أسبوع تونس.. تحالفات انتخابية ورفض التدخلات الخارجية بليبيا
إعلان جبهات وتحالفات جديدة؛ استعدادا للانتخابات وكذلك احتضان اجتماع ثلاثي لدول جوار ليبيا لمناقشة حلحلة الأزمة.. أبرز أحداث أسبوع تونس.
شهدت تونس، الأسبوع الماضي، أحداثا سياسية بارزة بينها إعلان جبهات وتحالفات جديدة؛ استعدادا للانتخابات المقبلة وكذلك احتضانها اجتماعا ثلاثيا مهما لدول جوار ليبيا لمناقشة سبل حلحلة الأزمة.
وينتظر التونسيون بعد أشهر قليلة انتخابات برلمانية ورئاسية في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني المقبلين.
وتعتبر غالبية الأحزاب السياسية الوسطية أن الوقت أصبح ضيقا أمامها من أجل إعداد ترتيباتها اللازمة للاستحقاق القادم، ومن الضروري الانطلاق في إعادة ترتيب بيتها الداخلي للدخول بأكثر حظوظ للفوز .
كما كان من أبرز الأحداث انتخاب الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الجمعة، تونس عضوا غير دائم بمجلس الأمن للمرة الرابعة في تاريخها.
تحالفات جديدة
بدأت الحركة السياسية تتكثف في تونس قبل أكثر من شهر من الموعد المقرر لتقديم القوائم التي ستخوض السباق الانتخابي البرلماني، حيث أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (الجهة المشرفة) أن قبول الترشيحات للانتخابات التشريعية سيكون يوم 22 يوليو/ تموز حتى 29 من نفس الشهر .
وفي هذا الإطار، أعلن حزب نداء تونس (الشق المعارض لنجل الرئيس حافظ قائد السبسي) وحركة مشروع تونس، الثلاثاء، الانطلاق في مسار توحيدي بدأ بتوحيد الكتلة النيابية.
وقال محسن مرزوق، رئيس حزب مشروع تونس، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن هذا التقارب مدفوع بخيار استراتيجي لتحقيق التوازن السياسي مع حركة النهضة الإخوانية.
وأشار إلى أن الأحزاب الوسطية والتي تحمل رؤية "تقدمية" للبلاد والمجتمع يجب أن تلتقي في مشاريع سياسية واحدة، بدلا من حالة التشتت الموجودة.
واعتبر أن الوقت قد حان لهذه التيارات الحداثية التي تمثل أغلبية ساحقة في المشهد السياسي، على حد قوله، لتتجاوز صراع "الزعامات" وتقبل بمنطق القيادة الجماعية.
وأوضح أن هذه الخطوة الأولى للاندماج مع حزب نداء تونس ستعقبها خطوات أخرى وتحالفات جديدة في الأيام القادمة.
التصدي لمنظومة الحكم الحالية
من جانب آخر، أعلنت 5 أحزاب ذات توجه اشتراكي اندماجها في جبهة انتخابية جديدة، وهي "الحزب الجمهوري" و"حركة تونس إلى الأمام" و"مبادرة قادرون" وحزب "المسار" و"حركة الديمقراطيين الاشتراكيين".
وأوضحت هذه الأحزاب التي لم تشارك في السلطة منذ سنة 2011، في بيان لها، أن السياسات الخاطئة لمنظومة الحكم في الثماني سنوات الأخيرة تتطلب منهم الانطلاق في إعداد برنامج إنقاذ اقتصادي واجتماعي يقلص من نسب البطالة المرتفعة (20 بالمائة حسب المعهد التونسي للإحصاء/حكومي).
وقال رئيس حركة "تونس إلى الأمام"، عبيد البريكي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن التحالف انبنى على حلم تأسيس دولة ديمقراطية اجتماعية.
وأشار إلى ضرورة التصدي لمنظومة الحكم الحالية التي أغرقت البلاد في مشاريع الارتهان لصندوق النقد الدولي، وفشلها في تحقيق عدالة اجتماعية بين مختلف المواطنين.
وأكد على أن تحالف هذه الأحزاب الخمسة ليس من أجل الإعداد للانتخابات فقط، وإنما هناك تفكير لتوحيد هذه الأحزاب في مشروع سياسي كبير.
الأزمة الليبية
وشهدت تونس اجتماعا لوزراء خارجية مصر وتونس والجزائر لمناقشة الأزمة الليبية حيث أكدوا دعمهم التسوية السياسية في ليبيا ورفضهم أي تدخلات خارجية في شؤونها.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مساء الأربعاء في تونس، إثر اجتماع وزراء خارجية: تونس خميس الجهيناوي، ومصر سامح شكري، والجزائر صبري بوقادوم، دعت الدول الثلاث الأمم المتحدة للاتصال مع كل الأطراف الليبية سعيا لاستئناف المفاوضات وطي هذه الصفحة الحزينة من تاريخ ليبيا في أقرب وقت ممكن.
وأكد شكري، في كلمته، على أن "بعض الأطراف في ليبيا لم تمانع دعم الكيانات الإرهابية وتكريس فوضى المليشيات وتهريب الموارد الليبية إلى الخارج".
وشدد على أنه "لا حل عسكريا للأزمة الليبية، وأن الحوار والحل السياسي هما السبيل الوحيد لحل الأزمة هناك".
وتابع: "اتفقنا على القيام بمساعٍ مشتركة لدى الأطراف الليبية ولدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار".
بينما أكد وزير خارجية تونس أنه "تم الاتفاق مع مصر والجزائر على مساعٍ مشتركة لحل أزمة ليبيا".
نتائج استطلاعات الرأي.. تراجع الإخوان
ومثلت نتائج استطلاعات الرأي التي أصدرتها شركة "سيغما كونساي" (خاصة متخصصة في استطلاعات الرأي) الأربعاء مفاجأة للرأي العام التونسي.
وأعطت النتائج نسبة 23.8 بالمائة من نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية لرجل الأعمال ومالك قناة "نسمة" الفضائية نبيل القروي، في حين وضعت رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد في المرتبة الرابعة بـ7 بالمائة فقط.
يشار إلى أن "القروي" يدير جمعيّة "خليل تونس" الخيرية، ولا ينتمي لأي حزب سياسي منذ استقالته من "نداء تونس" في أبريل/نيسان 2017.
وبينت النتائج التي تصدرها الشركة كل شهر انهيارا في شعبية الأسماء المحسوبة على حركة النهضة مثل الرئيس السابق منصف المرزوقي الذي اكتفى بـ6 بالمائة فقط، ورئيس الوزراء التونسي الأسبق حمادي الجبالي الذي لم يحصل على 0,5 بالمائة.
ويرى مراقبون للشأن التونسي أن هذه النتائج طبيعية وتعكس التوجه العام لعقاب منظومة الحكم الحالية المتكونة من تحالف يوسف الشاهد (رئيس الحكومة) وحركة النهضة.
وقال المحلل السياسي، بسام حمدي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن هذه الأرقام الجديدة لنتائج استطلاع الآراء تقترب كثيرا من الواقع السياسي الذي يشهد انهيارا للمنظومة الحزبية.
وأوضح أن الاتجاه العام يسير نحو إعطاء الثقة للشخصيات السياسية المستقلة وغير المنتظمة داخل الأحزاب في الانتخابات القادمة.
عضوية مجلس الأمن
وانتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الجمعة، تونس عضوا غير دائم بمجلس الأمن بحصولها على 191 صوتا للفترة من 2020 إلى 2021.
وكانت تونس إحدى الدول الست المترشحة لشغل 5 مقاعد غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لعامي 2020-2021.
ووفق بيان لوزارة الخارجية التونسية، يأتي انتخاب تونس للمرة الرابعة في تاريخها لعضوية هذا الجهاز الأممي الرئيسي ليعكس رصيد الاحترام الذي تحظى به البلاد على الساحة الدولية باعتبار ثوابت سياستها الخارجية، والثقة بقدرتها على الإسهام الإيجابي في رفع التحديات المرتبطة بتعزيز وحفظ السلم والأمن الدوليين.
وأضاف البيان أن الانتخاب يبرز أيضا الدعم القوي الذي تحظى به، لا سيما لدى المجموعتين الأفريقية والعربية اللتين سبق أن أكدتا تأييدهما لهذا الترشح منذ القمة العربية في سبتمبر 2014 والقمة الأفريقية في جويلية 2018.
ونوه بأنه ضمن أولويات تونس الرئيسيّة بمجلس الأمن منع نشوب النزاعات وتعزيز التزام المجلس بإيجاد تسويات سلمية للنزاعات القائمة والنهوض بمشاركة المرأة والشباب في هذه الجهود، بالإضافة إلى مواصلة دفع دور الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف وتعزيز فاعلية عمليات حفظ السلام والتعاون من أجل التنمية ودعم الاستجابة الجماعية والتوافقية للتحديات العالمية الجديدة.