السماء تنقذ تونس من كارثة محققة.. أسبوع الغيث
أنقذت الأمطار الغزيرة تونس من كارثة غذاء محققة بعد حالة يأس عاشتها البلاد الأشهر الماضية.
واستبشر التونسيون عقب نزول المطر بمناطق مختلف من البلاد هذا الأسبوع، والتي وصفها الكثير هناك بأنها هدية السماء.
تلك الأمطار، كانت المتنفس لدى التونسيين، بعد أن جفت مختلف سدود البلاد التي تقدر بـ37 سدا وبحيرة جبلية، ودخلت تونس في نظام تقسيط المياه لأول مرة في تاريخها.
ويقدر مخزون السدود في جميع محافظات تونس الأربعة والعشرين بنسبة 29% ، بينما وصل في بعضها إلى 10%، أي 660 مليون متر مكعب هي كميات المياه في 37 سدا بالبلاد.
- تونس تبحث في مناطق الفوسفات عن مخرج للاقتراض.. هل تنجح؟
- الشتاء الماضي.. جرس إنذار لحالة جفاف عام في تونس
وتشهد تونس أمطار غزيرة وهطول للغيث النافع لتقرر الإثنين اللجنة المحلية لتفادي الكوارث ومجابهتها بمحافظة سليانة (شمال غربي البلاد) توقيف الدروس بجميع المؤسسات التعليمية كإجراء وقائي من مخاطر مياه السيلان وارتفاع منسوبها بالأودية، بعد تساقط كميات من الأمطار.
وقالت اللجنة في بلاغ لها اليوم، إن هذا القرار يبقى ساري المفعول حسب تطور الوضع الجوي داعيا المواطنين ومستعملي الطريق إلى الحذر وعدم الاقتراب من المنشآت المائية على غرار السدود والبحيرات الجبلية ومجاري المياه.
من جهة أخرى، أكدت الإدارة العامة للحرس (الدرك) الوطني انقطاع حركة المرور بعدد من الطرقات بعدة محافظات على غرار الكاف، القصرين وتوزر غربي تونس وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها هذه المحافظات وتسببت في فيضان عدد من الأودية.
كما أكدت الحماية المدنية بالقصرين (وسط غربي البلاد) أنه تم الأحد، العثور على جثة لمواطنة المفقودة منذ الخميس المنقض في منطقة "فج تربح" بالقصرين بعد أن جرفتها سيول مياه الأمطار ،على بعد 16 كيلومترا من مكان جرفها .
كما قررت السلط بمحافظة القصرين، إيواء عائلات تضررت منازلها بأحد المعاهد الثانوية بمدينة "سبيطلة"، وذلك إثر تهاطل كميات هامة من الأمطار بمنطقتي" سبيطلة" و "فوسانة"، مما أدى إلى تسرب المياه إلى عدد من المنازل و فيضان وادي "قرقور ".
من جهة أخرى، أفاد رئيس الاتحاد المحلي للزراعة والصيد البحري بشمال شرقي تونس، البشير عون الله بأن الأمطار الأخيرة ستسهم في ارتفاع منسوب المياه بالسدود وبالآبار السطحية والتقليص من نسبة ملوحتها وتغذية المائدة المائية التي جفت تماما.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذه الأمطار التي هطلت في 24 ساعة الماضية ستكون إيجابية على الأشجار المثمرة خاصة الزياتين والقوارص وكذلك الخضروات.
وأوضح أن الأمطار قد تتسبب في بعض الأضرار الطفيفة على موسم حصاد الحبوب وعلى الأعلاف لكنها ستكون نافعة بالنسبة المائدة والسدود .
ونهاية مارس/آذار الماضي، أعلنت وزارة الفلاحة التونسية ولأول مرة، تقسيط توزيع الماء الصالح للشرب حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وبدأ قطع الماء ليلا في عديد أحياء تونس العاصمة، منذ نهاية مارس الماضي، ضمن نظام لجدولة توزيع المياه على مختلف إنشاء البلاد، ولتوفير الاستهلاك.
وفي بيان رسمي قالت وزارة الفلاحة، إن "البلاد تبدأ رسمياً نظاماً مؤقتاً للتزود بالمياه الصالحة للشرب، وتمنع استعماله في الزراعة وسقي المناطق الخضراء وتنظيف الشوارع وغسيل السيارات، بسبب موجة الجفاف الحادة التي خلفت سدوداً شبه فارغة".
من جهة أخرى، كشف المختص في التصرف في الموارد المائية بكلية العلوم في تونس حسين الرحيلي، أنّ تساقط الأمطار في تونس مهما كانت كمياتها هي نافعة بالنسبة للزراعة الصيفية وأشجار الزيتون.
كما أكد لـ"العين الإخبارية" أنّ كميات الأمطار المسجلة لن يكون لها أي تأثير كبير على امتلاء السدود، الا في صورة تواصلها واستمرارها على هذا النحو.
كما دعا إلى ضرورة تنظيم حملات توعية في كيفية ترشيد استهلاك المياه، وخاصة كيفية التخزين، خاصة وأن الماء يمكنه أن يتلوث سريعا.