باحث أمريكي: تركيا إمبريالية فلا تدعوا أردوغان يتظاهر بغير ذلك
حذر باحث أمريكي من خطر نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على السلم العالمي، مطالبا بتوصيف دقيق لحكومة أنقرة "الإمبريالية".
ودعا الباحث الأمريكي مايكل روبين وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى أن يعترف بأن تركيا ليست شريكا ووصفها بما هي عليه حقيقة أي مستعمر القرن الـ21 الذي يشكل تهديدًا متناميا على السلام العالمي.
وقال روبين، في مقال منشور بمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن إدارة الرئيس جو بايدن ربما تريد تعزيز الدبلوماسية والمساعدات، لكن الفشل في الرد على الافتراءات التركية يضعف جهودها.
وقبل أيام، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب أداء صلاة العيد في شمال قبرص التي تحتلها تركيا، عن أفغانستان، وقال عن طالبان: "ليس لدينا شيء ضد معتقداتهم".
وردد رواية طالبان المناهضة للولايات المتحدة، بقوله إن "القوى الإمبريالية دخلت أفغانستان، وظلت هناك على مدار 20 عامًا. ووقفنا نحن أيضًا إلى جوار أشقائنا الأفغان ضد جميع القوى الإمبريالية".
واعتبر روبين، في مقاله، أنه من الجيد اعتراف أردوغان أخيرًا بما قد يراه أي زائر لأفغانستان يخرج من فقاعة السفارة الأمريكية أو قاعدة باجرام الجوية، وهو أن تركيا ربما كانت بشكل رسمي جزءًا من نفس مهمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لكنها كانت على الجهة المقابلة من المعركة.
وفي الحقيقة، بحسب روبين، تعتبر تركيا هي الدولة الإمبريالية الرائدة في العالم اليوم، على الرغم من مزاعم أردوغان الذي يصورها كما لو كانت معقلا لمناهضة الامبريالية.
وأشار الباحث الأمريكي إلى أنه منذ أكثر من قرن زمني، أخرجت القوات القومية التركية بالقوة أو أبادت الأرمن في شرق الأناضول، وقد يكون أحد الأسباب في رفض القوميين الأتراك الاعتراف بالإبادة هي أنها قد تدين طريقة عملهم اليوم.
ولفت روبين إلى أن تلك الطريقة ومكافآت الصبر الاستراتيجي التركي ظاهرة للعيان في قبرص الآن، حيث يتلاعب أردوغان بالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الاستعمار التركي صارخ بنفس القدر.
وتجبر تركيا ومليشياتها بالوكالة في سوريا السكان المحليين على اتخاذ أسماء تركية لهم، ولبس الملابس التركية، وتعلم اللغة التركية، حتى إن أنقرة وسعت نطاق بنيتها التحتية المدنية إلى أجزاء من سوريا التي تحتلها، بحسب روبين.
واتضح، بحسب الباحث الأمريكي، أن سوريا مجرد مرحلة تمهيدية لكردستان العراق، حيث تؤسس تركيا قواعد عسكرية ويعمل دبلوماسيوها وعملاؤها الاستخباراتيون كحكام استعماريين.
وفي ليبيا أيضًا، يشتت الخطاب المعادي للإمبريالية الانتباه عن حقيقة أن تركيا تفعل عكس ما تعظ به، وفقا لروبين.
وفيما يتعلق بأفغانستان، ربما تريد تركيا التقرب من طالبان لأسباب أيديولوجية والفوز بعقود بمجرد سيطرة الحركة على البلاد، وهذا أمر سيئ للغاية، لأنه يكشف أن أردوغان يعتبر المصالح التركية والازدهار الإنساني أمرين متعارضين، بحسب الباحث.