«دجبة» التونسية.. حكاية سياحية فريدة بين الجبال والتنوع البيئي
تُعد دجبة، التابعة لمحافظة باجة بالشمال الغربي لتونس من أجمل الوجهات للسياحة الجبلية والإيكولوجية في البلاد حيث تتميز بـ"الحدائق المعلقة" والشلالات والكهوف الطبيعية مثل "عين دجبة".
دِجِبّة تعتبر من بين المناطق الريفية التي تزخر بالمناظر الطبيعية الساحرة والتضاريس الجبلية وهي تابعة لمحافظة باجة الساحلية وهي وجهة محبذة لأحباء الطبيعة والتخييم.
تكتسب البلدة شهرة بفضل جمال طبيعتها، فهي محاطة بالغابات الكثيفة وتعرف بمناخها المعتدل طوال العام، مما يجعلها وجهة سياحية هادئة ومحببة لعشاق الطبيعة والهدوء.
ويستمتع زوار البلدة بمجموعة من الأنشطة السياحية مثل التنزه في المسارات الطبيعية وتسلق الجبال والتنقل بين الغابات والأودية والشلالات.

كما تحتوي هذه البلدة على منطقة أثرية تعرف بـ"متنزه دجبة " وهو وجهة لآلاف الزوار سنويا من التونسيين والأجانب، كما أن لهذا المتنزه ركحا أسمنتيا شيد لاحتضان المهرجانات.
ويضم المنتزه الذي يمتد على 600 هكتار مغاور وكهوف جبلية التي تعتبر كدليل على أنه كان ملاذا للإنسان البدائي بحثا عن المأوى والماء. ويعتبر المتنزه موطنا للعديد من أنواع النباتات والحيوانات البرية.
كما يوجد ببلدة دجبة كنيسة أسسها الآباء البيض خلال فترة الاستعمار الفرنسي كان يعتكف فيها المسيحيون لثلاثة أيام.
ومن جهة أخرى، ما زال أهالي دجبة يتوارثون الطرق التقليدية لغراسة الأشجار المثمرة والعناية بها كأشجار التين والسفرجل والرمان.
وفي عام 2020، أعلنت المنظمة الأممية للأغذية والزراعة (الفاو)، الاعتراف بالحدائق المعلقة في دجبة العليا ضمن التراث العالمي.
وحدائق دجبة العليا، تشكل نظامًا فريدًا للزراعة الحراجية على ارتفاع 600 متر، وقد نجح المزارعون في تشكيل هذا المشهد الجبلي لصالحهم من خلال دمج الزراعة على المدرجات الناتجة عن التكوينات الجيولوجية الطبيعية أو ببنائها في الأحجار الجافة.

سياحة بديلة
وقال الناشط بالمجتمع المدني بالجهة ماهر الجبي، إن مدينة دجبة مازالت تحافظ على مقوماتها البيئية المميزة وهي تابعة لمحافظة باجة المطلة على البحر الأبيض المتوسط بشريط ساحلي يبلغ 26 كيلومترا.
وأفاد الجبي لـ"العين الإخبارية" بأن بلدة دجبة تعد وجهة سياحية هادئة ومحببة لعشاق الطبيعة والهدوء والتخييم وهي قريبة من العاصمة وتبعد عنها 115 كيلومترا، مؤكدا أنها بلدة تجمع بين الطبيعة الساحرة والتراث المحلي.
وأكد ضرورة استغلال هذه المزايا والاستفادة منها في تأسيس سياحة بديلة لا تعتمد بالأساس على الشواطئ والسواحل وإنما على تطوير السياحة البيئية والثقافية، وعلى بنية تحتية فندقية تتلاءم مع الطابع الغابي والريفي للبلدة.

وسبق أن أعلن وزير السياحة، سفيان تقية، عن تنفيذ الدولة لعدّة مشاريع بهدف دعم السياحة بمحافظة باجة وقراها ومن بينها "تبرسق" و"تيبار" و"دجبة"، موضحا أنّ باجة تحتوى على كل المقومات الضرورية للسياحية الإيكولوجية والأثرية والثقافية التي تؤهلها لتكون وجهة مميزة.
ووجه وزير السياحة، نداء إلى المستثمرين التونسيين والأجانب لبعث مشاريع تدعم تثمين المواقع ومخزون الجهة السياحي المتنوع وشواطئها.


aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز