العالم يهاجم أردوغان: انتخاباتك في الطوارئ لا يعتد بها
انتقادات مستمرة للرئيس التركي بسبب قمع الشعب والإصرار على إجراء الانتخابات في ظل قانون الطوارئ.
لا يأبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأي انتقادات دولية، ولا مظاهرات شعبية، فلم يفلت منه أحدا مدنيا كان أو عسكريا، فيقمع معارضيه ويسجنهم، ويهدد منافسيه ويقتلهم، رغم الانتقادات والهجوم الدولي المتواصل عليه بسبب حملة القمع والاعتقالات التي يشنها على كل أطياف الشعب التركي منذ محاولة الانقلاب في يوليو/ تموز 2016.
أردوغان، الذي دعا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في الـ24 من يونيو/حزيران، لم يلتزم بالمواثيق الدولية التي تفرض توفير أجواء ديمقراطية للانتخابات.
وكان أردوغان فرض حالة الطوارئ بعد محاولة الانقلاب ومددها مؤخرا للمرة السابعة، وأعلن أنه على استعداد لتمديدها للمرة العاشرة.
انتقادات دولية
آخر الانتقادات الدولية التي واجهها نظام أردوغان كان ما قاله مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد الحسين، الذي دعا تركيا، الأربعاء، إلى رفع حالة الطوارئ فورا "لتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات يعتد بها".
وأضاف زيد بن رعد، في بيان، أنه "من الصعب تصور إمكانية إجراء انتخابات يعتد بها في مناخ تعاقب فيه بشدة الآراء المعارضة أو تحدي الحزب الحاكم".
وكان البرلمان الأوروبي جمد مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد، بسبب حملة القمع الجارية والاعتقالات، كما دعت الأمم المتحدة الشهر قبل الماضي إلى إنهاء حالة الطوارئ في تركيا قائلة إنها أدت إلى انتهاكات "ضخمة وخطيرة" لحقوق الإنسان.
القتل والسجن مصير المنافسين
ازدادت حدة الهجمات التي يتعرض لها منافسو الرئيس التركي في الانتخابات، وكان آخرها ما تعرض له محمد أرسلان، أحد مؤسسي حزب الخير، من محاولة اغتيال، حيث أطلق شخصان ملثمان يستقلان دراجة نارية 4 أو 5 رصاصات على منزله، بينما كان المنزل فارغاً.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن تعرضت منصة دعائية للحزب لهجوم باستخدام سكاكين أسفر عن إصابة 8 أشخاص.
وفي السياق ذاته، اعتبر صلاح الدين دميرتاش، مرشح حزب الشعوب الديمقراطي المعارض، الذي سجنه نظام أردوغان في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بتهم ربما يواجه فيها السجن لمدة تصل إلى 142 عاماً، أنه "من المستحيل إجراء انتخابات نزيهة في ظل نظام أردوغان"، مؤكدا أن "أحزاب المعارضة ستواجه عقبات كبرى خلال حملاتها الانتخابية، خصوصاً في ظل الطوارئ في البلاد".
ويستعد حزب الخير لخوض الانتخابات بعد ترشح رئيسة الحزب ميرال أكشينار، التي تحظى بتأييد واسع في صفوف المعارضة، لخوض الانتخابات الرئاسية.
كما أكد حزب الشعوب الديمقراطي أن سلطات نظام أردوغان اعتقلت ما يصل إلى 5 آلاف من أعضائه، مضيفا أن السلطات سحبت جواز سفر زعيمه المشارك سيزاي تيميلي في مطار إسطنبول أثناء توجهه إلى ألمانيا في سياق الحملة الانتخابية.
سجون أردوغان تتحول إلى مقابر
أصبحت السجون في عهد نظام أردوغان تكتظ بمسجونين ومعتقلين، معظمهم دون سند قانوني، في ظروف غير إنسانية، فضلًا عن تعرضهم للتعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وأكد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، تيكين بينجول، أن نظام أردوغان اعلن مسبقا عن إنشاء 37 سجنا جديدا خلال 5 سنوات، موضحا أن تعداد المحتجزين سجل زيادة قدرها 285% منذ وصول حزب العدالة والتنمية للحكم في 2002، موضحا أن السجون تضم في الوقت الحالي 228 ألفاً و993 شخصاً بين محتجز ومسجون.
وأوضح أن تلك الأرقام لا تشمل 280 ألفاً و675 شخصاً الذين تم إطلاق سراحهم بسبب عدم وجود أماكن شاغرة داخل السجون التركية، مدعياً أن هناك 3 آلاف و432 شخصاً ماتوا داخل السجون خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية.
وأوضح "بينجول"، حسب تصريحات صحفية، نقلتها صحيفة زمان التركية المعارضة، أن "السجون فقدت خصائصها كأماكن للإصلاح وتحولت إلى أماكن للموت، فقد توفي 426 شخصاً خلال عام 2015 فقط، منهم 54 كانوا قيد الاحتجاز، و43 ماتوا عن طريق الانتحار، فضلًا عن أن السجون التركية تضم نحو 600 امرأة مع أطفالهن، والآن يوجد داخل السجون ألفان و800 طفل".
وحسب إحصائيات الأمم المتحدة فقد اعتقلت السلطات أكثر من 160 ألفا، وأقالت عددا مماثلا تقريبا من موظفي الحكومة.
aXA6IDMuMTQyLjU0LjEzNiA=
جزيرة ام اند امز