أكتب لأقول إنّ الدولة العادلة لا تخاف شعبها، بل تضع مصلحته وخدمته في المقام الأول، وتسعى بكل جهد لإرضائه بإعطائه الحرية
بغض النظر عن نتائج الانتخابات التركية المحسومة سلفاً، فقد أثبتت الجمهورية التركية (كما يثبت الأمر ذاته، النموذج القزم في قطر تنظيم الحمدين وخيال المآته تماماً)، أنها دولة "ديمقراطية" يحكمها حزب العدالة والتنمية، بل إنها البلاد الفاضلة التي تتحقق فيها العدالة، بحسب أكاذيب حزب الإخوان، وتتيسر لها التنمية في جميع مجالات الحياة.
أكتب بحروف الفرح وحبر البهجة عن قيادة المرأة السعودية للسيارة، والخطوات السعودية الثابتة والمتسارعة نحو الحداثة والمستقبل والطموح بقيادة وإرادة وطنية وثقت بالشباب، بنفس الغضب الذي أكتب فيه عن سلطوية عصابة الإخوان وتحكمها في تركيا وقطر، وممارساتها القمعية في الدولتين، وسعيها للفتنة في كل مكان
وأول مظاهر هذه التنمية نسبة المعتقلين السياسيين في ظل حكم أردوغان، والذين زادت أعدادهم عن 160 ألف شخص، إلى جانب العدد المماثل للمفصولين من العاملين بالحكومة منذ محاولة الانقلاب قبل عامين، منهم أكثر من 50 ألفاً وجهت لهم اتهامات رسمية وظلوا في السجن أثناء محاكمتهم، هذه الاعتقالات التي لم تتوقف، بل جاءت حملتها الأخيرة خلال الأسبوع الجاري، والتي امتدت في أكثر من 31 إقليماً في تركيا، حيث قبضت الشرطة التركية على 47 شخصاً، في إطار عملية داخل الجيش تستهدف من يعتقد أنهم أنصار شبكة تتهمها أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب التي وقعت قبل عامين.
وأتت حملات الاعتقالات التعسفية، تتويجاً للحملة الانتخابية التي ختمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعقد مؤتمرات انتخابية في إسطنبول قبل يوم من الانتخابات، مستهدفةً 124 شخصاً متهمين بأنهم من أتباع رجل الدين التركي فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة.
وعلى النقيض من ذلك تماماً، وفي بلدٍ شقيق عزيز، خصّه الله تعالى بالتكريم والتحريم، نشهد احتفالات الشعب السعودي بأسره ومباركته قيادة السعوديات للسيارة وشراكتهن الحقيقية التي تترسخ مقوماتها يوماً بعد يوم، في بناء الوطن وإعلاء شأنه في كل مجال، بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله.
نعم، أنا أكتب بحروف الفرح وحبر البهجة عن قيادة المرأة السعودية للسيارة، والخطوات السعودية الثابتة والمتسارعة نحو الحداثة والمستقبل والطموح بقيادة وإرادة وطنية وثقت بالشباب، بنفس الغضب الذي أكتب فيه عن سلطوية عصابة الإخوان وتحكمها في تركيا وقطر، وممارساتها القمعية في الدولتين، وسعيها للفتنة في كل مكان، وتآمرهما مع إيران في تقسيم المساحة العربية واغتنام ثرواتها.
أنا أكتب لأقول إنّ الدولة العادلة لا تخاف شعبها، بل تضع مصلحته وخدمته في المقام الأول، وتسعى بكل جهد لإرضائه بإعطائه الحرية والعدالة والتنمية الحقيقية، ومراعاة التنوع الثقافي والعرقي عبر المساواة في الحقوق والواجبات لأكثر من عشرين مليون كردي، وحوالي المليونين من الأرمن.
من حيث تدري أو لا تدري كشفت مذيعة قناة الجزيرة غادة عويس سياسة التحرير و التقرير في هذه القناة التي تترزق منها، فغادة غدت بوقاً إيرانياً بامتياز ، و هاجمت عبر تغريدات لها على حسابها في موقع "تويتر" الإعلامي الجزائري والمراقب الأممي السابق في سوريا أنور مالك الذي أعلن - عبر حسابه الموثق في تويتر - عدم خروجه على قناة الجزيرة مرة أخرى نتيجة مقاطعته بشكل متكرر وغير مهني خلال حوار سابق.
حيث قالت " عويس ": إن " مالك " وأمثاله يرجوننا و يتوسلون الظهور الإعلامي فتخرجهم قناة الجزيرة على الهواء ليشاركوا في برامجنا الحوارية، و فيما لو صح هذا الاتهام - وما خفي غيره أعظم - لشخص "مالك" الذي له مواقف إعلامية معروفة بالدفاع عن دور المملكة العربية السعودية والإمارات، وقد نفى تلك الاتهامات العويسية، فإن هذه فضيحة ما بعدها فضيحة وباعتراف مرتزقة "إعلام صيدة وتهاوشنا عليها".
هذا الإعلام إذن يعتمد على مبدأ الرجاء و العلاقات الشخصية، وربما الفساد الذي يبرز من خلاله عدد كبير من الذين يتصدون للبرامج و هم في الحقيقة لا يحملون أي مؤهل إعلامي أو صحفي، و يعطون صفات براقة كـ "محلل سياسي، و خبير في شؤون كذا ... إلى آخره". نضيف لذلك أن عدداً كبيراً من مراسلي تلك القناة - كما هو مشهور عنها - هو إما سائق سابق عرفوه في العراق، أو ميكانيكي "سيارات" وجدوه في لبنان، أو بائع "خضار" اشتروا منه في سوريا، ومن ثم تم إلباسه ثوب الإعلام وإطلاق صفة مراسل عليه.
و من نافلة القول و المعروف عن قناة الجزيرة أنها تدار من مكتب عزمي بشارة، و أن الولاء له، و الارتباط به هو المؤهل الوحيد لكل العاملين بها أو المشاركين في حواراتها إلا من رحم الله، و سياسة التحرير أو اختيار الضيوف و مواضيع البرامج ليست ضمن معيار "الرأي والرأي الآخر" كما يزعمون، بل هي من خلال ما يطيب لتنظيم الحمدين بثه من سموم، مردها الافتراء و مصدرها الكذب المعلن.
أكتب لأضع نقاطاً فوق حروف الانتخابات التي تعني أساساً الاختيار والتمثيل الحر، والتي لا تدخل في قاموس السياسات الإخوانية المريضة بأوهام السلطة والتسلط وأحلام كراسي الحكم، ومهما كانت الأثمان.
أكتب لأنني إماراتي خليجي عربي مسلم، يعنيني تماماً أن أحمل إلى العالم رسالة الأمان والسلام، رسالة الطموح والمستقبل المشرق بقيادات سعودية إماراتية هي مثال للقيادات الوطنية التي ترعى شؤون أبنائها، وتسهر على راحتهم، وتساوي بينهم في الحقوق والواجبات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة