أنقرة أكدت وقف إطلاق النار في حلب بعدما توصلت إلى اتفاق بهذا الشأن مع مقاتلي الفصائل المعارضة بهدف إجلائهم مع مدنيين
يستعد مقاتلو المعارضة السورية للانسحاب من حلب، اليوم الأربعاء، بعد اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى أعواما من القتال بالمدينة، ومنح بشار الأسد أكبر انتصار يحققه حتى الآن خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أعوام.
وأكدت أنقرة أن "وقفاً لإطلاق النار" يسري في حلب منذ ليل الثلاثاء بعدما توصلت إلى اتفاق بهذا الشأن مع مقاتلي الفصائل المعارضة بهدف إجلائهم مع مدنيين من شرق المدينة بعد سيطرة قوات النظام على معظم أنحائها.
وقال حسين مفتي أوغلو، المتحدث باسم الخارجية التركية، إنه "بوسعنا أن نؤكد أن هناك وقفاً لإطلاق النار في المدينة بعد مباحثات جرت بين الجيش الروسي والمعارضة في شرق حلب".
وأضاف أن الاتفاق ينص على إخلاء المدنيين أولاً يليهم مقاتلو المعارضة.
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، قد أكد، في وقت سابق الثلاثاء، أن الجيش السوري أوقف عملياته العسكرية ضد حلب الشرقية من أجل السماح للمقاتلين بمغادرتها.
وقال السفير الروسي للصحفيين، إنه بعد اتفاق تم التوصل إليه "قبل ساعات" لإجلاء المقاتلين وسرهم والمصابين، "بدأ هؤلاء المغادرة، وإثر ذلك توقفت العمليات العسكرية".
وبناء عليه يتوقع أن يبدأ خلال ساعات الصباح الأولى، الأربعاء، إجلاء الآلاف من مقاتلي المعارضة والمدنيين من شرق حلب، بموجب هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية روسية تركية في عملية من شأنها أن تنهي وجود الفصائل في المدينة وتشكل أكبر خسائرها منذ بدء النزاع.
وأكد كل من روسيا وتركيا والفصائل المعارضة التوصل إلى الاتفاق، بعد ساعات على إبداء الأمم المتحدة خشيتها من تقارير وصفتها بالموثوقة تتهم قوات النظام بقتل عشرات المدنيين بشكل اعتباطي، بينهم نساء وأطفال، في المدينة.
وقال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي المعارضة، إنه "تم التوصل إلى اتفاق لإخلاء أهالي حلب المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة في شرق حلب".
وسيتوجه هؤلاء إلى ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب، شمال غرب، الواقعين تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، كما قال، مضيفاً أن الاتفاق يتضمن "إجلاء المدنيين والجرحى خلال الدفعة الأولى، ومن بعدهم يخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف، على أن يبدأ تطبيقه خلال ساعات".
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن عملية الإجلاء ستبدأ عند الساعة الخامسة صباح اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي السوري.
وشاهد مصور فرانس برس في حي صلاح الدين الذي من المقرر أن تتم عملية الإجلاء عبره 16 حافلة خضراء متوقفة بانتظار بدء تنفيذ الاتفاق.
وقالت رويترز إنه لم يسمع دوي انفجارات بعد القصف شبه المستمر على مدى أيام.
على صعيد متصل ذكرت قناة "سكاي نيوز عربية، صباح الأربعاء، نقلاً عن مصادر، أن حافلات تقل أكثر من 150 جريحا تستعد لمغادرة المناطق المحاصرة بعد قليل باتجاه الريف الغربي كدفعة ثانية، كما أكدت خروج 25 جريحاً من حلب باتجاه الريف الغربي.
وقالت المصادر إن الهدوء يخيم على الجبهات في حلب، بعد التوصل إلى اتفاق مع مقاتلي الفصائل المعارضة بهدف إجلائهم مع مدنيين من شرق المدينة التي سيطرت القوات الحكومية على معظم أنحائها.
ووفقاً للمصادر، فإنه سيتم إجلاء المدنيين والجرحى الليلة إلى مناطق لم تحدد بعد في ريف حلب، كما يتم إجلاء 8 آلاف من مقاتلي الجيش الحر إلى جرابلس اعتبارا من صباح الخميس، كما سيتم إجلاء نحو 650 من مسلحي فتح الشام أو ما كانت تعرف بجبهة النصرة الإرهابية إلى ريف إدلب.
ووفقاً لمسؤول مدني في شرق حلب، فإن 5 حافلات ستقل المدنيين، صباح اليوم الأربعاء.
وتسبب هجوم قوات النظام على الأحياء الشرقية، الذي بدأ في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، في مقتل 463 مدنياً على الأقل بينهم 62 طفلاً، بحسب المرصد، فيما قتل 130 آخرون بينهم 40 طفلاً في الأحياء الغربية جراء قذائف الفصائل.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDIg جزيرة ام اند امز