خبراء لـ"العين الإخبارية": انشقاقات "نداء تونس" تصب في صالح الإخوان
حافظ قايد السبسي أصدر قرارا بتجميد عضوية القيادي رضا بلحاج الذي شغل سابقا منصب مدير ديوان رئاسة الجمهورية.
قال خبراء تونسيون إن الأزمات والانشقاقات التي يعاني منها حزب "نداء تونس"، والتي تتمثل في تجميد عضويات القيادات وطردهم، تصب في صالح تنظيم الإخوان، مطالبين بضرورة التوحد لمواجهة التيارات المتطرفة.
- نداء تونس لـ"العين الإخبارية": لن نتحالف مع الإخوان وحكومة الشاهد "عاجزة"
- إخوان تونس في مواجهة العاصفة.. عزلة إقليمية وانهيار شعبي
وفي حلقة جديدة من مسلسل الانقسامات، أعلن حافظ قايد السبسي المدير التنفيذي لـ"نداء تونس"، مؤخرا، قرارا بتجميد عضوية القيادي رضا بلحاج الذي شغل سابقا منصب مدير ديوان رئاسة الجمهورية.
ما أعلنه السبسي الابن اعتبره العديد من المراقبين بمثابة صفعة للحزب الذي لعب دورا في التصدي لمشروع الأخونة الإرهابي الذي جاء به حزب النهضة.
يقول رضا بلحاج في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن عملية تجميد عضويته تأتي على خلفية تلكؤ قيادة النداء في الذهاب إلى مؤتمر انتخابي، من المزمع إجراؤه في 6 أبريل/نيسان المقبل.
تجميد عضوية بلحاج ليست المرة الأولى لحزب النداء بل سبقه تجميد عضويات العديد من الشخصيات السياسية التي كانت في الصفوف الأمامية المعارضة للإخوان عامي 2012 و 2013 (بداية تكون الحزب) مثل الأزهر العكرمي ومحسن مرزوق والطاهر بن حسين وسعيد العائدي.
وأضاف بلحاج أن من أبرز إشكاليات الحزب هو التداخل بين العائلة والسلطة وعدم قدرة السبسي الابن على تجميع مختلف القواعد والجماهير الحداثية، مؤكدا أنه لا يريد خوض المؤتمر الانتخابي لأنه يدرك صغر حجمه السياسي داخل النداء.
أزمة الزعامة.. خطر يهدد تيار الوسطية
السواد الأعظم من الطبقة السياسية في تونس يميل في اتجاه التضاد مع الإخوان، حيث أثبتت دراسة أجرتها المؤسسة التونسية للعلوم السياسية (غير حكومية) أنه من ضمن 217 حزبا قانونيا في تونس هناك 200 حزب تتعارض في مرجعيتها مع الإسلام السياسي.
وبينت الدراسة، التي تم إعدادها في أواخر عام 2016، أن الأزمة الوحيدة التي تعاني منها العائلة السياسية الديمقراطية هي أزمة الزعامة والتشتت والانشقاقات.
من جانبه، أكد حسن الزرقوني مدير شركة سيغما كونساي لاستطلاعات الرأي أن حزب النداء خسر قرابة مليون صوت في الانتخابات المحلية التي أجريت في 6 مايو/أيار 2018، بالمقارنة بنتائج الانتخابات التشريعية في أكتوبر/تشرين الأول 2014.
وقال إن هذه الخسائر الانتخابية هي نتيجة للانقسامات التي عرفها الحزب وآخرها انشقاق رئيس الحكومة يوسف الشاهد والمستشار الأول لرئيس الدولة سليم العزابي.
الانقسام يصب في صالح النهضة الإخوانية
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي بسام حمدي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن هذه الانقسامات لا تخدم إلا الإخوان وأتباع الإسلام السياسي؛ مثل حزب منصف المرزوقي (حراك تونس الإرادة)، مشيرا إلى أن العقل السياسي للأحزاب المدنية في تونس مازال لم يبلغ مرحلة الوعي بأن الوحدة هي ضرورة لمواجهة الأطراف السياسية الحاملة لشبهة الإرهاب.
وعن تجميد عضوية رضا بلحاج، قال إنها خطوة إلى الوراء لا تخدم حزب رئيس الدولة وتتناقض مع دعواته إلى جمع الصفوف وإرجاع الشخصيات المنشقة منذ عام 2014، مؤكدا أن هذه الانقسامات ستؤخر كشف حقائق الاغتيالات السياسية في تونس إبان فترة حكم الإخوان.
وأشار إلى أن كثرة الصراعات والاختلافات داخل الأحزاب الحداثية يصب في مصلحة الأحزاب المتطرفة التي تعمل على انتشار الأفكار الإرهابية والداعشية.
وفي السياق ذاته، يؤكد جهاد العيدودي أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية العلوم الإنسانية، في حديثه مع "العين الإخبارية"، أنه في غياب الإطار السياسي القادر على استيعاب التيارات الحداثية فإن الفراغ سيسمح للإخوان التحكم في اللعبة السياسية رغم عزلتهم الشعبية والإقليمية.
وأوضح أن الحكمة تفرض على الأحزاب الوسطية التوحد في وعاء سياسي واحد، حتى تواجه مخاطر الإخوان التي برزت مظاهرها في انتشار المدارس الطالبانية التي تدعو للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في بؤر القتال.
وكانت حركة نداء تونس حققت انتصارا ساحقا في الانتخابات التشريعية عام 2014 واكتساح البرلمان بـ86 مقعدا، إلا أن حزب نداء تونس دخل غمار السلطة على أرض مليئة بالألغام كلفته سلسلة من الانشقاقات والانشطار إلى أكثر من كيان سياسي جديد.
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg جزيرة ام اند امز