اتجار بالدين في تركيا.. صوّت لأردوغان وحزبه تظفر بـ"مفتاح الجنة"
حلقة جديدة من مسلسل تصريحات أنصار أردوغان المثيرة للسخرية: "صوّتوا للعدالة والتنمية ستجدون مفتاح الجنة بجيوبكم وتظفرون به".
رغم النقد الشديد والاستياء من تصريحات كثيرة يطلقها أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتثير الكثير من الجدل داخليا وخارجيا، فإن هؤلاء لا يزالون يطلقون هذه الأحاديث التي تشبه النكات بالنظر إلى أفعال النظام التي تناقض تماما تلك التصريحات.
وفي محاولة من أحد مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم لخوض الانتخابات المحلية التركية المقبلة، لكسب تأييد أكبر من الأتراك وفي محاولة لتحسين الوضع الانتخابي للحزب الذي تنهار شعبيته باستمرار بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تعيشها البلاد، قال مصطفى غوكطاش للجماهير: "صوّتوا للعدالة والتنمية وللرئيس رجب أردوغان تظفرون بمفتاح الجنة".
تصريحات غريبة لمصطفى غوكطاش، مرشح الحزب التركي على مقعد رئيس إحدى بلديات ولاية شانلي أورفا، جنوب شرقي البلاد، قالها خلال مشاركته بإحدى الفعاليات الانتخابية، الجمعة، بحسب ما ذكرته النسخة التركية لموقع "أحوال تركية" المعارض.
التصريحات المذكورة أثارت موجة من السخرية على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لا سيما أنها وردت على لسان الرجل في مقطع فيديو تناقله رواد تلك المواقع على سبيل الاستهزاء.
وبحسب ما ورد في مقطع الفيديو قال غوكطاش: "إخوتي وأخواتي فلتدعموا مرشحي العدالة والتنمية من أجل الله ورسوله، ادعموا العدالة والتنمية، وأردوغان في 31 مارس/آذار (موعد الانتخابات المحلية) ولتعلموا جيدا أنكم بعد أن تصوتوا لهم ستجدون مفتاح الجنة بجيوبكم وتظفرون به".
وليست هذه هي المرة الأولى التي يبالغ فيها أنصار العدالة والتنمية في دعوتهم الناخبين للتصويت لهم، فسبق أن قال محمد قاسم غولبينار، نائب العدالة والتنمية عن ولاية شانلي أورفا، إن "دعم أردوغان من ضروريات ومقتضيات الإيمان".
وتابع قائلا: "وغدا حينما تقفون أمام الله في المحشر لن يحاسبكم مطلقا؛ لأنكم حملتمونا تلك الأمانة".
ومن قبله قال عصمت يلماز، الذي تولى من قبل حقيبتي وزارتي الدفاع والتربية والتعليم والنائب الحالي بالبرلمان عن ولاية سيفاس، إن "التصويت للعدالة والتنمية وثيقة براءة ليوم القيامة".
ولا يفوت الرئيس أردوغان أو التابعون له فرصة إلا واستغلوها لتحقيق مآربهم، والفوز بأي انتخابات خاصة مع انهيار شعبيته وحزبه جراء سياساته القمعية والاقتصادية التي زجت بآلاف في السجون وأطاحت بعشرات الآلاف من وظائفهم وهوت بالاقتصاد التركي إلى القاع.
ويشارك في الانتخابات 13 حزبا يتقدمها العدالة والتنمية الذي يخوض تلك الانتخابات بالتحالف مع حزب "الحركة القومية" المعارض.
وتعد هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها في ظل نظام الحكم الرئاسي، بعد أن استحوذ أردوغان على سلطات تنفيذية واسعة بعد نجاحه في الانتخابات العامة التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي، والتي تبعها إصدار قوانين جمعت السلطات في يد الرئيس وحده.
كما تأتي الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بسبب السياسات الخاطئة التي تنفذها حكومة حزب "العدالة والتنمية"، والتي انعكست تداعياتها على قناعات الناخبين، حسب استطلاعات الرأي التي تخرج علينا بين الحين والآخر.
aXA6IDMuMTUuNi4xNDAg
جزيرة ام اند امز