قطار تونس ينقل محبي الموسيقى السيمفونية إلى "أوبرا فيينا"
تزين قطار تونس العاصمة المتجه لمحافظة المهدية نحو المسرح الروماني"الجم"، لحمل الركاب من هواة الموسيقى السيمفونية، السبت، لحضور حفل أوركسترا أوبرا فيينا في مهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية.
وعاد مهرجان الجمّ الدولي للموسيقى السيمفونية في دورته الخامسة والثلاثين إلى القصر الروماني العريق بعد توقّف دام عامين.
ووفر المهرجان رحلات ذهاب وإيّاب عبر القطار لعشاق الفن الراقي لمشاهدة عرض أوبرا فيينا، في مدينة الجم (وسط) على بعد 168 كلم من تونس العاصمة.
هذه البادرة، انطلقت منذ سنين طويلة لكنها اختفت في السنوات الأخيرة وعادت مع عرض أوركسترا فيينا، حيث تزين القطار بالورود وتزينت عرباته من الداخل بالألوان ورافق عازف الكمنجة الركاب بموسيقاه الجميلة ليكون أنيسهم حتى الوصول إلى الجم.
كما وزعت مضيفات القطار مشموم (باقة) الياسمين على الركاب إضافة للحلويات التونسية، لأن جمهور الموسيقى السيمفونية ليس تونسيا فقط بل يضم العديد من الأجانب المقيمين بتونس.
في رحلة دامت نحو الثلاث ساعات عبر القطار، وصل الجمهور إلى محطة قطار الجم ليجد حافلات في انتظارهم لتوصلهم إلى المسرح الروماني الشامخ ليروي لهم قصص الماضي وحكايات الأجداد.
وعلى الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي، انطلق العرض لتصدح موسيقى المجموعة الأوبرالية في أرجاء هذا المسرح الروماني لتشع نغماتهم وتضيء ألحانهم هذا المكان.
وهزّت أنغام أوركسترا أوبرا فيينا أرجاء المسرح الروماني التاريخي الذي يحتضن عادة فعاليات المهرجان كل صيف، لتقدم باقة من روائع المقطوعات السيمفونية التي تعانق ألحانها فضاء المسرح وتغازل جمهوره بجمال الألحان وقوة الأصوات.
وعزفت مجموعة أوركسترا أوبرا فيينا معزوفة الفالس الشهيرة "أزهار فيينا" للملحن "فولف جانج جيلينيك"، إضافة لمقطوعة "سوقالسيرك" الشهيرة لروبرت ستولز إضافة لأعمال شتراوس.
وسافر العرض بجمهوره من مهرجان الجم إلى عوالم أخرى تتميز برقة الإحساس وجمال الألحان حاكتها أنامل أفضل العازفين.
وقصر الجمّ أو مسرح الجمّ، اسمه الروماني كُولُوسِّيُومْ تِيسْدْرُوسْ، واسمه في بعض الكتابات العربية القديمة قصر الكاهنة، وهو مسرح أثري يقع بمدينة الجمّ (تِيسْدْرُوسْ في العهد الروماني) في محافظة المهدية في تونس. أدرج سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي من طرف اليونسكو.
واقترح المهرجان على جمهوره تسع سهرات متنوعة منها خمسة عروض تونسية وأربعة عروض أجنبية.
وقال مدير الدورة الحالية للمهرجان مبروك العيوني لـ"العين الإخبارية" إن المهرجان عاد بعد انقطاع لمدة سنتين بسبب كورونا.
وأكد أن هذه الدورة قدمت برنامجا ثريا ومتنوعا يضم عددا مهما من العروض السيمفونية المتميزة لإمتاع الجمهور الراقي بأجمل العروض.
وأشار إلى أن المهرجان بالشراكة مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية أراد الترفيه على الجمهور للذهاب بكثافة لحضور العرض السيمفوني بفيينا، بناء على طلب منه لأن الجمهور متعطش لمثل هذه العروض.
وسبق وألغيت الرحلات عبر القطار لحضور مهرجان الجم لأسباب تتعلق بالبنية التحتية للسكك الحديدية، ما أثر على مدارج المهرجان التي لم تغص بالجمهور كعادة حفلات المهرجان .
وتمتد الدورة 35 لمهرجان الجم التي تنظم هذه المرة تحت شعار "العودة إلى الجم"، من 12 يوليو/ تموز إلى 13 أغسطس/ آب المقبل.
وتنظم خلال الدورة 9 سهرات و5 عروض تونسية و4 عروض أجنبية منها عرض إيطالي، السبت المقبل، يحتفي بـ"موريكيني" والسينما الإيطالية مع كل من أندريا غريمانالي وأوكتا جاز كوارتت.
ويختتم المهرجان فعالياته بعرض مشترك بين تونس وألمانيا (مجموعة Reflektor ) في عمل يحتفي بالمرأة.
وتعود الانطلاقة الأولى للمهرجان لعام 1985،حيث أقيمت أولى فعالياته بفضاء المسرح الروماني بمدينة الجم في محافظة المهدية (شرق).
aXA6IDE4LjIyNC4zMC4xMTMg جزيرة ام اند امز