راشد الغنوشي.. صندوق الإرهاب الأسود لـ"إخوان تونس"
منذر التيس يقول إن تونس لن تتطور في ظل التغلغل الإخواني في أجهزة الدولة التي هندسها راشد الغنوشي منذ سنة 2011
لا يختلف غالبية التونسيين على أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة "صناعة إخوانية" تتقاطع مع إرث الدماء والإرهاب الذي ضرب العالم العربي منذ عقود.
- الغنوشي.. ثروة غامضة لرئيس "إخوان تونس" على حساب الفقراء
- موقع فرنسي: الغنوشي يزوِّر تاريخ تونس لصالح أردوغان
كما يدرك كثيرون من المتابعين للمشهد السياسي التونسي أن هذا الرجل أيضاً عنصر من "عناصر الإرباك" التي ضربت أسس المنظومة الاقتصادية والاجتماعية في تونس منذ 8 سنوات، فلم يكن رجوعه إلى تونس مصدر رخاء وتطور، بل رافقت طلته في مطار قرطاج في فبراير/شباط 2011، سلسلة من الاغتيالات والقتل والتكفير.
ورغم وجود "الغنوشي" في الحكم إلا أن نتائج الاستطلاعات المختلفة تضعه دائماً على هامش الاختيار الشعبي، وشبه إجماع على أنه "شخصية غامضة تدور في خطاب يراوح مكانة بين إرث سيد قطب وحسن البنا"، ويتخبط في دائرة الفرز "الأيديولوجي" بين مؤمنين وكفار، حتى حوّل أنصاره إلى وقود لمحارق إقليمية في بؤر التوتر الداعشي.
المعاداة التاريخية لمفهوم الدولة
نشأ الغنوشي ضمن فكرة تتبنى مبدأ أن الأوطان "حفنة من تراب"، والأساس النظري لتنظيم الإخوان الإرهابي منذ أربعينيات القرن الماضي تعلم فلسفة عنوان قاعدتها "العنف هو السبيل الوحيد لافتاك الحكم والديمقراطية صناعة غربية يجب محاربتها".
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تحدث المفكر التونسي يوسف الصديق، خلال محاضرة بدار الكتب التونسية عن عدم وجود فرق بين راشد الغنوشي وزعماء داعش، قائلاً: "الاختلاف في الشكل فقط لكنهم يجتمعون على نفس الهدف".
فربطة العنق التي يرتديها الغنوشي ليست إلا تمويهاً ومغالطة، بحسب يوسف الصديق، موضحاً أن "رئيس حركة النهضة الإخوانية تلميذ سيئ في مدرسة الإسلام السياسي المشار له بالإرهاب في كل بقاع الأرض".
وخلص المفكر التونسي يوسف الصديق إلى استنتاج جوهري في البنية الفكرية للغنوشي، قائلاً: "هذا الرجل لا يؤمن بمفهوم الدولة في أبعادها العصرية، ولا يعرف المعاني الكونية للفكر الديمقراطي".
ولا يزال التونسيون يذكرون خطاب الغنوشي الشهير في فبراير/شباط 2013 في الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة، عندما توعد خصومه في السياسة بالسحل في الشوارع، ما يؤكد "العقيدة الإخوانية التي تعتبر كل من يخالفها مرتداً عن الشريعة الإسلامية ووجب تصفيته جسدياً".
رأس الجهاز السري
وتؤكد هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والبراهمي أن علاقة الغنوشي بالجهاز السري للإخوان "عضوية"؛ حيث إن الوثائق التي تم العثور عليها أثبتت اتصالاته بالقيادي مصطفى خضر الذي يقبع في السجون باتهام قضائي.
وليس هناك أكثر من الأدلة الوافدة من حزب النهضة نفسه لتؤكد صحة علاقة الغنوشي بالجهاز السري؛ إذ اعترف المنصف بن سالم - أحد أصدقاء الغنوشي - سنة 2012 في كتاب بعنوان "سنوات الجمر"، بترؤس راشد الغنوشي للجهاز السري للإخوان في تونس طيلة 40 سنة.
وهذا الجهاز حاول الانقلاب على نظام الحبيب بورقيبة في سنة 1987، بعد قام بتفجير عدد من النزل في محافظتي سوية والمنستير سنة 1986، ثم محاولة اغتيال الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي سنة 1991، فيما يُعرف بعملية"براكة الساحل".
ووصف الناشط السياسي منذر التيس لـ"العين الإخبارية" الغنوشي بـ"صندوق الإرهاب الأسود في تونس"، مؤكداً أن علاقته بالتنظيم الدولي للإخوان"مثبتة" لدى أجهزة الاستخبارات البريطانية منذ التسعينيات.
وبحسب التيس، فإن تونس لن تتطور في ظل التغلغل الإخواني في أجهزة الدولة التي هندسها راشد الغنوشي منذ سنة 2011، مشيراً إلى أن "ولاء رئيس حركة النهضة لقطر وتركيا أكثر من ولائه للشعب التونسي ولمصالح بلاده".
وبات جلياً أن الغنوشي يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى ضرب كل المكتسبات المدنية لتونس من أجل إرجاعها إلى عصر الظلام، بحسب مراقبين.
كما يواجه الغنوشي الآن انتقاداً شعبياً حاداً بعد توصل القضاء إلى الخيوط الأولى لعلاقة حزب النهضة بالإرهاب، وقد تجد في الأيام المقبلة فصولاً أخرى، ربما تضع حداً لمسيرة رجل يرى فيها العديد من المراقبين جزءاً من الابتلاء الإخواني الذي تعاني منه المنطقة.
2016.. إعادة الانتخاب
وأعيد انتخاب راشد الغنوشي الزعيم التاريخي لحركة النهضة في تونس عام 2016، رئيساً للحركة التي أقرت خلال مؤتمرها العاشر تحولها إلى "حزب مدني".
حينها حصل الغنوشي على 800 صوت مقابل 229 صوتاً لفتحي العيادي، الرئيس المنتهية ولايته لمجلس شورى الحركة.. أعلى هيئة فيها، وحصل القيادي محمد العكروت على 29 صوتاً.
وبعد انتخاب الغنوشي، زعمت حركة النهضة فصل أنشطتها الدينية عن أنشطتها الدعوية؛ حيث كان الرجل (72 عاماً) أحد أبرز وجوه تيار الإخونجية في تونس، وعاش في المنفى بلندن نحو 20 عاماً قبل أن يعود إلى الوطن بعد أحداث 2011.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg جزيرة ام اند امز