الغنوشي في قطر.. مهمة لتثبيت إرهاب الإخوان في تونس
الزيارة تتزامن مع السباق الانتخابي في تونس لسنة 2019 وتؤشر على مدى تورط الدوحة في توتر الأجواء التونسية ونشر الفوضى.
زيارة غامضة يجريها رئيس حزب النهضة الإخواني في تونس راشد الغنوشي للدوحة هذه الأيام، تأتي في سياق سياسي ازداد فيه الخناق على الإخوان بسبب الانكشافات الكبرى لارتباطها بالإرهاب والاغتيالات السياسية والفساد المالي والسياسي.
وتؤشر هذه الزيارة التي تتزامن مع السباق الانتخابي في تونس لسنة 2019 على مدى تورط الدوحة في توتر الأجواء التونسية، ونشر الفوضى وتقديم الدعم المالي المشبوه للإخوان من أجل شراء الأصوات وتغيير وجهة الناخب، وذلك في ضرب صريح لأسس العمل الديمقراطي السليم.
الغنوشي أداة قطر في تونس
وفي هذا الإطار يرى عدد من المراقبين أن حالة البذخ والأموال الطائلة التي يسبح فيها حزب الإخوان من خلال مقاره الكبرى واجتماعاته في أفخم الأماكن؛ هي بالأساس صناعة قطرية تتعارض مع أصول القانون التونسي المنظم لتمويل الأحزاب أو ما يُعرف بمرسوم 2011.
ويعلق أحمد الرياحي، الأمين العام لحزب "الوطنيين الأحرار" (وسط) على هذه الزيارة بالقول: "إنها من أجل تلقي التعليمات والتخطيط للمرحلة المقبلة"، مؤكدا أن الدوحة تعمل على قلب موازين القوى السياسية لصالح الإخوان قبل الانتخابات المقبلة.
وأضاف أن "الغنوشي مجرد أداة لتنفيذ السياسات الإرهابية للتنظيم الدولي للإخوان، ويستمد وجوده وتأثيره من الخارج التونسي؛ لأن شعبيته داخل البلاد لا تتجاوز 3% حسب التصويت الذي أجرته شركة أمرود كونسيلتينغ في أواخر 2018".
وتابع: "أن الحضور القطري في تونس لافت للشك أيضا من خلال انتشار مراكزها السياسية التي تُسهم في نشر الفكر الإرهابي مثل المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومركز الإغاثة الإسلامية المتورط في قضايا تسفير الشباب التونسي إلى داعش، إضافة إلى الجمعيات الخيرية (قطر الخيرية) التي تقوم بالدعاية الحزبية لحزب النهضة الإخواني".
ووضع البنك المركزي حسابات وأرصدة 140 قياديا من الإخوان تحت التدقيق، خاصة أن التغول المالي للإخوان وامتلاكهم الشركات الصناعية والخدماتية الكبرى في البلاد بشكل مفاجئ يثير الانتباه.
الدوحة وسرطان إرهاب الإخوان
الصورة تكاد تكون ثابتة في أذهان كل التونسيين بأن للإرهاب أصولا واحدة وعنوانا وطريقا واحدا، تبدأ من قطر وتنتهي عندها؛ فمنذ توغل دورها في المشهد السياسي التونسي من سنة 2011 لم تتوقف دماء الضحايا عن السيلان.
وقد بدأت خيوط اللعبة تنكشف قضائيا حول الجهاز السري لحزب النهضة ومدى ارتباطه بقطر وإخوان مصر؛ حيث أثبتت الوثائق أن هناك اتصالات حصلت بين القيادي مصطفى خضر وصهر الغنوشي عبدالعزيز الدغسني بإخوان مصر من أجل جلب مواد سامة لتصفية خصوم حزب النهضة.
هذه المعطيات وقع طرحها في كل المؤتمرات واللقاءات الصحفية التي عقدتها هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والبراهمي منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018، في انتظار معلومات جديدة قد تقلب الطاولة نهائيا على الإخوان في الذكرى السادسة لاغتيال بلعيد التي تتزامن يوم 6 فبراير/ شباط 2019.
وكانت الهيئة أعلنت أنها ستعقد ندوة يوم 6 فبراير/ شباط الجاري تثبت فيها وثائق جديدة تورط الغنوشي رأسا في الاغتيالات السياسية.
الدوحة لم تتوقف عن دعم أعداء الفكر المستنير؛ فقد قدمت الدعم السخي للمنصف المرزوقي في انتخابات 2014، وهو الشيء الذي لوحت به دائرة المحاسبات التونسية (القضاء المالي) بوجود أموال قطرية في خزينة حزب حراك الإرادة (التابع للمرزوقي).
أذرع قطر في تونس
ومن جانبه، أكد الناشط السياسي رضا قسيلة أن كلا من حزب حراك الإرادة وحزب النهضة هما الذراع القطرية الممتدة في تونس، قائلا: "إنها ذراع الموت والاغتيالات".
وبيّن أن تونس لم تجنِ من هذه التحالفات الإخوانية إلا الأزمات الاقتصادية والعجز التجاري والاضطراب الأمني وانتشار المدارس التي تقوم بتسويق الفكر الداعشي.
وأغلقت وزارة الداخلية التونسية، الأحد، مدرسة دينية بمحافظة سيدي بوزيد (وسط) قال الأهالي إنها تقوم بتلقين 26 طفلا صغيرا (بين 6 و17 سنة) الأفكار الداعشية من قبل أشخاص متهمين بالانتماء إلى التنظيمات الإرهابية.
ويتابع قسيلة: "إن هذه المدارس هي بتمويل قطري وتتلقى الحماية السياسية من حزب النهضة ومن نوابه في البرلمان"، مشيرا إلى أنها ظاهرة تكرست بالخصوص منذ سنة 2011 لتصبح معها تونس ورشة لتكوين الإرهابيين الذين يلعبون دور "الخزان الاحتياطي" للإخوان.
وأضاف أن "التوافق بين قطر وحزب النهضة الإخواني في تونس هو وفاق خارج حسابات المصالح التونسية، بل جزء من أخطبوط إقليمي يبحث عن توزيع جديد للأدوار في مسلسل الإرهاب الإخواني خاصة بعد بوادر الانشقاقات الداخلية في محيط راشد الغنوشي".