجع عن العمل الزراعي بعد تراجع الإنتاج بسبب الجفاف.
ويرى أنّ "حركة الهجرة الداخلية في تونس تسير في اتجاه واحد من الشريط الغربي نحو الشريط الشرقي والمدن الساحلية بحثاً عن مَواطن الرزق وفرص العمل"
وأكد أن الريف فقد بريقه وبدأ عمال الزراعة يتخلون تدريجياً عن العمل الزراعي، بسبب تراجع منسوب المياه وفي ظل التخلي عن دعم المزارعين الصغار.
وأشار تقرير نشره البنك الدولي في شهر سبتمبر/أيلول 2021، أن التغيّر المناخي قد يجبر 216 مليون شخص على الهجرة داخل بلدانهم بحلول عام 2050، وتوقع البنك أن تشهد منطقة شمال أفريقيا هجرة 19 مليون شخص للأسباب ذاتها.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg
جزيرة ام اند امز