قنواتٌ وإذاعاتٌ وصحفٌ ومراكز أبحاث وهمية ومواقع إخبارية ومنصات متنوعة، تنشر الأكاذيب وتروج لخطاب العنف والكراهية.
ما يربو ويزيد على ٢٥٠ وسيلة إعلامية إخوانية تتخذ منذ سنوات من تركيا، وتحديداً مدينة إسطنبول مقراً لها كي تهاجم المملكة العربية السعودية والإمارات صباحاً ومساءً، قنواتٌ وإذاعاتٌ وصحفٌ ومراكز أبحاث وهمية ومواقع إخبارية ومنصات متنوعة، تنشر الأكاذيب وتروج لخطاب العنف والكراهية دون أي ترخيص حكومي أو موافقة رسمية معلنة وموثقة من قبل الدولة التركية.
كيف لدولة مثل تركيا تنشد السلام مع المحيط العربي وتتغنى بذلك وفي الوقت نفسه تسمح علانيةً وتمنح الإذن لشذاذ الآفاق والأخلاق أن يتمادوا في غيهم الإعلامي حيال بلاد الحرمين وأرض زايد الخير رحمه الله؟
كما أن الأمر الأكثر غرابةً في ذلك هو أن الهيئة التركية الحكومية الرسمية المعنية بشؤون البث والإعلام لم تمنح أياً من تلك القنوات ورقة أو حتى قصاصة من الورق تسمح للقائمين على تلك المؤسسات المتطرفة إذناً بالعمل أو مزاولة المهنة، والسبب بحسب بعض المسؤولين في الهيئة هو "عدم مطابقة تلك الوسائل الإعلامية لمعايير العمل الصحفي في تركيا".
والسؤال هنا يطرح نفسه: من أعطى التفويض بالتحريض لهؤلاء الحثالة كي يتهجموا على بلدين عربيين كبيرين بحجم السعودية والإمارات؟ الجواب باختصار مرتبطٌ باختيار جناح أمني داخل الحكومة في أنقرة، يسمح هذا الجناح - المعروف بتوجهاته الإخوانية - من تحت الطاولة لكل الزاعقين الناعقين على أبوظبي والرياض أن ينفثوا سموهم يومياً؛ لتجهيل الرأي العام وحرف مسار العرب والمسلمين عن الخطر الإيراني والعمل على شيطنة الدور السياسي الرائد لقادة البلدين في أغلب القضايا.
وإذا أردتُ أن أسوق الحقيقة للقراء الأعزاء، فإنني سأشرح وبإجمالٍ دون تفصيل طبيعة التمويل المشبوه من قبل دولة قطر لأغلب تلك المنصات، تمويلٌ معروف المصدر، ومكشوف الخطوات، وأحياناً عبر المطارات تنقل الحقائب الممتلئة بملايين الدولارات من خزينة الشعب القطري المنهوب والمسلوب الإرادة، والمطلوب من الطغم الفاسدة التي تدير العمل أمرٌ واحد: "هاجموا كل جميلٍ في عالمنا الخليجي والعربي والإسلامي كرمى لعيون خامنئي، واعتمدوا على التزوير للحقائق والتشهير ببواطن الأحداث كي ترضى طهران".
ولن أُغفل جانباً مهماً من المسألة التي أطلت برأسها دوماً مع حرص الرياض وأبوظبي على تنقية الأجواء مع تركيا من باب الرصانة والمتانة في العمل الدبلوماسي الذي ينتهجه البلدان ويسيران فيه نحو الوضوح لا الرضوخ للابتزاز المعلن والمستتر، وهنا يبرز سؤالٌ جديد: كيف لدولة مثل تركيا تنشد السلام مع المحيط العربي وتتغنى بذلك وفي الوقت نفسه تسمح علانيةً وتمنح الإذن لشذاذ الآفاق والأخلاق أن يتمادوا في غيهم الإعلامي حيال بلاد الحرمين وأرض زايد الخير رحمه الله؟
ومن باب تحصيل الحاصل - كما يقال - لن أتطرق لماهية الأشخاص الذين يستعملهم الإخونج في إدارة تلك المنظومة، لأن أغلبهم من الجهلة ولا يوجد في جعبتهم إلا الشتم والسب، ولا يحملون أي مؤهلات إعلامية أو صحفية، وكل ما لديهم هو شهادة سوء سلوك من عزمي بشارة الذي أشارت صحفٌ أوروبية عدة في الأسابيع الماضية لدوره الخطير في توجيه دفة السياسة داخل قصر الوجبة بالدوحة، ومن خلال وجبات دسمة في خلق مناخٍ إرهابيٍ سياسي وإعلامي في مختلف الدول.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة