رغم المغازلة.. تركيا تبث سمومها من جديد تجاه مصر
عادت الأبواق الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية، الهاربة إلى تركيا، سريعا إلى الظهور عبر الشاشات التي تبث السموم منها ضد القاهرة.
وكعادتها شنت هجوما على الحكومة المصرية وسياساتها، بعد اختفاء مؤقت لم يستمر لنحو شهرين.
ورغم أن الرئيس التركي رجب طيب أدورغان، يغازل القاهرة ودول الخليج، خلال لقاءاته الأخيرة، إلا القنوات التي تبث من أراضيه، بدت أكثر بذاءة في بث الأكاذيب عن مصر وحلفائها في المنطقة.
- بحثا عن جُحر "سياسي".. هل تخرج "الإخوان" من حضن أردوغان بعد "السعادة"؟
- أردوغان يأمل في زيادة التعاون مع مصر ودول الخليج إلى أقصى مدى
تناقض منسق
وفسر المستشار عماد أبو هاشم، عضو حركة "قضاة من أجل مصر" التي كانت موالية لتنظيم الإخوان، -أحد المنشقين عنهم والعائد للقاهرة- حالة التناقض بين الموقف الرسمي للدولة التركية، وبين تصرفات جماعة الإخوان، بأن هذا الأمر متفق عليا ومنسق بين الجماعة الإرهابية، والحكومة التركية.
وأضاف أن :"أعضاء التنظيم الدولي للإخوان في تركيا على اتصال مباشر مع ياسين أقطاي، مستشار أردوغان، وبينهم تنسيق على مستوى عال قبل اتخاذ أي قرارات أو سياسيات تجاه مصر".
وهو - أقطاي- ما لبث بدوره أن شن تصريحات ضد مصر وحكومتها، خلال حديث مع فضائية" فرانس 24"، الثلاثاء.
وتناغما مع تصريحات أقطاي، عاودت الفضائيات الإخوانية في إسطنبول انتقاداتها للقاهرة، وعلى رأس ذلك الإخواني محمد ناصر، وحمدي زوبع، اللذان عاودا مهاجمة السياسات المصرية، وذلك بعد هدنة مؤقتة التزم فيها بتعليمات السلطات التركية تخفيف حدة الانتقاد لمصر.
ابتزاز تركي
وأشار أبوهاشم إلى أن الرئيس التركي، لديه أجندة محددة تجاه القاهرة وهي الحصول على أكبر قدر من المكتسبات خلال الفترة المقبلة، خاصة وأنه يحتاج انفتاحاً اقتصادياً مع مصر بشكل غير مسبوق لدعم اقتصاد بلاده.
إضافة إلى أنه ينظر إلى غاز البحر المتوسط الذي يطمع في أكبر قدر من الحصول على مكتسبات خاصة بهذا الملف دون الدخول في صراعات كبيرة مع مصر.
وتابع: "لأن القاهرة فطنت إلى عدم التزام أنقرة بأي تغيرات عقب سيناريو إبعاد منصات الإخوان عن الشاشات، فإن أردوغان يسعى إلى عودة أبواقه من الجماعة الإرهابية إلى الصورة بهدف الضغط على القاهرة من خلال ملف سد النهضة، بزعم عدم نجاح الحكومة في إدارة الملف لابتزازا الحكومة المصرية للتقارب دون شروط".
مزايا من أنقرة للإخوان
"أبو هاشم"، أكد أن عدد غير قليل من أعضاء تنظيم الإخوان بتركيا من القيادات تحديداً حصل منذ زمن على الجنسية التركية، منهم على سبيل المثال عادل راشد الذي كان أحد همزة الوصل بين الجماعة الإرهابية والمخابرات التركية.
كما حصل الإعلامي محمد زوبع على الجنسية ويتمتع بصلاحيات كبيرة بتركيا.
بيد أنه نوه إلى أن العشرات من صغار الإخوان يلهثون للحصول على الجنسية التركية إلا أن الدولة التركية تتعمد مرواغهم ولا تمنحهم الجنسية بهدف تطويعهم دائما لما تريده.
خداع استراتيجي
أما الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي، فقال حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن تركيا حين قررت إبعاد بعض عناصر الإخوان عن الشاشات، كان يظهر في طياته الخداع.
وأضاف: "لم تقم تركيا خلال تلك الفترة بترحيل أي إخواني من أراضيها بل سمحت لهم بالبث وبشراسة أكبر من خلال منصات التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب واسع الانتشار في العالم كله".
وأشار إلى أن "تركيا تستخدم الإخوان كأداة للضغط على مصر في كل الاتجاهات، ومع سعيها للتقارب تريد بطريقة خبيثة أن توصل رسالة مفادها أن عدم الإذعان لشروطنا معناه العودة إلى ممارسات المهاجمات الإعلامية البذيئة".
وكانت تركيا أعلنت في مارس/آذار الماضي استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر، كما وجهت وسائل الإعلام الإخوانية العاملة على أراضيها بتخفيف النبرة تجاه القاهرة.
وفي 5 و6 مايو الماضي توجه وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية، سادات أونال، إلى القاهرة في أول زيارة من نوعها منذ 2013، وأجرى محادثات "استكشافية" مع مسؤولين مصريين بقيادة نائب وزير الخارجية حمدي سند لوزا لبحث التقارب وتطبيع العلاقات.
aXA6IDMuMTQzLjIzLjM4IA==
جزيرة ام اند امز