جائزة نوبل للسلام واعتداء غاشم أسماه أصحابه "نبع السلام".. عنوانان تصدرا المشهد خلال الأسبوع الجاري
جائزة نوبل للسلام واعتداء غاشم أسماه أصحابه "نبع السلام".. عنوانان تصدرا المشهد خلال الأسبوع الجاري، بعد أن فاز رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، لجهوده في تحقيق التعاون الدولي والسلام، في حين طعن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عملية السلام في سوريا بحملة عسكرية استعمارية على الأرض العربية السورية، أسماها "نبع السلام" ويا للسخرية.
يدعي البعض رغبتهم في السلام في وقت يشنون فيه الحرب، ويسعى آخرون لإطفاء حرائق المنطقة وهدفهم السلام الحقيقي، وهنا يكمن الفرق بين نبع السلام ونوبل للسلام
فالأول أهّله نشاطه في منصبه للحصول على جائزة نوبل، بعد تصديه لعدة ملفات على رأسها إفساح المجال للحريات السياسية والاقتصادية ومكافحة الفساد داخل البلاد، وتهدئة الصراع الدائر مع الجارة إريتريا، ودوره في اتفاق انتقال السلطة في السودان.
والثاني تاجر بالدين وتدخل في شؤون جيرانه، وأثار القلاقل، ولعب بورقة اللاجئين، وغامر بدماء الأبرياء وخدع عواطف المسلمين، وغدر بشعبه وانتشر في عهده الفساد والمحسوبيات والقمع والاعتقال ليختتم مسلسل تماديه بعملية عسكرية نزح بسببها إلى الآن مئة ألف لاجئ، وقصفت مواقع مدنية أدت إلى سقوط قتلى من الأبرياء، هدفها إبقاؤه على الكرسي لفترة أطول، ومد نفوذه الاستعماري إلى أقصى المديات.
لكن التدخل التركي في الشؤون العربية تمت مواجهته للمرة الأولى بأسلوب مباشر وصريح من قبل الدول العربية، التي دانت العملية وطالبت أنقرة بوقف العمليات العسكرية في سوريا، وحذرتها من إحداث تطهير عرقي وتغيير ديموغرافي هناك.
في المقابل، أبرزت العملية العسكرية تناقضاً فاضحاً للمؤدلجين العرب من أتباع التنظيمات الإسلامية الذين صفقوا للعملية، واعتبروها نصراً مبيناً رغم وضوح خطة تركيا ومشروعها باتجاه المنطقة العربية، فأنقرة تاجرت بالأزمة السورية وسعت في زعزعة الاستقرار في مصر والسودان وليبيا، ولم تتدخل في أية أزمة إلا وكان هدفها إفشال جهود حلها، ثم لا يزال يدافع عنها أتباع الإسلام السياسي ويلفقون المقاطع والمقالات على مواقع التواصل الاجتماعي ويشنون الحملات لتضليل الرأي العام، بإظهار الجنود الأتراك وهم يستقبلون استقبال الأبطال، ويا للسخرية مرة أخرى بل يا للعار من عرب تخلوا عن عروبتهم من أجل خدمة أهداف الأجنبي.
ختاماً.. يدعي البعض رغبتهم في السلام في وقت يشنون فيه الحرب، ويسعى آخرون لإطفاء حرائق المنطقة وهدفهم السلام الحقيقي، وهنا يكمن الفرق بين نبع السلام ونوبل للسلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة