تعليقا على تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية بشأن رغبة بلاده في إعادة العلاقات مع مصر
قال وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، إن محاولة تركيا مغازلة مصر، لإعادة العلاقات بين البلدين، بمثابة "محاولة بائسة للهروب من الحصار السياسي والاقتصادي الذي تواجهه أنقرة، لاسيما بعد تصدي الدول العربية لها".
وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف، وصف العرابي محاولة تركيا التقارب مع القاهرة بـ"المراوغة"، حيث لا يمكن الوثوق بها في ظل قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، واستمرار أطماعه وسياساته في المنطقة.
ومساء أمس، أبدى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، خلال مقابلة مع إحدى القنوات المحلية، رغبة بلاده في إعادة العلاقات مع مصر.
وليست المرة الأولى، التي تحاول فيها أنقرة مغازلة القاهرة، بل سبقتها محاولات عدة، كان آخرها في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: "مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لتركيا في اتفاقيتها التي أبرمتها مع اليونان وقبرص بخصوص مناطق الصلاحية البحرية".
وبحسب وزير الخارجية المصري الأسبق فإن "المسؤولين الأتراك يتلاعبون بالأدوار، يحاولون إيهام الآخرين بسياسات، بينما أفعالهم تقول شيئا آخر، وبالتالي تصريحات المغازلة لا تعني لنا شيئا، إلا عندما تعود تركيا إلى رشدها وحجمها الطبيعي، حينها فقط ستتعامل معها مصر".
وتابع: إحساسهم بالقوة الفارغة لن يؤدي إلى أي تقارب سياسي مع القاهرة في القريب، لأن هذه التصريحات لم يعقبها أي إجراءات على الأرض تفيد بتغيير السياسات.
وأرجع "العرابي" تصريحات المغازلة التركية إلى "الضغوط المتتالية على أنقرة، من اتجاهات مختلفة، بسبب سياساتها ومفهوم الفاشية الذي تصدره من خلالها".
وأضاف أن أنقرة "تواجه ضفوطا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية، وكذلك من روسيا بشأن الوضع في سوريا، وأخيرا تعديل المغرب لاتفاقية التبادل الحر، كل ذلك يدفعها لمحاولة التخفيف من هذه الضغوط والبحث عن نقاط للنفاذ منها".
والخميس الماضي، صادق مجلس الحكومة في الرباط، على تعديل اتفاقية التبادل الحر، لينجح بذلك في وقف استخدام أنقرة للاتفاقية لاستغلال السوق المغربية، و"إغراقها" بالمنتجات والسلع، الأمر الذي ألحق ضررا كبيرا بالإنتاج المحلي في البلاد.
ويرى مراقبون أن تركيا أصبحت محاصرة عربيا وأوروبيا، بفضل حائط الصد الذي شكلته القاهرة ضد أطماع الرئيس رجب طيب أردوغان بليبيا أو شرق المتوسط، إلى جانب توقع توحيد موقف الاتحاد الأوروبي ضد أنقرة والذي سينسحب بالتالي على الوضع في المنطقة.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، رسمت مصر خطوطا حمراء عند سرت والجفرة في ليبيا لمنع الأطماع التركية من التهام الدولة الجارة، والواقعة في شمال أفريقيا.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA=
جزيرة ام اند امز