أسبوع تونس.. سباق رئاسي مضطرب تحركه مناخات السجون والمنفى
الأسبوع الماضي شهد البوح بتفاصيل جديدة عن أسرار السباق الرئاسي المنتظر بعد نحو أسبوعين، حيث تعيش الساحة السياسية حالة من التجاذبات
يستمر في تونس الجدل حول السباق الرئاسي المليء بالاضطرابات ما بين مرشح في السجن وآخر في المنفى وسط اتهامات لحركة النهضة الإرهابية وحكومة يوسف الشاهد بتعكير العملية الانتخابية.
وشهد الأسبوع الماضي البوح بتفاصيل جديدة عن أسرار السباق الرئاسي المنتظر بعد نحو أسبوعين، حيث تعيش الساحة السياسية التونسية حالة من التجاذبات والصراعات.
وأعلنت الحكومة ضمنيا حيثيات اعتقال المرشح نبيل القروي وسياقات القراءات السياسية المرتبطة لهذا الحدث.
كما شمل، الأسبوع الماضي، سؤالا حول مدى سلامة سير العملية الانتخابية في ظل وجود المرشح سليم الرياحي، رئيس الحزب الوطني الجديد، الذي قدم برنامجه الانتخابي من المنفى، على حد توصيفه.
ويرى العديد من المراقبين أن الشاهد وتنظيم الإخوان بدآ في مرحلة تلفيق التهم لخصومهما للانفراد بالمشهد السياسي وصياغة نظام "ديكتاتوري".
اتهامات للإخوان والشاهد
وكشف الرياحي، خلال كلمة ألقاها عبر تطبيق "الهولوغرام" من مقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس، أن ما يقترفه الإخوان والشاهد هو جريمة في حقه و"مظلمة" سياسية من خلال تلفيق قضايا ضده.
الرياحي الذي ترأس سابقا من سنة 2012 إلى 2017 الفريق الرياضي "النادي الإفريقي" التونسي والمرشح السابق لرئاسيات 2014 يحمّل الشاهد اصطناع ملفات قضائية ضده لدفع خروجه إلى فرنسا منذ شهر أبريل/نيسان المنقضي.
وقال مراقبون إن خوض مرشح للسباق الرئاسي من خارج تونس يعد حالة "غير صحية" في مسار الانتقال الديمقراطي التونسي.
واعتبروا أن هذه الحالة غير الصحية تتحملها حركة النهضة الإخوانية وأجهزة حزب "تحيا تونس" الذي يترأسه يوسف الشاهد.
الرياحي سيواصل ترشحه
وتقول القيادية بحزب الوطن الجديد يسرا ميلي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن سليم الرياحي سيخوض حملته الانتخابية التي ستنطلق يوم 2 سبتمبر/أيلول وفق الشروط القانونية التي تفرضها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وأكدت أن المنفى المفروض على سليم الرياحي لن يثنيه عن خوض معركته الرئاسية واسترداد حق التونسيين في التنمية، على حد قولها.
وحملت الائتلاف الحاكم مسؤولية السعي إلى تعكير المناخ الانتخابي وتشويه الخصوم من أجل الفوز بالانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها المقرر إجراؤها بعد نحو أسبوعين، يوم 15 سبتمبر/أيلول المقبل.
تعقيدات المرحلة الانتخابية غذاها، خلال هذا الأسبوع، استمرار سجن المرشح الرئاسي نبيل القروي الذي تم توقيفه في سجن "المرناقية" إحدى ضواحي العاصمة، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان رسمي.
وأوضحت أن عملية سجن القروي تأتي على خلفية قضايا متعلقة بالتهرب الضريبي وتبييض الأموال رفعتها ضده منظمة "أنا يقظ" سنة 2016 .
أنصار القروي يهددون
عياض اللومي، القيادي بحزب قلب تونس (حزب المرشح الرئاسي نبيل القروي)، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إنه سيدخل في إضراب عن الطعام مع عدد من العناصر القيادية بالحزب؛ احتجاجا على مواصلة "اعتقال" القروي.
واعتبر أنه يواجه آلة كبرى من "الظلم والقهر" يقودها التحالف الحاكم، على حد تعبيره، بعد دخول عبدالفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة، السباق الرئاسي.
ويعد سجن القروي في هذا التوقيت الانتخابي محل جدل، ففي الوقت الذي يقول فيه أنصار الشاهد إنها حملة لمقاومة الفساد، يفند قيادات حزب "نداء تونس" هذه الإعلانات، معتبرين أن تحالف الشاهد والإخوان يكرّس الفساد من خلال الضغط على رجال الأعمال لتمويل حملتهما الانتخابية.
واتهم نجل الرئيس الراحل حافظ قائد السبسي كلا من رئيس الحكومة ومستشاريه بمحاولة "الإهانة" لشخصه وتشويهه.
كما بيّن القيادي بحزب "نداء تونس" عاطف محجوب، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مستشاري الشاهد يتعاملون مع رجال الأعمال بمنطق الابتزاز، على حد توصيفه.
وأشار إلى أن التحالف الحاكم يقود حملة ممنهجة لترويع خصومه من أجل الاستفراد بالحكم، في ضرب لكل مقومات التنافس الديمقراطي النزيه.
مخاوف من التلاعب
وعبرت العديد من الأطراف السياسية، خلال هذا الأسبوع، عن مخاوفها من أي محاولة للتلاعب في نتائج الانتخابات خاصة في ظل وجود مرشحين؛ أحدهما في السجن والآخر في فرنسا هربا من ملاحقات القضاء.
فيما أكد رئيس الهيئة نبيل بافون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الهيئة ستتبع الشروط القانونية لقبول المترشحين دون تمييز أو إقصاء.
وأوضح أن الهيئة ستعمل على الوقوف على نفس المسافة من جميع المترشحين.
وتستعد الهيئة العليا للانتخابات للإعلان غدا عن القائمة النهائية للمرشحين للرئاسيات التي قبلت منها بشكل أولي 30 مترشحا.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjMuMTIwIA== جزيرة ام اند امز