أوكار الإرهاب في جبال تونس.. مخاطر أمنية ودوافع نزوح للأهالي
الإحصائيات الأولية تفيد بوجود 120 عائلة تونسية على الحدود مع الجزائر غادرت منازلها بدافع الخوف من الإرهاب والمخاطر التي تتعرض لها
للمرة الثانية في أسبوع واحد تمكنت قوات الأمن في تونس من كشف أوكار إرهابية في محافظة القصرين والجبال التابعة لها، المتمثلة في سلسلة جبال "الشعانبي" و"سمامة" و"السلوم".
وكانت مصادر أمنية مطلعة أفادت في حديث لـ"العين الإخبارية" بأن "الوحدات الأمنية لمكافحة الإرهاب بمحافظة القصرين تمكنت الأسبوع الماضي من ضبط مخيم للإرهابيين، يحتوي على معدات حديثة وخرائط لبعض المؤسسات التابعة للدولة وذخائر حية معدة لأغراض عدائية".
وبينت ذات المصادر أنه "تم العثور على بعض المعدات والمؤونة الخاصة بالإرهابيين دون التمكن من إلقاء القبض على العناصر الإرهابية".
وقد تمكنت وحدات الأمن من التعرف على هذا المخيم بعد توفر معلومات دقيقة.
وعلق النقيب المتقاعد الصافي الرايس بأن المناطق الحدودية في تونس أصبحت اليوم خاصرة رخوة للإرهابيين القادمين من ليبيا، والذين تدفقوا بأعداد هائلة خلال الأشهر الأخيرة.
وأوضح أن التونسيين لديهم مخاوف من وجود "ترابط سببي" بين سياسة الرئيس التركي رجب أردوغان بنقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا ومنها إلى تونس وتوظيفهم في معارك سياسية.
وأفاد بأن هناك معلومات استخباراتية متداولة تفيد بوجود مخيمات تدريب واستقبال للإرهابيين بمنطقة "مصراتة" الليبية ومن ثمة تحويلهم إلى دول المغرب العربي بدعم تركي وجماعات الإخوان في ليبيا.
وتعيش محافظة القصرين منذ سنة 2013 تحركات إرهابية للجماعات المسلحة على غرار كتيبة "عقبة بن نافع" التابعة لتنظيم القاعدة وكتيبة "جند الخلافة" التابعة لتنظيم داعش الإرهابي.
وقد عرفت المحافظة عمليات إرهابية دموية خلال السنوات الأخيرة، على غرار عملية ذبح 8 جنود في شهر يوليو/تموز 2013 واغتيال 14 عسكريا في شهر أغسطس/آب 2013.
وتابعت ذات المصادر بأن وحدات الأمن في تونس والوحدات العسكرية تعمل على التمشيط اليومي للمحافظات الحدودية مع الجزائر (محافظات الكاف وجندوبة والقصرين وقفصة) والتي تتميز جغرافيتها بكثافة الجبال وتضاريسها الوعرة، مؤكدة أن "الرهان اليوم هو منع أي نشاط تهريبي للأسلحة بين تونس وليبيا".
وكانت "القوات الأمنية في تونس ضبطت يوم 8 يناير/كانون الثاني 2020 في منطقة بني خداش من محافظة مدنين أسلحة تركية الصنع كانت متجهة من ليبيا إلى تونس.
وأعلنت وزارة الداخلية حينها أن الأسلحة تتضمن 35 قطعة سلاح متطورة الصنع وقع حجزها لدى الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب.
هروب الأهالي من جبهات النار
واضطر أغلب الأهالي إلى مغادرة مساكنهم في مناطق مثل "القواسمية" و"غار الدماء" من محافظة جندوبة (150 كلم غربا على العاصمة) وقرى "الطويرف" و"أولاد تليل" من محافظة الكاف (160 كلم غربا عن العاصمة)، ومناطق "أولاد سلطان" من محافظة القصرين (200 كلم غربا).
وقد هزت الرأي العام في تونس قضية ذبح عائلة شخصين من عائلة السلطاني في محافظة القصرين على يد جماعات مسلحة أعلنت انضمامها إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وأكد الناشط في الرابطة التونسية لحقوق الإنسان قادري السليمي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "الإحصائيات الأولية للرابطة تفيد بوجود 120 عائلة تونسية على الحدود بين الجزائر وتونس غادرت منازلها إلى وجهات أخرى بدافع الخوف من الإرهاب والمخاطر التي تتعرض لها".
وأوضح أن هذه المخاطر تتمثل في مداهمة الإرهابيين للأهالي من حين لآخر، بحثا عن المؤونة الغذائية وتهديد وترويع الأهالي للاختباء عندهم في فترات التمشيط الميداني لقوات الجيش التونسي.