غضب من إصرار أردوغان على إخماد الأزمات بـ"أكواب الشاي"
جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إثارة الجدل ثانية بعد أن قام بتوزيع عبوات من الشاي على متضرري حرائق الغابات بولاية موغلا (غرب).
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، الأحد.
توزيع أردوغان لعبوات الشاي على المتضررين جاء خلال زيارة تفقدية أجراها للولاية المذكورة، لمتابعة تداعيات حرائق الغابات التي تشهدها منذ الأربعاء الماضي، مع عدد من الولايات الجنوبية الأخرى بالبلاد.
ولم يتخل أردوغان عن عادته في توزيع الشاي على الحاضرين، دون مراعاة طبيعة الحدث. التي تقتضي اتخاذ الرئيس ونظامه قرارات عاجلة للتخفيف عن المتضررين وليس توزيع عبوات من الشاي.
وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها أردوغان موجة سخرية وانتقادا بسبب الشاي، فالأسبوع الماضي وبينما كان هناك حزن في ولاية ريزه (شمال) بسبب وفاة 6 أشخاص بجانب اثنين في عداد المفقودين جراء السيول، قام الرئيس بتوزيع الشاي على الحضور، وهو ما قوبل بموجة انتقادات شديدة.
وانتقادا لتصرف أردوغان في موغلا، نشر علي باباجان، رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" التركي المعارض، تغريدة على حسابه بـ"تويتر" عاب فيها ما قام به الرئيس بينما كان الأهالي في انتظار إجراءات عاجلة لانتشالهم من الحرائق التي التهمت منازلهم.
وقاصدا أردوغان قال باباجان في تغريدته "هناك شيء يُسمى عيب، ألا تعرف العيب.. يكفي إلى هذا الحد".
وأعاد باباجان نشر مقطع الفيديو الذي يظهر خلاله أردوغان، وهو يلقي عبوات الشاي على المواطنين في مقاطعة مرمريس التابعة لولاية موغلا.
حرائق الغابات
وأشعلت حرائق الغابات موجة غضب ضد أردوغان، وانتقدت المعارضة عجزه عن مواجهتها وإعلانه عدم وجود طائرات لهذا الغرض.
وفي هذ االصدد انتقد أوزغور أوزل، نائب رئيس الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، السبت، تصريح وزير الزراعة والغابات التركي بكر باكدميرلي، بأنه "لا توجد لدينا طائرة لإطفاء الحرائق".
وعلى سبيل التهكم والسخرية قال المعارض المذكور: "لو كان لدينا 10 طائرات إطفاء بدلًا من 13 طائرة فاخرة في مرآب الرئاسة لما احترقت غاباتنا".
وأضاف قائلا إن "العقلية التي تشتري الطائرات لحفظ المظهر والسمعة، ولا تشتريها لإطفاء الحرائق، هي نظام القصر.. لتسقط سمعتكم أرضًا".
ولايات منكوبة
بدوره، أعلن أردوغان، السبت، ولايات أنطاليا وموغلا ومرسين وأضنة وعثمانية "مناطق منكوبة" بسبب حرائق الغابات المستمرة بها منذ، الأربعاء الماضي.
وقال أردوغان في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "لقد أعلنا أن مناطقنا المتضررة من حرائق الغابات مناطق منكوبة. وسنواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمداواة جروح شعبنا وتعويض الخسائر".
وبعد ساعات من إعلانه ذلك تفقد أردوغان المناطق المتضررة من الحرائق في كل من أنطاليا وموغلا بواسطة مروحية.
لا أصوات للعدالة والتنمية
وفي سياق الغضب الشعبي أكد المواطنون في مدينة قيصري عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه شمالي تركيا، أن حزب العدالة والتنمية انتهى في الولاية، التي كانت تُعد معقلا له.
وقال المواطنون الغاضبون: "لن نصوت بعد الآن لحزب العدالة والتنمية، ولو قطعت أذرعنا".
جاء ذلك في مقابلات تلفزيونية التقت خلالها قنوات محلية مع أهالي بالولاية لاستطلاع رأيهم حول جهود إخماد حرائق الغابات.
وقال أحد المواطنين إن "نفقات القصر ليوم واحد تكفي لشراء طائرة لإطفاء الحرائق"، فيما قال آخر: "إننا نادمون لإعطاء أصواتنا لحزب العدالة والتنمية، ولن نصوت لهم حتى لو قطعوا أذرعنا".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز