"اللجوء العسكري".. "لوموند" تنكأ توترات تركيا واليونان
منذ الانقلاب الفاشل، أصبحت اليونان أرض لجوء سياسي للمعارضين الأتراك من أتباع الداعية التركي فتح الله غولن، وبالنسبة لأنقرة فهي قضية أكثر حساسية.
وبحسب صحيفة "لوموند "الفرنسية، ففي كل ذكرى للانقلاب الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 15 يوليو/تموز، تتذكر السفارة التركية في أثينا ما فعلته السلطات اليونانية، حينما استقبلت الجنود والطيارين الأتراك الفارين من قمع أردوغان.
وسلطت الصحيفة، في تقرير لها الأربعاء، الضوء على أزمة اللجوء العسكري من تركيا إلى اليونان، وقالت إنه "في العام الماضي، قالت السفارة التركية، عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي: "نحن ننتظر منذ 4 سنوات حتى الآن تسليم الجنود الثمانية (وغيرهم) الذين فروا إلى اليونان. يجب تحقيق العدالة في أسرع وقت ممكن".
وهذا العام يبدو أن "اللهجة التركية ستكون أكثر حزما مع مرور 5 سنوات على الانقلاب المزعوم"، الذي ساهم في توتر العلاقات بين البلدين.
وكان 6 طيارين وفنيان اثنان، متهمون من قبل النظام التركي بالمشاركة في مسرحية الانقلاب الفاشل واستهدفتهم مذكرة توقيف تركية، هبطوا في 16 يوليو/تموز 2016 ، بطائرة مروحية في ألكساندروبولي شمال اليونان بحثًا عن ملجأ هناك".
وطالب حينها أردوغان رئيس الوزراء اليوناني آنذاك ألكسيس تسيبراس بتسليهم على الفور.
وفي أعقاب ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي أن "اليونان أصبحت دولة تحمي وتؤوي الانقلابيين".
وذهبت تركيا إلى حد التهديد بإلغاء اتفاقية إعادة قبول المهاجرين الموقعة مع اليونان والاتحاد الأوروبي، وهي الورقة التي تسعى لا تفوت فرصة لاستغلالها في ابتزاز أوروبا.
وفي يناير/كانون الثاني 2017، رفضت المحكمة العليا اليونانية تسليم الجنود الفارين الأتراك إلى أنقرة.
وطرح الباحث في المؤسسة اليونانية للسياسة الأوروبية والخارجية (إلياميب) يوانيس جريجورياديس سؤالان على القضاة اليونانيين أمام هؤلاء الجنود الثمانية، قائلا: هل شاركوا بالفعل في الانقلاب؟ وهل تركيا دولة قانون يمكنها الحكم عليهم بنزاهة؟، وأوضح أنه بالطبع سيكون رد العدل اليوناني على هذين السؤالين بـ"لا".
وحصل الضباط الثمانية على حق اللجوء في اليونان مع عائلاتهم لكنهم يخضعون للمراقبة والحماية لأسباب أمنية واضحة، حسبما أكد محاميهم كريستوس مايلونوبولوس.
مخاوف من الاختطاف
وبحسب "لوموند"، فيخشى أقارب الضباط الثمانية من احتمال تعرضهم للاختطاف من قبل أجهزة المخابرات التركية.
وحدثت عدة عمليات من هذا النوع منذ عام 2016، في عدة دول بينها قيرغيزستان، وخطف كذلك أورهان إيناندي من كينيا، وابن شقيق الداعية غولن من كوسوفو.
ويقول بانايوتيس تساكوناس، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أثينا، إن "الحكومة التركية تضغط الآن على أنصار غولن، الذين يشكلون حوالي 3٪ من المنفيين الأتراك في جميع أنحاء العالم، للاعتراف بهم من قبل وكالة الإنتربول كإرهابيين، ما سيسهل القبض عليهم بشكل واضح".