إخوان تونس في مواجهة العاصفة.. عزلة إقليمية وانهيار شعبي
النائب بالبرلمان التونسي منجي الرحوي يؤكد أن الأفعال الإجرامية للإخوان في المنطقة جعلتهم عنصرا معزولا ومنبوذا لدى الشعوب العربية
بعد التورط في دعم الإرهاب والفشل في إدارة شؤون البلاد يواجه حزب النهضة الإخواني في تونس دعاوى قضائية لحظر نشاطه ومحاصرة سموسة في تونس والمنطقة.
فحزب النهضة الإرهابي حول تونس إلى حاضنة لتفريخ الإرهابيين وتصديرهم إلى بؤر التوتر من أجل مساندة داعش والتيارات الإرهابية، التي أسهمت في تفتيت دول بالعالم العربي، حسب مراقبين.
كما يعيش الحزب عزلة إقليمية باعتباره ذراع دولة قطر وتركيا في تونس، بعد انتمائه للتنظيم الدولي للإخوان ذي الطابع التدميري، والذي وصل لحدود التشجيع على تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
الإخوان.. خارج الصف العربي
وقال المفكر التونسي يوسف الصديق لـ"العين الإخبارية" إن حزب النهضة خسر كل أوراقه الإقليمية بعد أن أضمر العداء لكل الأنظمة العربية التي تحارب الإرهاب مثل المملكة العربية السعودية ومصر، مؤكدا أن "إرث الإخوان مرتبط ارتباطا عضويا بالجماعات المتطرفة".
الصديق عاد بالذاكرة إلى تفجيرات النزل في محافظة سوسة، وسط تونس، في عام 1986 والتي نفذها 12 إرهابيا من حزب النهضة بمباركة رئيسها راشد الغنوشي، متابعاً سرد قصة محاولة الانقلاب على الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي سنة 1991.
وأوضح أن "إرث الإرهاب جعل الإخوان في عزلة إقليمية، وهو ما سيخفض من هامش تحركها على الصعيد العربي، خاصة بعد تعدد الشواهد التي تدينها بنشر الفتن في أكثر من بلد عربي".
لجنة برلمانية داخل البرلمان التونسي بحثت في مستوى تورط حزب النهضة في تسفير ما يسمى بـ"الجهاديين" إلى سوريا والعراق ومناطق النزاع في العالم، حيث أثبتت أن 3 آلاف شاب تونسي وقع تسفيرهم في عهد "الترويكا"، وهو حكم حزب النهضة والحزب التكتل (وسط) وحزب المؤتمر (يمين) من 2011 إلى 2014، في عهد الرئيس منصف المرزوقي.
وبيّن النائب في البرلمان التونسي منجي الرحوي أن كل الأفعال الإجرامية للإخوان في المنطقة جعلت منهم عنصرا معزولا ومنبوذا لدى الشعوب العربية، مؤكدا أن مستقبلهم في تونس لن يبلغ مدة طويلة، حيث سيتم الانتصار على مخططاتهم الإرهابية من قبل الشعب التونسي.
انهيار شعبي واحتجاجات ضد سياستهم
ورغم تواجد الحزب الإخواني في تحالف مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلا أن حزب النهضة يعيش رفضا شعبيا واحتجاجات في عديد المحافظات، رفضا لسياستها واحتجاجا على تورطها في كل الأعمال الإرهابية منذ سنة 2011.
وكان من أبرز تلك الحوادث الإرهابية: مقتل شكري بلعيد (يسار) في 6 فبراير/شباط 2013 ومحمد البراهمي (قومي) في 25 يوليو/تموز، فضلاً عن قتل أكثر من 70 جنديا في "كنائن" على يد عناصر إرهابية.
ومن مؤشرات الرفض الشعبي صنفت شركة "أمرود كونسيلتينغ" (شركة سبر آراء) راشد الغنوشي كأثر شخصية ينفرها التونسيون سنة 2018.
وتنامى ظهور الحركات السلمية التي ترفض حكم الإخوان في تونس، ومن بينها حركة "السترات الحمراء" وحركة "باسطا"، وهي كلمة إسبانية تعني "يكفي".
وقال سيف العموري القيادي في حركة "باسطا" "سنرفع شعار "يكفي" أمام كل مقرات حزب النهضة الإخواني"، موضحاً أن "الشعار يعني يكفي من الإرهاب والفشل الاقتصادي والاجتماعي".
وأرجع "العموري" مسؤولية تحقيق تونس مؤشرات قياسية في الانهيار الاقتصادي إلى سياسات الإخوان الفاشلة، باعتبارهم الطرف الوحيد الذي استفرد بالحكم.
وبلغ العجز في الميزان التجاري لتونس، لأول مرة في تاريخها منذ استقلالها في 1956، نحو 18 مليار دينار (6 مليارات دولار أمريكي) بسبب التوريد العشوائي للبضاعة التركية.
ودعا سيف العموري جميع التونسيين إلى تكثيف الاحتجاجات السلمية، رغم توعد رئيس شورى النهضة عبدالكريم الهاروني باستعمال الذخيرة الحية لقمعهم.
2019.. الإخوان على صفيح ساخن
وقال جهاد العيدودي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية العلوم الإنسانية بتونس، لـ"العين الإخبارية"، إن عام 2019 سيكون صعبا على الإخوان بكل المقاييس بعد عجزهم على الانفتاح على العمق العربي والأوروبي، إضافة إلى تقلص حجم تأثيرهم في الشارع التونسي رغم استغلالهم منابر المساجد للدعوة لأفكارها الإرهابية.
وبينت أرقام وزارة الداخلية التونسية أن هناك 1500 مسجد في مختلف المحافظات تقع تحت سيطرة الإرهابيين خلال عام 2018، في إشارة ضمنية إلى حزب النهضة الإخواني.
وتابع العيدودي أن "سوسيولوجيا الإخوان لا يشبهون أبناء تونس في عادتهم وأفكارهم الانفتاحية التي زرعها الزعيم الحبيب بورقيبة (1956-1987).
وأكد أن "الإخوان ينتظرهم صفيح ساخن في عام 2019 بعد تقلص هامش المناورة لدى قياداتها، وبعد انكشاف حبل الكذب لممثليها في الحكومة، خاصة وزير الاستثمار زياد العذاري، المكلف بملف التنمية الاقتصادية في حكومة الشاهد".
وكان العذاري وعد خلال بداية سنة 2018 بتحقيق الرفاه الاجتماعي، إلا أن أرقام الدولة تؤكد ضعف مستوى الاستثمار وتراجعه في عهده إلى نسبة 60% مقارنة بسنة 2010.
دائرة النار بدأت تقترب من إخوان تونس، وهي نتيجة منطقية لصورة متتالية من الخيبات الاقتصادية والاجتماعية أصبحت ترادف وجودهم في السلطة، إضافة إلى إرثهم الإرهابي وعلاقاتهم المشبوهة مع تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر.
aXA6IDMuMjMuOTIuNjQg جزيرة ام اند امز