حريات تحت الرقابة.. أردوغان يستهدف الإعلام الأجنبي بتركيا
بعد الإعلام المحلي، تتجه قبضة النظام التركي نحو وسائل الإعلام الأجنبية بالبلاد، في رقابة تستهدف لجم أي صوت منتقد.
موقع "نورديك مونيتور" السويدي نقل، في تقرير نشره اليوم الجمعة، عن فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، قوله إنه لن يسمح لما وصفه بالطابور الخامس بممارسة نشاطه تحت ستار جديد، في إشارة إلى تقارير إخبارية صادرة عن وسائل إعلام ممولة من مؤسسات أجنبية.
وأضاف ألطون أن تركيا في حاجة إلى تنظيم وسائل الإعلام التي تعمل بواسطة أموال تقدمها دول أو منظمات أجنبية، لحماية حق الشعب في الحصول على المعلومات الصحيحة، في الوقت الذي يصفها منتقدو نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بأنها محاولة جديدة لفرض الرقابة على الإعلام.
وتفجر نقاش محتدم هذا الأسبوع في تركيا، بعد الكشف عن أن عددا من وسائل الإعلام التي كان من بينها موقع "ميديا سكوب" الإخباري الشهير لصاحبه الصحفي روشن جاكير، يتم تمويله من مؤسسة أمريكية.
وقال جاكير إن هذا ليس بالأمر الجديد، مؤكدا أنهم يعلنون هذا الدعم بشفافية كاملة على الموقع منذ خمس سنوات.
لكن جاكبر لفت الانتباه، في أحد مقاطع الفيديو الأخيرة عبر موقع يوتيوب، إلى حقيقة أنه طوال الحقبة الجمهورية، لم تقم الحكومات العلمانية مطلقًا باضطهاد أي مجموعة دينية إلى الحد الذي تمارسه حكومة أردوغان ضد حركة جولن.
تصريحات جاكير عن حركة جولن تعتبر غريبة بالنسبة لرجل يعتبر أكثر انتقادا لحركة غولن من الحكومة التركية، كما أنه يدعم ملاحقتها، ما دفع أنصار غولن إلى وصفه بالاعتراف المفاجئ.
وعقب صدور الفيديو، قامت وسائل الإعلام الداعمة للحكومة، والتي تروّج لفكرة التعاون مع إيران وروسيا والصين، بتسليط الضوء بشكل مكثف على التمويل الأجنبي الذي يتلقاه الموقع الإخباري المملوك للصحفي جاكير، ردا على تصريحاته ذات الصلة بجماعة جولن.
ووفقا للعديد من الصحفيين المعارضين، تخطط الحكومة التركية لفرض قيود جديدة على وسائل الإعلام الالكترونية، وهو أمر خططت له طويلا، حيث استخدمت الحالة الأخيرة للتمويل الأجنبي كذريعة لتنفيذ المخطط.
لكن الدراسة التي أجراها "نورديك مونيتور"، أظهرت أن الحكومة التركية نفسها تقدم أيضا تبرعات مماثلة للعديد من وسائل الإعلام في الخارج، حيث قدمت وكالة التعاون والتنمية التركية (تيكا)، المملوكة للدولة، معدات تقنية باهظة الثمن لمحطات الإذاعة والتلفزيون والصحف في البوسنة وطاجيكستان وصربيا والكاميرون وأفغانستان وموزمبيق وليبيا وتونس وشبه جزيرة القرم وأوغندا وتنزانيا وإثيوبيا وكينيا والسنغال وقبرص وكرواتيا.
وتتعاون الوكالة التركية أيضًا مع وكالة أنباء الأناضول الحكومية في تنظيم ندوات ومحاضرات مجانية للمراسلين الأجانب. ووفقًا للسجلات الرسمية للوكالة، شارك ما يقرب من 600 مراسل في أنشطة الوكالة حتى الآن. وعقدت الندوات في تركيا قبل انتشار الوباء وتكفلت الوكالة بتغطية نفقات سفر الضيوف، ويتم تدريب المراسلين بشكل أساسي في مجال إعداد تقارير الطاقة والمراسلات الحربية والدبلوماسية وتقنيات الصحافة.
وتستخدم حكومة أردوغان أيضًا وسائل الإعلام الأجنبية ضد الدول التي لديها مشاكل معها. على سبيل المثال، تبث القنوات التلفزيونية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين بشكل مريح من تركيا، كما وفر أردوغان ملاذًا آمنًا لصحفيي التنظيم في تركيا منذ الإطاحة بمحمد مرسي عام 2013.