7 أيام تونسية.. تواصل أزمة الانتخابات وتوتر للعلاقات مع المغرب
أسبوع صادم في تونس فرض نفسه على الأوضاع المتوترة بداية من انتخاب يوسف الشاهد رئيسا لحزب تحيا تونس وانتهاء بمباراة الترجي والوداد.
تمازجت الأحداث في تونس، خلال الأسبوع المنصرم، بين السياسي والرياضي الذي فرض نفسه على الأوضاع المتوترة، فعلى الصعيد الداخلي خلق انتخاب يوسف الشاهد رئيسا لحزب "تحيا تونس"، جدلا أخلاقيا حول مدى استغلاله أجهزة الدولة في حملته الانتخابية وتأثيرات ذلك على نزاهة العملية الديمقراطية.
أما على الصعيد المغاربي، فقد بعثت تداعيات مقابلة نهائي رابطة أبطال أفريقيا بين الترجي والوداد البيضاوي، مخاوف من توتر العلاقات بين تونس والمغرب، خاصة بعد التراشق الكلامي بين مسؤولي الفريقين المتنافسين.
ويرى عدد من المراقبين أن أحداث هذا الأسبوع في تونس، ظلت مرتبطة في مجملها بالاستعدادات للاستحقاق الانتخابي والمشاورات، التي انطلقت بين أكثر من حزب من أجل إعادة رسم خارطة التحالفات قبل 4 أشهر من موعد الحسم.
كما يؤكد متابعون للشأن البرلماني في البلاد سعي الحكومة إلى إرساء قوانين جديدة لوضع شروط الترشح للانتخابات مثل منع رؤساء الجمعيات من خوض الاختبار الرئاسي.
تلميع الشاهد لنفسه
ويقول أحمد رقايعية القيادي بتنظيم "شباب من أجل التغيير"، أحد تنظيمات المجتمع المدني، إن وضع شروط جديدة لخوض غمار الانتخابات قبل 4 أشهر من موعدها يعكس النزعة الاقصائية لحزب يوسف الشاهد، مشيرا إلى أن رؤساء الجمعيات من حقهم ممارسة العمل السياسي.
واقترحت الحكومة هذا القانون، لإقصاء رجل الأعمال نبيل القروي رئيس جمعية "خليل تونس"، الذي أفصح عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ويتصدر هذا الرجل طليعة نتائج شركات استطلاعات الرأي في البلاد.
رقايعية يشير إلى أن الشاهد يرغب في وضع لعبة سياسية على مقاسه، قائلا إن ترؤسه لحزب "تحيا تونس" والحكومة في ذات الوقت هو ضرب للأخلاق الديمقراطية، وتأكيد لجملة الشكوك المتداولة حول نيته استغلال أجهزة الدولة لخدمة طموحاته السياسية الشخصية.
ويشترك في هذا التقييم أكثر من طرف سياسي معارض في تونس، حيث أكدت نسرين قنوع الناشطة في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (يسار)، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الشاهد يقوم باستغلال نفوذه والإمكانيات اللوجستية للوزارات للقيام بالدعاية لأنشطته الحزبية الضيقة، وإبراز نفسه في صورة المنقذ للبلاد.
وأضافت قنوع أن عددا كبيرا من وزراء الشاهد مهتمون بالشأن الانتخابي أكثر من الاهتمام بوظائفهم الوزارية التي تعد صلب عمل الحكومة، مشيرة إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي، الذي تعود أسبابه إلى عدم جدية الشاهد في عمله الحكومي.
تشكيك في القدرات الأمنية
وخلال الأسبوع الماضي، طغت تداعيات مباراة الدور النهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، وقرار إعادة المباراة، على الشأن العام بالبلاد.
واتهم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) السلطات التونسية بعدم قدرتها على التنظيم الأمني للمباريات والمواعيد الرياضية المهمة، حسب ما نقلته مجلة "جون أفريك" الفرنسية.
وأثار هذا التشكيك الأفريقي في قدرات تونس الأمنية، حفيظة عدد من المسؤولين السياسيين والرياضيين، متهمين السلطات المغربية بالضغط على "كاف" من أجل سحب اللقب من الترجي وتشويه الوحدات الأمنية بالبلاد.
واعتبر رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في تغريدة على تويتر، أن ذلك يعتبر مسًّا بسمعة البلاد وإساءة لمجهوداتها في الحفاظ على الأمن.
ويرى مراقبون أن هذه التغريدة بداية لتوتر العلاقات بين البلدين، خاصة أن الشاهد توعد الدفاع عن مصالح فريق الترجي والوقوف ضد كل الهجمات التي تتعرض لها الفرق التونسية.
وتعليقا على هذا المستجد الجديد الذي قد يكسر روابط التواصل بين تونس والرباط، أكد الدبلوماسي التونسي حسين بوصرة، ضرورة ألا تتجاوز المنافسة إطارها الرياضي.
ودعا كل الأطراف السياسية في تونس إلى عدم خلط الاستحقاقات الرياضية مع العلاقات الدبلوماسية والمصالح الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
وتوقع بوصرة بأن تعود الأمور إلى نصابها، وألا تؤثر مباراة كرة القدم على العلاقات الثنائية والروابط التاريخية لبلدان المغرب العربي.