بالصور.. إضراب عام ومظاهرات بـ"سيدي بوزيد" التونسية ضد الشاهد والإخوان
احتجاجا على مصرع 12 عاملا (منهم 7 نساء) السبت إثر حادث مروع تسبب فيه إهمال حكومي وسط تجاهل حكومي للحادث.
نظم أهالي محافظة سيدي بوزيد، وسط تونس، إضرابا عاما ومظاهرات؛ احتجاجا على مصرع 12 عاملا (منهم 7 نساء) السبت؛ إثر حادث مروع تسبب فيه إهمال حكومي.
وكانت شاحنة تنقل أعدادًا تزيد على حمولتها المسموحة (30 عاملاً) في منطقة "سبالة أولاد عسكر" بمحافظة "سيدي بوزيد، اصطدمت بأخرى عند مفترق أحد الطرق السريعة.
وأثار الحادث غضب الرأي العام التونسي حول وضعية الطبقات الاجتماعية الهشة والفقيرة التي ازدادت فقراً، نتيجة سياسات حكومة يوسف الشاهد المتحالفة مع الإخوان وحركة النهضة الإخوانية.
وشارك في الإضراب الذي نظمه الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية) آلاف المواطنين من محافظة سيدي بوزيد.
وأغلقت كل مرافق الحياة من إدارات ومدارس ومعاهد، وسط حالة احتقان كبرى فرضت وجود شاحنات عسكرية.
كما خرجت مظاهرات تطالب بضرورة إسقاط حكومة الشاهد المتحالفة مع حزب النهضة الإخواني.
وأكدوا على أهمية التحاق المحافظات الأخرى (تضم 24 ) بهذا الحراك الشعبي، ومواصلة الانتفاضة ضد غلاء الأسعار وارتفاع كلفة الحياة في تونس.
لزهاري بالنور، عضو "ائتلاف الأحرار" بسيدي بوزيد قال لـ"العين الإخبارية"، إن مسيرة اليوم شهدت خروج ما يقارب 30 ألف شخص في كل قرى محافظة سيدي بوزيد وخاصة "سبالة أولاد عسكر" وهي المنطقة التي كانت مسرحا للحادث الأليم.
وأبدى "بالنور" اندهاشه من عدم إعلان الحداد في تونس من قبل الرئاسة التونسية، قائلا "إن الديمقراطية الحقيقية هي التي تعطي قيمة فضلى للإنسان".
واعتبر صمت رئيس الحكومة يوسف الشاهد تجاه هذه الأزمة هو بمثابة "العار السياسي".
وتأتي هذه التحركات في سياق التحضيرات للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستُجرى في شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر /تشرين الثاني القادمين.
ويرى مراقبون أن الأزمة الاجتماعية الخانقة ستساهم في تعكير المناخ الانتخابي، كما أنها ستكون محفزا لمحاسبة من فشلوا في إدارة البلاد منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي (1987-2011) قبل ثماني سنوات.
الأمين العام لاتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، قال، في اجتماع شعبي، إن المواطن عليه أن يختار "الأشخاص الصادقين" في الاستحقاق الانتخابي، داعيا التونسيين إلى عدم إعطاء فرصة أخرى لمن أغرقوا البلاد في المديونية والارتهان لصندوق النقد الدولي.
وسيكون للاتحاد اجتماع شعبي آخر يوم 1 مايو/ أيار بمناسبة اليوم العالمي للشغل بقلب العاصمة التونسية وشارعها الرئيسي "الحبيب بورقيبة".
وتشهد تونس أزمة اقتصادية كبيرة حيث بلغت نسبة الديون مطلع العام الجاري 71 بالمائة من الناتج الداخلي، وفق المعهد التونسي للإحصاء (حكومي).
بدوره، قال صابر العرفاوي، القيادي بالجبهة الشعبية (ائتلاف يساري) لـ"العين الإخبارية" إنه لا حل لتونس إلا بإسقاط المنظومة الفاشلة وعلى رأسها رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحلفائه من الإخوان الذين يمثلون عنصرا تخريبيا في كل دول العالم .
وتوقع العرفاوي أن تتسع رقعة الاحتجاجات مع حلول شهر رمضان، في ظل انهيار القدرة الاستهلاكية وارتفاع أسعار المحروقات منذ نهاية الشهر الماضي.
وأكد على أن تونس "في أزمة متعددة الأبعاد وهي سياسية واجتماعية واقتصادية".
ولم تعرف تونس حسب عدد من المراقبين انهيارات في منظومتها الاقتصادية وانكماشا في خطها الاقتصادي مثلما عرفته مع تحالف الشاهد مع الإخوان منذ شهر أغسطس/آب 2016، حيث بلغ حجم العجز في الميزان التجاري 7 مليارات دولار في بداية سنة 2019.
وكشفت أرقام المعهد التونسي للإحصاء أن نسبة البطالة في بداية شهر فبراير/شباط الماضي وصلت إلى حدود 20%.
aXA6IDE4LjIxNy40LjI1MCA= جزيرة ام اند امز