الحرارة الشديدة تُفاقم أزمة المياه في تونس.. ارتفاع معدل التبخر
موجة الحر الشديدة التي تشهدها تونس حاليا جعلت وضعية المياه حرجة في البلاد، خاصة مع انخفاض المنسوب في السدود.
وتعتبر تونس من بين الدول الأفريقية التي تُعاني آثار التغيرات المناخية، حسب العديد من المؤشرات المقدمة من وزارة الزراعة التونسية، التي تتعلق بدرجة الحرارة المرتفعة، بشكل ملحوظ مقارنة ببقية دول العالم، فضلاً عن انخفاض نسبة التساقطات السنوية ومستوى تعبئة السدود وتوسع مناطق التصحر.
وقدم كاتب الدولة المكلف بالمياه لدى وزير الزراعة، خلال جلسة برلمانية مساء الأربعاء الماضي، لمحة عن الوضعية المائية الحالية في تونس، وما تتسم به من صعوبات نتيجة التغيّرات المناخية، وتتالي سنوات الجفاف، مع الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة مما أدى إلى ارتفاع تبخر مياه السدود الذي بلغ قرابة 650 ألف متر مكعب في اليوم.
- تحالف الهيدروجين الأخضر.. ألمانيا والمغرب على طريق الطاقة المتجددة
- 96 دولارا.. ضريبة كربون على «البقر» لأول مرة في العالم
وأوضح أن كل هذه العوامل أسهمت في التراجع التاريخي للمخزون المائي في السدود، حيث بلغ نحو 700 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل نسبة امتلاء تقدر بـ30 في المئة، مشيرا إلى أنها تعتبر أدنى نسبة شهدها المخزون المائي في تونس.
كما أكد أنّ مجهودات الوزارة متواصلة لإيجاد حلول لهذه المعضلات بقصد تأمين التزود بالمياه الصالحة للشراب خلال هذا الصيف، خاصة مع دخول محطة صفاقس (وسط شرقي) لتحلية مياه البحر طور الاستغلال نهاية الشهر الحالي.
من جهته، قال المدير المركزي للاقتصاد في الماء بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (حكومية) شوقي بن منصور، إنّ الوضعية المائية في تونس حرجة جدّا.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن المخزون بالسدود التونسية وصل إلى مستويات متدنية، كما شهد المخزون المائي بمختلف الجهات تراجعا حادا، وهو ما يتطلب يقظة كبيرة من قبل المواطنين، داعيًا إلى ترشيد الاستهلاك والاقتصاد في استعمال الماء.
وأوضح أن الاقتصاد في التعامل مع مياه الشرب يمكن أن يوفر ما بين 100 و120 لترا يوميا من المياه الصالحة للشرب على مستوى كل عائلة مما يمكن من تعبئة سد متوسط بالمياه.
وفرضت تونس منذ العام الماضي نظام الحصص في مياه الشرب وحظر استخدامها في الزراعة، وبدأت في قطع المياه ليلا منذ الصيف الماضي.
وأثر جفاف المناخ في السنوات الأخيرة في تغذية المياه الجوفية ومستوى تعبئة السدود، وهو ما يهدد الأمن المائي للتونسيين.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز