سفير جديد ومصافحة دافئة.. علاقات تركيا وإسرائيل على طريق إعادة التأهيل
خطوة جديدة على طريق التقارب التركي الإسرائيلي، تهدف لإعادة تأهيل العلاقات الدبلوماسية، وتضع نهاية لسنوات من التوتر بين البلدين.
تلك الخطوة تمثلت في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قالت فيه، إن السفير التركي لدى تل أبيب سيقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي هذا الأسبوع.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "هذا الأسبوع، من المتوقع أن يقدم سفير تركيا الجديد لدى إسرائيل، شاكير أوزكان تورونلار، الدبلوماسي المخضرم الذي كان القنصل العام التركي في القدس والسفير التركي لدى الهند مؤخرًا، أوراق اعتماده إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ".
وأضافت: "لكن بعد أسبوع من إعراب سفيرة إسرائيل لدى تركيا إيريت ليليان عن أملها في أن تتكثف عملية المصالحة الدبلوماسية بين البلدين وتتوسع وتشمل العديد من مجالات التعاون - لمصلحتنا ولصالح الجمهورية التركية ولصالح المنطقة بأسرها"، كان عليها أن تتعامل مع "موكب الفخر الوطني" لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الحرم القدسي" في إشارة إلى اقتحامه للمسجد الأقصى.
اقتحام الأقصى
ورغم أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تحدث مع نظيره الإسرائيلي الجديد، إيلي كوهين عن اقتحام بن غفير للأقصى قائلا، إن زيارة وزير الأمن القومي إلى الحرم القدسي غير مقبولة، إلا أن الصحيفة قالت إنه "على الأقل لم يكن الحديث عن الصيحات والشتائم التي ميزت ردود الفعل التركية في الماضي".
وأشارت إلى أنه: "لم تختف الخلافات في الرأي بين إسرائيل وتركيا، لكن يبدو أن النقاش العام حولها على الأقل من الآن فصاعدًا سيجري بالأسلوب الدبلوماسي المشترك بين الدول الصديقة".
وأشارت في هذا الصدد إلى أنه "بعد أربع سنوات لم يكن فيها مبعوث إسرائيلي في العاصمة التركية، عزفت الأوركسترا الرئاسية مرة أخرى النشيد الوطني الإسرائيلي في القصر الأبيض الفخم".
دليل "مهم"
وأضافت: "قدمت تركيا مؤخرا دليلا هاما على نواياها؛ فالأكاديمية التركية للعلوم، وهي أعلى هيئة أكاديمية في البلاد، قررت منح عضوية مشرفة وميدالية شرفية وجائزة مالية للبروفيسور أمنون كوهين من الجامعة العبرية".
وأشارت إلى أن "كوهين، مؤرخ مشهور عالميًا وحائز على جائزة إسرائيل لعام 2007 لدراسات أرض إسرائيل، كرس معظم أبحاثه الرائدة لتاريخ أرض إسرائيل في عهد الإمبراطورية العثمانية".
وأضافت: "كان في السابق رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية حيث أكمل ثلاث درجات. ترأس معهد بن تسفي ومعهد ترومان للأبحاث من أجل النهوض بالسلام؛ وفي عام 2013، أصبح عضوًا فخريًا في الجمعية التاريخية التركية".
مصافحة دافئة
وقالت: "الأكاديمية التركية للعلوم مؤسسة مستقلة، لكنها تعتمد على ميزانيات الحكومة، ويتم تعيين ثلث أعضائها من قبل الحكومة. ويخضع اختيار الفائزين بالجوائز (هذا العام، بالإضافة إلى كوهين، الفائزون هم جوزيف وانغ من جامعة كاليفورنيا وجوزيف جاو يو سونغ من سنغافورة ، بالإضافة إلى العلماء الأتراك) لعملية اختيار احترافية طويلة ودقيقة، حيث يشارك خبراء وباحثون أتراك من جامعات أجنبية".
وأضافت الصحيفة: "البروفيسور كوهين هو بلا شك مرشح طبيعي للجائزة في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، ومن شروطه المشاركة في الأبحاث المتعلقة بتركيا. ولكن، كما هو الحال في كل حدث ذي أهمية وطنية يشارك فيه أردوغان، خاصة وأن الحكومة هي التي تمول نشاط أكاديمية العلوم، كان بإمكانه رفض الاختيار. هذا لم يحدث. صافح أردوغان يد كوهين بدفء شديد، وهنأه على الجائزة، ونشرت وسائل الإعلام التركية ذلك. تلقت رسالة التطبيع ختم موافقة آخر".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز