خبراء تونسيون: حكومة الشاهد والإخوان يشنون حربا ضد قنوات المعارضة
حكومة يوسف الشاهد في تونس قررت غلق قناة نسمة بزعم عدم حصولها على رخصة البث الفضائي رغم امتلاكها الترخيص منذ عام 2009.
قال خبراء وإعلاميون تونسيون إن حكومة يوسف الشاهد المتحالفة مع حركة النهضة الإخوانية تشن حربا على حرية الرأي والتعبير بغلقها القنوات المعارضة، ضمن حملة أمنية بالتضييق على الإعلام.
- خبراء تونسيون: الشاهد يغطي على فشله وإرهاب الإخوان بـ"ميثاق الأخلاق"
- إخوان تونس أداة "تجنيد" الشباب لنصرة الإرهاب في ليبيا
يأتي ذلك بعدما قررت الحكومة التونسية، الخميس، إغلاق قناة "نسمة" الفضائية ومصادرة معداتها بزعم عدم حصولها على رخصة قانونية للبث الفضائي.
وأثار هذا القرار استهجان وتنديد العديد من الأطراف السياسية والمدنية في تونس، واعتبروه بمثابة إعلان حرب على حرية الرأي والتعبير والإعلام خاصة أن قناة "نسمة" تأخذ توجها معارضا للحكومة وللإسلام السياسي.
وقال المدير التنفيذي للقناة، أسامة الخليفي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن ما تفعله حكومة الشاهد هو "جريمة" في حق الكلمة الحرة، مشيرا إلى أن قرار الإغلاق غير قانوني ولا يستند إلى أي مرجعية تشريعية، فضلا عن أنه يتنافى مع مبادئ الدستور في فصله 31 الذي ينص على أن حرية الرأي والتعبير والنشر مضمونة.
وأوضح أن يوسف الشاهد هو عبارة عن "ديكتاتور" جديد يريد تكميم الأفواه الناقدة لفشله السياسي والاقتصادي، مشيرا إلى أن قناة نسمة التي حصلت على المرتبة الأولى في نسب استطلاعات الرأي خلال شهر مارس/آذار الماضي أصبحت تقلق الحكومة.
وأكد الخليفي أن القناة حصلت على رخصة قانونية للبث الفضائي منذ عام 2009، مشيرا إلى أن قرار الغلق له أهداف سياسية خاصة بعد إعلان صاحب القناة نبيل القروي الترشح لانتخابات الرئاسة المقبل.
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تجرى انتخابات الرئاسة الحادية عشرة في تاريخ تونس منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1956.
بدوره، أكد لطفي المشري، رئيس تحرير القناة، في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية"، أن حكومة الشاهد في حربها على الإعلام المستقل تريد إفساح المجال للقنوات ذات التوجه الإخواني على غرار قناة "الزيتونة" التي يمتلكها القيادي في حركة النهضة أسامة بن سالم.
وأوضح المشري أن القنوات الإخوانية تجد التبجيل من الحكومة والغطاء السياسي من حركة النهضة، مؤكدا أن الشاهد يسعى فقط للانتصار في الانتخابات القادمة عبر وسائل غير أخلاقية.
وواصل المشري حديثه قائلا: "من المضحكات المبكيات أن من يدعو إلى عقد ميثاق أخلاقي بين الطبقة السياسية في تونس يسمح لنفسه بممارسات غير أخلاقية".
وفي وقت سابق، حاصرت قوات الأمن التونسية، الخميس، مقر قناة نسمة بالعاصمة تونس، وقامت بقطع البث عن برامجها وسط استنكار نشطاء السياسة والرأي.
وفي السياق ذاته، أكد الناشط السياسي خليفة بن سالم أن حكومة الشاهد تريد إعادة التونسيين إلى مربع الخوف والترهيب، مشيرا إلى أنه من الضروري على كل أصحاب الرأي الانتفاضة ضد هذه الممارسات.
وأوضح، أن قرار الغلق سيجعل آلاف العمالة في حالة بطالة، كما أنه "رسالة سيئة" إلى العالم تفيد بأن تونس تراجعت عن توجهها الديمقراطي.
وحسب العديد من المراقبين، يأتي قرار غلق قناة "نسمة" ضمن سلسلة من المضايقات التي يعيشها رجال الإعلام في تونس.
ومن جانبه، يقول الإعلامي والناشط السياسي، منذر ثابت (ليبرالي)، إن فترة تولي الشاهد للحكومة منذ شهر أغسطس/آب 2016 شهدت انتكاسة على مستوى الانفتاح الإعلامي وتضييقا على العديد من القنوات والصحف وتحريضا على وسائل الإعلام التي تتخذ موقفا نقديا منها.
وأشار إلى انتحار الصحفي عبدالرزاق الزرقي في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، إثر تردي وضعه الاجتماعي والمهني، لافتا إلى أن الوضع في الوسط الصحفي والإعلامي يتطلب "وقفة" حازمة من النقابات الممثلة للإعلام.
وفي 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي توفّي الزرقي في مدينة القصرين (غرب)، بعد أن أضرم النار في نفسه، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد.
بينما حمّلت نقابة الصحفيين التونسيين المسؤولية للدولة؛ لمساهمتها في جعل القطاع الصحفي "مرتعاً للمال الفاسد والمشبوه، الخادم لمصالح ضيّقة".