المعارضة في عهد أردوغان.. تجسس وحبس وتهديد بالقتل
شنت المعارضة التركية، الأحد، هجومًا على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، على خلفية مراوغاته السياسية وتجسسه على معارضيه وتهديداته لهم.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "قرار" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، قال أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل، المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، إن "النظام كان يتبنى سياسة الاستبداد عندما كان دونالد ترامب في الحكم، ولكن الآن مع وصول بايدن لرئاسة البيت الأبيض، أصبح يدافع عن فلسفة الإصلاح".
وأشار إلى أن "أردوغان والمؤيدون له، عندما يفقدون السلطة، يتحدثون عن الحرية والديمقراطية، لكن عندما يمتلكونها يقيدون حريات الآخرين".
وتابع: “هؤلاء يرتدون ثوب الحرية عندما يرتديه الغرباء، ويخلعونه عندما يريد الغرباء ذلك أيضا"، محملًا النظام الحاكم مسؤولية النظرة التشاؤمية التي باتت لدى الشباب، بسبب سياساته التي وضعت البلاد في أزمات على كافة الأصعدة، ولا سيما الاقتصادية منها.
بدوره، قال رئيس حزب السعادة، تمل قره ملا أوغلو، إنه على قناعة تامة بأنه يتم التنصت على مكالماته والأماكن التي يذهب إليها، وذلك غداة إدلاء زعيم المعارضة، كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، بتصريحات مثيرة أكد فيها التنصت على مكالماته هو وزوجته وأبنائه.
وقال المعارض التركي في تصريحاته "أنا أيضًا مقتنع بهذا (ما قاله زعيم المعارضة). أفكر أن هواتفنا يتم التنصت إليها كما أن الأماكن التي نذهب إليها تحت المراقبة".
واستطرد قائلا "ومع ذلك لا ننزعج من هذا، لأنه ليس لدينا ما نخفيه. يمكن الاستماع والتنصت كيفما شاءوا، هذه ليست مشكلة بالنسبة إلينا".
وأدى انتقاد قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري للإصلاحات القضائية التي تعتزم الحكومة إجراءها، إلى تلقيه تهديدات من زعيم المافيا في تركيا، علاء الدين جاقجي، الموالي لحزب الحركة القومية، حليف أردوغان، بعد أن أفرج عن الأخير قبل أشهر ضمن عفو جزئي بسبب كورونا.
وأفرجت السلطات التركية عن جاقجي في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن أمضى 16 عاماً في السجون، بتهم ترؤسه شبكة جرائم منظمة، وذلك في تعديلات دستورية جاءت للتخفيف عن السجون، بسبب انتشار الفيروس.
وتزعم حكومة أردوغان سعيها لإجراء إصلاحات قضائية، ما دفع قليجدار أوغلو، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، لمطالبة الحكومة بأن تكون صادقة وإعادة الموظفين المفصولين من الخدمة.
لكن تلك الكلمات دفعت زعيم المافيا جاقجي، في اليوم التالي، بالرد عليها عبر رسالة على حسابه بموقع تويتر، مكتوبة بخط يده، استخدم فيها كلمات غير لائقة بحق قليجدار أوغلو، منها "كن عاقلا".
الواقعة أثارت حفيظة المعارضة في تركيا التي هبت للتعبير عن دعمها لقليجدار أوغلو، وانتقدت صمت النظام الحاكم حيال تلك التجاوزات، وفسر مراقبون هذا الصمت بتأييد أردوغان لما يحدث على الساحة السياسية.
وبعدها خرج زعيم المعارضة، ليؤكد أنه مهدد بالقتل، وأن هواتفه الخاصة، وهواتف زوجته وأولاده يتم التنصت عليها.