اتحاد الشغل يطرح مبادرة إنقاذ تونس من العنف ويشترط استبعاد الإخوان
يستعد اتحاد الشغل التونسي، خلال الأيام المقبلة، لإطلاق مبادرة سياسية جديدة تجمع الأحزاب المدنية لبلورة وثيقة ضد العنف والتطرف.
وقالت مصادر نقابية تونسية لـ"العين الإخبارية" إن الاتحاد اشترط في هذه المبادرة (التي سيترأسها قيس سعيد باعتباره رئيسا للدولة) عدم حضور التيار الإخواني المتمثل في حركة النهضة وائتلاف الكرامة.
وتمثل الوثيقة المذكورة خارطة طريق لإنقاذ تونس من انتشار ظاهرة الإرهاب بكل أشكالها، حيث سيحتضنها قصر قرطاج برئاسة سعيد، وفق المصادر.
وفي رسالة واضحة إلى رئاسة البرلمان هدد اتحاد الشغل التونسي، السبت، بمقاطعة مختلف جلسات الاستماع التي يتم دعوته إليها من طرف لجان مجلس نواب الشعب.
كما لوح باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لوضع حدّ للاستهداف المتكرر لاتحاد الشغل (النقابات العمالية) ومناضليها من قبل نواب محسوبين على الإخوان.
خطاب الكراهية
الاتحاد دعا كذلك كلّ الكتل النيابية إلى إعلان موقفها الرسمي من حملات التحريض التي تستهدفه من قبل نواب محسوبين على حركة النهضة، خاصة منهم نواب "ائتلاف الكرامة" الذي يُجاهر بتأييده للمشاريع الإخوانية بتونس.
وعبّر اتحاد الشغل عن انشغاله العميق بـ"ارتفاع منسوب الاحتقان بمجلس النواب وغياب روح المسؤولية وضبط النفس لدى طيف محدد من النواب".
وأمام حالة الاحتقان المتصاعدة هذه نبه الاتحاد إلى خطورة تنامي خطاب العنف والكراهية والتأجيج الممنهج للأزمات وتأليب الرأي العام واستهداف الدولة المدنية في رحاب البرلمان "الذي أضحى فيه نواب يمجدون الإرهاب علنا غير آبهين بسلطة القانون ويدعون إلى العنف في تعد صارخ على القانون ومس مباشر بهيبة الدولة وبأمنها القومي".
في المقابل أكد اتحاد الشغل أن أبواب المنظمة الشغيلة "ستبقى مفتوحة للمؤمنين بالدولة المدنية الديمقراطية وبالدور التاريخي للاتحاد الخيمة الجامعة لكل التونسيين والتونسيات".
والخميس قاطعت المنظمة النقابية مداولات جلسة عقدتها لجنة المالية والتخطيط والتنمية بالبرلمان للاستماع إلى ممثلي عدد من المنظمات النقابية حول مشروع الموازنة العامة للدولة لسنة 2021.
صراع مفتوح
سادت العلاقات بين اتحاد الشغل وحركة النهضة الكثير من التجاذبات منذ 2011، حتى إن القيادات الإخوانية لا تردد في تكفير النقابيين.
ولعل هذا ما دفع الناشط النقابي بوبكر الرباوي لمطالبة السلطات التونسية بالتحرك فعليا من أجل تفعيل الأساليب القانونية اللازمة لردع دعاة الإرهاب والتكفير الذين لا يفوتون الفرصة في أغلب مداخلاتهم لاستهداف المنظمات النقابية باعتبارها رمز المدنية.
وأكد الرباوي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن للاتحاد أساليبه في الدفاع عن نفسه أمام الهجمات التي يقودها رئيس ائتلاف الكرامة سيف مخلوف.
وتابع: "أمام عزلتها في البرلمان تلجأ هذه التنظيمات الإسلامية إلى انتهاج أساليب قمعية بضرب كلّ أشكال التعبير والاحتجاج السلمي".
المواجهة بالاعتصام
ومن التحركات السياسية في تونس ضد الإرهاب الإخواني، تواصل زعيمة الحزب الحرّ الدستوري عبير موسي رفقة أعضاء الحزب ومناصري الدولة المدنية لليوم السادس على التوالي اعتصامها المفتوح أمام فرع مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
موسي اعتبرت، في ندوة ثقافية، أن النضال الذي تخوضه ضد الإخوان، هو يسعى من أجل استعادة سيادة الدولة أمام كل اختراقات التنظيم ومواجهة الأفكار الظلامية التي أضرت بتونس.
وأكدت أن الاعتصام الذي تخوضه أمام اتحاد يوسف القرضاوي يستدعي وحدة التونسيين ضده والعمل على إبعاد سرطان الإخوان من البلاد.
وأشارت إلى أن حزبها هو صوت التونسيين الأحرار ضد التطرف ومشاريع الأخونة التي يجسدها راشد الغنوشي منذ عام 2011 بمعية الجمعيات الإخوانية التي تدعمه.
ولاقى اعتصام الغضب الذي يخوض الحزب الدستوري الحرّ تأييدًا واسعا بين التونسيين وأنصار الدولة المدنية من محامين (مايا القصوري) وفنانين (الهادي عيسى ومنير الشرفي وعلي العربي وعميرة علية الصغير).
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز