الشاهد بخطاب مفاجئ.. يهين المعارضة التونسية ويواصل ارتهانه لـ"الإخوان"
رئيس الحكومة التونسية يلقي بفشل حكومته الاقتصادي على المعارضة في خطاب تلفزيوني إثر الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة
وصف رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد منتقديه بالشعبوبة وبالصائدين في "المياه العكرة"، واستعرض سلسلة الإخفاقات الاقتصادية لتونس محملا مسؤوليتها لخصومه ولكل الأصوات التي عارضته.
- بالصور.. احتجاجات شعبية في تونس ضد "فشل وفساد" حكومة الشاهد
- وزيرة تونسية: الشاهد أداة في يد الإخوان من أجل طموحاته الشخصية
خطاب الشاهد التلفزيوني المفاجئ على القناة الرسمية التونسية جاء بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية، إثر إقرار الزيادة في أسعار المحروقات يوم 31 مارس/آذار الماضي.
وشهد الوضع الاجتماعي في محافظة سوسة (وسط)، الأربعاء، مواجهات بين قوات الأمن ومئات المحتجين، على إثر تردي الأوضاع الاجتماعية وتهالك المقدرة الاستهلاكية للمواطن، وارتفاع نسب التضخم إلى أكثر من 7% في بداية سنة 2019، حسب أرقام المعهد التونسي للإحصاء (حكومي).
وأفرز هذا المناخ حالة من التململ وسط العاصمة تونس، التي من المرتقب أن تشهد تحركا شعبيا في قلب عاصمتها اليوم الخميس.
الشاهد -الذي عرفت فترة حكمه منذ سنة 2016 أسوأ الأرقام والمؤشرات الاقتصادية- قال في خطابه إن المعارضة تعمل على تعطيل عمل الحكومة وتبحث عن مكسب سياسي فقط، وهو ما أثار ردود فعل سلبي تجاهه وتجاه تحالفه مع حركة النهضة الإخوانية.
التحالف الخاطئ
الأرقام الاقتصادية السلبية لرئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهدَ كانت عنوان مرحلة حكمه، التي انطلقت منذ شهر أغسطس/آب 2016، إذ تدهورت قيمة الدينار مقابل اليورو، وبلغت فيها قيمة اليورو الواحد في بداية السنة الجارية 5.3 دينار، في حين كانت في سنة 2010 في حدود 5.1 دينار.
في السياق نفسه، يقول منصف الشريقي الأمين العام للحزب الاشتراكي، في تصريحات لـ"العين الاخبارية" إنه يجب ربط فشل يوسف الشاهد بفشل حركة النهضة التي تمنحه المساندة التامة في البرلمان، مؤكدا أن الحكومة الحالية هي نتاج تحالف غير واقعي وغير منطقي.
وأكد الشريقي أن الشاهد واصل إعادة الخطاب نفسه دون الإشارة إلى شريكه في الحكم (الإخوان) ومسؤوليته في التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرفه تونس، والذي أفرز توسع رقعة الاحتجاجات لتجعل من الأمن التونسي يستعمل القوة ضد مئات المحتجين العزل.
كان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي طرح في مايو/أيار 2018 مبادرة سياسية تحت عنوان "وثيقة قرطاج 2" لتغيير رأس الحكومة، إلا أن عناصر إخوان تونس رفضوا ذلك عبر الأغلبية البرلمانية.
المطالب الشعبية
ويرى مراقبون أن الزلزال الاجتماعي الذي يضرب تونس بعد الزيادة في أسعار المحروقات وبعد الإضرابات المفتوحة لأساتذة الكليات منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وارتفاع منسوب البطالة (15% من السكان) يجعل من يوسف الشاهد وتحالفه مع تنظيم الإخوان الإرهابي في حالة عزلة تامة.
وأكد رمزي السبيعي، الناشط في ائتلاف الجبهة الشعبية في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن حكومة يوسف الشاهد هي حكومة خارج حسابات المطالب الشعبية، وتبحث فقط عن ربط صفقات سياسية مع حزب الإخوان في البلاد من أجل البقاء في السلطة، مديرة بذلك "ظهرها لكل الهموم الشعبية"، حسب قوله.
وأضاف أن الشاهد قام بعملية انقلابية على رئيس الدولة الباجي قايد السبسي لخدمة مصالحه الخاصة، والتي تتعارض مع مساعي البلاد في مجال الحرب على الإرهاب.
ويواجه عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي في تونس انتقادات كبرى بعد انكشاف الملفات التي تربط علاقتهم بالإرهاب، وبسلسلة الاغتيالات التي راح ضحيتها زعيما المعارضة سنة 2013 شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
الانتقادات تغذيها حالة الانتشار لرقعة التحركات الاجتماعية، والتي تجعل في الوقت الراهن كلا من اتحاد الشغل والنقابات المهنية تهدد بخوض إضرابات مفتوحة في المستقبل، في ظل وضع تونسي محاصر بين واقع جزائري غير واضح المعالم، ورهانات ليبية مفتوحة على أكثر من فرضية، تزيد تعقيداتها من الضعف الفادح لحكومة الشاهد العاجزة عن تلبية الحد الأدنى من العيش الكريم للشعب التونسي.
aXA6IDMuMTQxLjI1LjEyNSA= جزيرة ام اند امز