الغنوشي وسحب الثقة.. تهديدات بالفوضى
"عبث وتهديد للاستقرار".. هكذا وصف راشد الغنوشي محاولات سحب الثقة منه من قبل نواب المعارضة ببرلمان تونس.
وحاول الغنوشي ربط إزاحته من رأس البرلمان بضرب الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد.
وهذه ليست المرة الأولى، التي يهدد فيها زعيم إخوان تونس الشعب، حيث اشترط قبل شهرين الحوار مع "النهضة " أو القتال الداخلي.
وكأنما يريد أن يدفع بالبلاد إلى الحرب الأهلية في حال تم دحر الإخوان من تونس.
خطاب عدواني و"فاش" تخرج سمومه من لسان من تعود زرع الفتنة وانتهاك الدولة واختراق أجهزتها عبر جهازه السري المتورط في الاغتيالات السياسية، حسب ما لاحظه العديد من المتابعين في تونس.
ويواجه الغنوشي عريضة جديدة تطالب بسحب الثقة من رئاسته للبرلمان، بعد ضمان توقيع 76 نائبا، حسب ما أفادت به مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" اليوم الخميس.
وقال النائب اليساري منجي الرحوي إن الهدف من الإطاحة برأس منظومة الفساد راشد الغنوشي من سدة رئاسة البرلمان هو القضاء على رأس الإرهاب وحماية الدولة من شخص عبث بأمنها القومي وحمى الفساد طيلة 10 سنوات كاملة.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" قائلا "لا بد من محاسبة منظومة الإخوان قضائيا، وعلى كل القوى الحية في المجتمع التونسي أن تتحمل مسؤوليتها في العمل على إزاحة تيار سياسي يملك أجنحة سرية ويتخابر سرًا مع جهات أجنبية".
تهديد دائم للتونسيين
محاصرة الغنوشي من قبل معارضيه دفعته إلى رفع القناع عن تكوينه الأصلي ضمن الجماعة الإرهابية وكشف زيف ما يدعيه من ديمقراطية تجاه خصومه.
فلم يكن رئيس حركة النهضة طيلة الأربعة عقود الماضية إلا جزءا من الأزمات العميقة التي عاشتها البلاد في كل مناحي الحياة.
وأكدت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي أن خطاب الإخوان يفرق بين التونسيين ومشحون دائما بالعنف، معتبرة أن كل الكتل ذات التوجه الحداثي أمامها فرصة تاريخية لإنقاذ البلاد من الجماعة المخربة.
موسي أشارت في معرض تصريحاتها لـ"العين الإخبارية" إلى أن رجل إخوان تونس الأول جعل من البرلمان غرفة سرية لخدمة أجندات مشبوهة، موضحة أنه كلما يضيق به الخناق يطلق أعوانه (في إشارة لرئيس ائتلاف الكرامة سيف مخلوف) للاعتداء على شخصها وإقصائها من حضور اجتماعات البرلمان.
وأمام تضاعف الاحتجاجات ضد الغنوشي واختراق شعار "يا غنوشي يا سفاح" ساحات الاحتجاجات الشعبية، فضلا عن العريضة البرلمانية، واصلت قيادات برلمانية الضغط على بعض النواب من أجل التراجع عن سحب الثقة من الغنوشي، عبر أساليب غير قانونية، وهي التهديد بالعنف وتهديدهم بحملات تشويه ضدهم.
الحملة يقودها راشد الغنوشي رأسا من خلال توظيف منصات إلكترونية مهمتها اختلاق الإشاعات ضد النواب الحاملين لمشروع إزاحته.
وتنشط تلك المنصات يوميا في مقر حركة النهضة وهدفها هتك الأعراض وثلب خصوم الإخوان، حسب ما أفادت به مصادر تابعة لحركة النهضة (الجناح المعارض للغنوشي).
وهو نفس أسلوب الإخوان منذ ظهورهم على الساحة السياسية التونسية 2011، أسلوب يقوم على صناعة الأخبار الزائفة و"فبركة" الملفات عبر جهاز سري خطير.
وكانت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي قد كشفت الأيادي الإخوانية التي تورطت في الجرائم الإرهابية طيلة عقد من الزمن، وعلى رأسها الغنوشي وصهره عبد العزيز الدغسني، حيث أفادت بأن إخوان تونس أبرموا صفقات لشراء أسلحة من شركات روسية.
وهذا ما يجعل الحركة الإخوانية هي الخطر الدائم والتي لا تتوانى في تعريه وجهها الإرهابي كلما تراجعت شعبيتها وتقلص نفوذها صلب أجهزة الدولة.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز