تونس تتوج يوم المرأة بإطلاق جائزة "فاطمة الفهرية"
في يوم المرأة العالمي، وزارة المرأة والأسرة والطفولة التونسية تطلق جائزة "فاطمة الفهرية" لتكريم النساء المبدعات في المغرب العربي.
في يوم المرأة العالمي، أطلقت وزارة المرأة والأسرة والطفولة التونسية، الأربعاء، جائزة "فاطمة الفهرية" للنهوض بتكوين النساء وتحقيق التوازن على مستوى تكافؤ الفرص بين الجنسين.
وقالت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة نزيهة العبيدي، في مؤتمر صحفي: تم اختيار هذه المرأة "فاطمة الفهرية" التي تنتمي إلى الفضاء المغاربي للتأكيد على وحدة الروح والفكر في المغرب العربي الموحد، إلى جانب الانتماء للحضارة الإنسانية، وهو تأكيد كذلك أن اليوم العالمي للمرأة يجمع كل نساء العالم من أجل بناء مجتمع سليم ومتماسك وقوي.
وبدوره، اعتبر رئيس جامعة القيروان أحمد عمران، أن جائزة "فاطمة الفهرية" جائزة رمزية موجّهة أساسًا لنساء تونس والمغرب العربي لتثمين وتكريم النساء اللائي حققن إنجازات علمية وتقلّدن مسؤوليات هامة بالمجتمع.
وأكد عمران، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنّ "الجائزة تتنزل في إطار إحياء ذكرى امراة مغربية من أصل تونسي قيروانيّ، عاشت بمدينة فاس المغربية، ووظّفت كامل ثروتها لبناء جامع القرويين وجامعة القرويين سنة 856 ميلادي، وهي أول جامعة أسّست في العالم، قبل أن يتمّ تأسيس الجامعات الأوروبية".
وأكد أنّ هذه الجائزة "دليل على أنّ المرأة في القيروان، كانت تحتلّ مكانة بارزة في المجتمع، وتعمل على قدم المساواة مع الرجل وتقوم بإنجازات هامة في تلك الفترة".
وستحتضن مدينة القيروان، على بعد 160 كيلومترًا جنوب تونس العاصمة، الدورة الأولى لتوزيع جائزة "فاطمة الفهرية"، في 29 من أبريل/نيسان القادم.
وأكدت نزيهة العبيدي أنّ المرأة العربية بصفة عامة وفي المغرب العربي بصفة خاصة، أظهرت تميزها وتألقها في أكثر من مجال، وأثبتت جدارتها حيث كانت وراء إحداث أول جامعة في العالم.
وأوضحت نزيهة أنّ جائزة "فاطمة الفهرية" ستركز على المساهمات القيمة في البحث العلمي، وستشجع على البحث والإبداع، وترسيخ القيم الإنسانية ومبادئ الفكر المبدع.
وتعدّ تونس واحدة من من أكثر الدول تقدمًا في المنطقة العربية من حيث التشريعات الضامنة لحقوق المرأة، غير أنّ ترسانة التشريعات تخفي واقعًا صعبًا على المستويين الاجتماعي والاقتصادي تعيشه فئات واسعة من النساء التونسيات.
وكانت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة كشفت أنّ أكثر من 50% من النساء في تونس، يعملن في قطاعات اقتصادية هشّة وغير مهيكلة قانونيًا، وفي المقابل أكدت أن تونس تقرّ تدابير لتحسين وضع النساء العاملات في تلك القطاعات.
وفاطمة بنت محمد الفهرية القرشية، هي امرأة مسلمة عربية، من ذريّة عقبة بن نافع الفهري القرشي، فاتح تونس ومؤسس مدينة القيروان، وهي شخصية تاريخية خالدة في ذاكرة مدينة القيروان في تونس، ومدينة فاس المغربية.
وقال عنها عبد الرحمن ابن خلدون "فكأنما نبهت عزائم الملوك بعدها"، ولا زال جامع القرويين إلى جوار جامع الأندلس الذي بنته شقيقتها مريم يؤديان دورًا رائدًا في نشر الإسلام والعلوم في المغرب ثم نحو أوروبا.
وأصبح جامع القرويين الشهير أول معهد ديني وأكبر كلية عربية في بلاد المغرب الأقصى، وبذلك كانت فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني هي مؤسسة أول جامعة في العالم، وهي جامعة القرويين، وماتت فاطمة في عام 878.
ويذكر الدكتور عبد الهادي التازي، في رسالته لنيل الدكتوراه، أنّ "حفر أساس مسجد القرويين والأخذ في أمر بنائه الأول كان بمطالعة العاهل الإدريسي يحيى الأول، وأنّ أمّ البنين فاطمة الفهرية هي التي تطوعت ببنائه وظلت صائمة محتبسة إلى أن انتهت أعمال البناء، وصلّت في المسجد شكرًا لله".
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز