الجيش التونسي بالمرصاد.. محاولات إخوانية للاستنجاد بمليشيات خارجية
عزلة الإخوان في تونس وانكسارهم السياسي يدفعهم حسب العديد من المتابعين إلى اللجوء إلى خطة الاستنجاد بمليشيات من خارج البلاد وأساسا من ليبيا للتسلل لتونس وتنفيذ عمليات إرهابية.
الحديقة الخلفية للإخوان، حيث يتجمع المرتزقة محاولين مباغتة التراب التونسي لنصرة التنظيم الإرهابي، هذا ما يحذر منه أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد بعد قراره تعليق البرلمان ورفع الحصانة على النواب يوم 25 يوليو/تموز.
مصادر عسكرية أفصحت في تصريحات لـ"العين الإخبارية" عن وجود محاولات تسلل لجماعات إرهابية عبر الحاجز الحدودي في منطقة "لرطب" القريبة من البوابة الحدودية "الذهبية" ( نقطة فصل بين غرب ليبيا وتونس).
وبينت ذات المصادر التي لم تكشف عن هويتها أن عناصر الجيش ضبطت خلال اليومين الأخيرين ثلاثة إرهابيين (ثبت انتماؤهم لداعش) بصدد تجاوز الحدود التونسية عبر سيارة رباعية الدفع.
وتبين بعد التحقيقات أن من بين الثلاثة الإرهابيين قياديا مطلوبا للعدالة التونسية في مساهمته في العملية الإرهابية التي استهدفت محافظة سوسة سنة 2015 وراح ضحيتها 38 سائحا بريطانيا.
خطة إغلاق الحدود
أوضحت المصادر العسكرية أن قيس سعيد أعطى تعليماته خلال الاجتماع الأخير (بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة) بضرورة إحكام السيطرة على المنافذ البرية التي تربط تونس بليبيا، كما طلب خلال لقائه الأخير برئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي تنسيقا استثنائيا مع تونس لمنع تسلل المرتزقة الى تونس.
وأكدت أنه تم توظيف آلاف الجنود دون تحديد الرقم للانتشار في كل المنافذ الحدودية سواء الغربية التي تربط تونس بالجزائر أو الجنوبية مع ليبيا .
مخطط الإخوان
لم تتوقف الصفحات الإخوانية على شبكات التواصل الاجتماعي عن التحريض ضد الرئيس التونسي قيس سعيد، حتى إن بعض قيادات النهضة بمحافظة المهدية حرض على قتل الرئيس التونسي.
وقد احتفظت السلطات التونسية بالقيادي رضا رداية بعد تحريضه بالقتل ضد سعيد.
ويرى العميد المتقاعد منصور قلنزة في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه من الضروري تكثيف العمل الان على تفكيك الخلايا الإرهابية في تونس، وخاصة منها الخلايا النائمة.
وأوضح أن الجيش التونسي قادر في هذا الظرف على مجابهة كل المخاطر بعد أن توحدت كل القوات المسلحة التونسية ( شرطة وجيش ) تحت قيادة قيس سعيد الذي يعتبر وفقًا للدستور القائد الأعلى للقوات المسلحة .
سعيد بدوره قال في خطاب له بأن من يتجرأ على الدولة التونسية سيتم مواجهته ب"وابل من الرصاص " .
وقد عين سعيد على رأس وزارة الداخلية رضا الغرسلاوي الذي كان مسؤولا في الأمن الرئاسي منذ سنة 1996، وهو يعتبر من القيادات الأمنية المقربة للرئيس التونسي قيس سعيد حسب ما أفادت به مصادر مقربة من قصر قرطاج للعين الإخبارية .
سيناريو الجزائر...؟
يرى المحلل السياسي محمد بوعود أن الإخوان يعيشون حالة اختناق شعبية وسياسية وأمنية في تونس، بعد انكسار شوكتهم على اثر تعليق البرلمان.
وبين بوعود أن سيناريو الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي عندما دخل الجيش في صراعات مسلحة مع جبهة الإنقاذ الاخوانية التي يتزعمها عباسي مدني غير مطروحة في تونس لان اخوان تونس يعيشون الان حالة من العزلة الداخلية والخارجية .
ويؤكد بوعود في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن قدرة الإخوان القتالية ضعفت بعد تهاوي جبهتها الداخلية وبروز انشقاقات صلبها (استقالة المتحدث الرسمي خليل البرعومي)، وأن إخوان تونس يعيشون رقصة الديك المذبوح بعد لفظهم شعبيا.
وفي هذا السياق يرجح متابعون أن حركة النهضة أصبحت عاجزة عن العيش سياسيًا، وأن نهاية سيطرة الإسلام السياسي على المشهد التونسي باتت وشيكة، خاصة أن ملفات قضائية هامة تنتظر قيادات إخوانية بعد تورطها في الاغتيالات السياسية وزرع الفتنة بين التونسيين خلال العشرية الأخيرة.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز