ترميم الكنائس السورية.. تركيا تتودد للغرب
في محاولة لتجميل صورتها أمام الغرب قام نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بترميم عدد من الكنائس السورية في المناطق الخاضعة له.
ووفقا لتقرير أعده موقع المونيتور الأمريكي، مؤخرًا، ذكرت وزارة الدفاع التركية أن قواتها قامت بأعمال صيانة لكنيسة القديس توما للسريان الأرثوذكس وسط مدينة رأس العين شمالي سوريا.
وأضافت الوزارة، في بيانها، أن القوات التركية أولت اهتماما كبيرا بترميم وصيانة المباني الدينية في منطقة عملية نبع السلام.
لكن أيمن عبد النور، رئيس منظمة "مسيحيون سوريون من أجل السلام"، غير الربحية، قال لـ "المونيتور": خلال القمة العالمية للحرية الدينية التي عُقدت في 13 و14 و15 يوليو (تموز)، أعرب المشاركون عن استياء واسع النطاق تجاه القضايا المتعلقة بالحرية الدينية في تركيا. وعقد أعضاء الإدارة الذاتية (يقودها الأكراد) في شمال وشرق سوريا اجتماعات مع مسؤولين على هامش المؤتمر لمناقشة طرد تركيا للأقليات المسيحية والإيزيدية وتدمير الكنائس في المنطقة. كما ركز المؤتمر على الحريات الدينية في شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية والقيود المفروضة على هذه الحريات مقارنة بالمناطق التي سيطرت عليها الفصائل المدعومة من تركيا مؤخرًا.
وتابع عبد النور: "ونظرا لأن القضايا التي نوقشت في القمة كانت واضحة حتى قبل أن تبدأ، حاولت تركيا الترويج لنفسها كحامية للأقليات من أجل تجميل صورتها أمام الغرب، حيث اتُهمت الفصائل المدعومة من تركيا مرارًا بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات الكردية والمسيحية".
وأضاف: "تركيا لن تتمكن من تغيير هذه الصورة التي تتطلب عملاً دؤوبًا وليس مجرد إشارات خاوية. لا تقتصر الحريات الدينية على بناء الكنائس وترميمها، بل تتطلب ضمان حقوق وحريات من لا دين لهم وليس فقط غير المسلمين. لن يغير ترميم تركيا للكنائس وصيانتها سياستها تجاه الدين ولن تجعلها دولة حرية وديمقراطية".
كما اتهم الأب ميخائيل يعقوب، كاهن بكنيسة مار آسيا الحكيم بالدرباسية، أعضاء فصائل المعارضة المسلحة بكسر أقفال كنيسة مار توما ونهب محتوياتها.
وذكر يعقوب لوكالة نورث برس السورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن أثاث الكنيسة ومفروشاتها تعرض للنهب بشكل كبير.
ويرى يوسف قورية، الباحث المتخصص في الشؤون المسيحية المقيم في ألمانيا، في رسالة لـ"المونيتور": "أن تركيا تحاول تبرير وجودها في المنطقة من خلال تصوير نفسها كداعمة للمسيحيين. وتستند هذه الخطة إلى نقطتين رئيسيتين: الضغط على المقاتلين الأكراد، وعلى رأسهم حزب العمال الكردستاني، وزرع الفتنة بين المجتمع المحلي، بما في ذلك السريان المسيحيين والعرب والأكراد، سواء أكانوا موالين أم معارضين"، مشيرا إلى أن تركيا دأبت على اتباع هذه السياسة لمدة 30 عامًا في جنوب شرق تركيا ويتم تطبيقها الآن على المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا.
وتحاول تركيا أيضا تصوير نفسها باعتبارها داعمة للمسيحيين في تركيا، حيث افتتح أردوغان كنيسة في Yسطنبول قبل بضع سنوات، لكنه في المقابل استولى على ممتلكات المسيحيين في جنوب شرق تركيا.
وأضاف أن تركيا استخدمت قوات سوريا الديمقراطية في منطقة نبع السلام كورقة ضغط للسيطرة على ممتلكات المسيحيين، موضحا أن راهبا في دير مار أوجين القريب من الحسكة اتهم زورا "باستقبال عناصر من حزب العمال الكردستاني في العراق، وحكم عليه بالسجن عامين مع الاستيلاء على ممتلكات الدير".
وقال: "أكثر من 210 عائلة مسيحية كانت تعيش في رأس العين قبل عام 2012. ولكن بعد سيطرة جبهة النصرة على المدينة عام 2013، فرت معظم العائلات المسيحية من المدينة. وبعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على رأس العين، عاد بعضهم ليرتفع عدد العائلات هناك إلى حوالي 40.
لكن هذه العائلات فرت مرة أخرى خلال عملية نبع السلام التي قادتها تركيا في أكتوبر/تشرين الأول 2019، حيث لا يزال هناك 14 فردًا مسيحيا فقط الآن في المدينة.